متى تكون سنة الفجر
وقت سنة صلاة الفجر
اتّفق أهل العلم على أنَّ سنةَ صلاةِ الفجر يبدأ وقتُها من طلوع الفجرِ الصّادقِ إلى أن يُصلّي المسلمَ فرض الفجرِ، ودليل ذلك قول عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ).
وسنة الفجر تسبق أداء ركعات صلاة الفجر ، وهي عبارة عن ركعتين كما بيَّن الحديث الشريف ذلك، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ سنة صلاة الفجر لا يجوز الإتيانُ بها إلّا بعد طلوع الفجر الصادق، فلا يُجزئ الإتيان بها قبل ذلك.
حكم صلاة سنة الفجر
سُنّة صلاةُ الفجر سنةٌ راتبةٌ مؤكدة، وبالرّغم من أنَّها سنةٌ مؤكدةٌ إلَّا أنَّ المسلم لا يأثم بتركها، لكن يكون قد فوَّت على نفسه أجرًا كبيرًا وفضلًا عظيمًا،ودليل ذلك قول السيّدة عائشة أمُّ المؤمنين -رضيَ الله عنها-: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).
حكم قضاء سنة صلاة الفجر
يُستحب لمن فاتته سنّةُ الفجر في وقتها أن يقوم بأدائها، وهو مُخيّر بين الإتيانِ بها بعد صلاةِ فريضةَ الفجر وبين تأجيلها إلى خروج وقتِ النهيِ بعد طلوع الشمسِ، والدّليل على جواز قضاء سنة الفجرِ فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث صلَّاها بعد طلوع الشمسِ قضاءً.
فضل سنة صلاة الفجر
تعدُّ ركعتي سنّة الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها، وقد وردَ عددٌ من الأحاديث النبويّةِ التي تدلُّ على عظمِ فضلها، وفيما يأتي ذكرها:
- قول السيّدةِ عائشة -رضيَ الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).
- قول السيّدة عائشة أمُّ المؤمنين -رضيَ الله عنها-: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).
- قول السيّدة حفصة أمُّ المؤمنين -رضيَ الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنَ الأذَانِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، وَبَدَا الصُّبْحُ، رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ).
ملخص المقال: يبدأ وقت صلاةِ سنةِ الفجرِ بعد طلوعِ الفجر الصّادق وينتهي بصلاةِ فريضةَ الفجرِ، وهذه السنّةُ تعدُّ من آكد السنن الرواتب؛ وذلك لعدم ترك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لها، مع ضرورة التنبيه إلى عدم ترتب الإثم على من تركها.
وفي حال فوات سنّة الفجرِ على المسلم فهو مخيرٌ بالإتيانِ بها إمَّا بعد أدائه لفريضةِ الفجرِ، أو بعد طلوعِ الشمسِ وخروج وقتِ النّهي؛ إذ إنَّها من السّنن التي يُستحبّ للمسلم قضاؤها عند فوات أدائها في وقتها، كما تعدُّ سنةُ الفجرِ من السّنن الرواتب التي رغَّب الشرع الحنيفُ فيها، حيث جعل الإتيان بها خيرًا من الدنيا وما فيها.