فوائد المطر الحمضي
فوائد المطر الحمضي
يستخدم العلماء مصطلح المطر الحمضي (بالإنجليزية: Acid Rain) لوصف المطر الذي تزيد حموضته عن المستوى الطبيعي، فالماء المقطّر متعادل هيدروجينياً، أي أنّه ليس حامضياً ولا قاعدياً، أمّا المطر فدائماً ما يكون حامضياً قليلاً بسبب محتوياته من المواد المذابة فيه بشكل طبيعي، ولكنّ تفاعل ماء المطر مع بعض الملوّثات الموجودة في الهواء، مثل أكاسيد النيتروجين أو الكبريت، ينتج عنه تحوّل بخار الماء إلى شكل مخفّف من أحماض الكبريتيك أو النيتريك، والتي تذوب في قطرات المطر لتنزل إلى الأرض على شكل مطر حمضي .
للمطر الحمضي تأثيرات عديدة ضارّة بالبيئة، وخاصّة على النظم البيئية المائية، مثل: البحيرات، والجداول المائية، والأراضي الرطبة، وغيرها، إذ يجعل المطر الحمضي المياه في هذه البيئات أكثر حمضية، كما يؤدّي إلى زيادة امتصاص عنصر الألمنيوم من التربة، والذي يتمّ نقله مع الماء إلى البحيرات والأنهار، ممّا يجعل المياه سامّة للحيوانات المائية، مثل: جراد البحر، والمحار، والأسماك، وغيرها.
ينتج عن الضباب والمطر الحمضي أيضاً أضراراً كبيرة بالغابات، وخاصّة تلك الموجودة على ارتفاعات عالية، إذ تتلف الأحماض أوراق الأشجار، وتؤدّي الرواسب الحمضية في التربة إلى سلبها ما تحتويه من العناصر الغذائية الأساسية كالكالسيوم، كما تتسبّب في إطلاق عنصر الألمنيوم منها كما ذُكر سابقاً، وهذا يؤدّي بدوره إلى تقليل قدرة الأشجار على امتصاص الماء، وبالإضافة إلى ذلك يساهم المطر الحمضي في إتلاف بعض المركبات، والمنشآت، والمباني الحجرية، إلى جانب المشاكل الصحية التي قد يسبّبها للإنسان، بما في ذلك الربو وتهيّج العين، ورغم هذه التأثيرات الضارّة المعروفة للمطر الحمضي على النظم البيئية الطبيعية المختلفة، إلّا أنّ هناك بعض الدراسات التي أثبتت أنّ وجود كميات صغيرة من الملوّثات قد يكون له تأثيراً إيجابياً، وفيما يأتي بعض الفوائد البيئية للمطر الحمضي:
التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري
تعدّ أكاسيد الكبريت والنيتروجين من المكوّنات الأساسية للمطر الحمضي، إلّا أنّه يمكن أن يكون لها دور إيجابي في التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global Warming)، فقد وُجد أنّ لثاني أكسيد الكبريت دور في تبريد الغلاف الجوي من خلال عكس أشعة الشمس بدلاً من حبسها كما تفعل الغازات الدفيئة مثل غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان، ومن الأدلّة على ذلك ما شهدته الصين في مطلع القرن الحادي والعشرين من انخفاض في درجات الحرارة على الرغم من ارتفاع نسبة الأمطار الحمضية بسبب إنتاج البلاد لكميات كبيرة من الوقود الأحفوري.
قد يكون لتلوّث الهواء في بعض البلدان تأثيراً إيجابياً، فقد لوحظ في دراسات أُجريت أن المطر الحمضي الناتج عن تلوث الغلاف الجوي يقلل من انبعاث غاز الميثان بنسبة تصل إلى نحو 24%، ومن الجدير بالذكر أنّ قدرة جزيئات الميثان في حبس الحرارة تتفوّق على ثاني أكسيد الكربون بحوالي 21 مرّة.
تعزيز نموّ الغابات
توصّل العلماء بعد العديد من الأبحاث المتعلّقة بالغابات إلى نتيجة مفادها أنّ الارتفاعات المعتدلة في درجة الحرارة وكمية النيتروجين الناتجة من تلوّث الغلاف الجوي تساهم في تحسين إنتاجية الغابات، فقد اهتمّ الباحثون بمراقبة وقياس درجات الحرارة، ومستويات الرطوبة، وكمية النيتروجين المترسّب من الأمطار الحمضية في عدّة مواقع، ووجدوا أنّ الأشجار تنمو بسرعة أكبر عند ارتفاع درجات الحرارة، كما أنّها تخزّن كمية أكبر من الكربون عند وجود تركيز أعلى للنيتروجين، طالما أنّ هناك ما يكفي من الرطوبة.