متى تبدأ مناسك الحج ومتى تنتهى
وقت بدء مناسك الحج
يبدأ الحاجّ بأداء مناسك الحجّ في اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة ويُسمّى بيوم التروية، وذلك بأن يتّجه الحاج إلى منى فيصلّي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء جماعة بقدر الاستطاعة مع قصر الصلاة الرباعية، ويبيت الحاج ليلته فيها وهي ليلة الوقوف بعرفة.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التوجّه إلى منى والمبيت فيها أمر مستحبّ وليس فرضاً، إلّا أنّ المسلم يحرص على الالتزام والاقتداء بمنهج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حسب قدرته واستطاعته.
وقت انتهاء مناسك الحج
ينتهي الحاجّ من أداء مناسك الحجّ بانتهاء تأدية طواف الوداع، ولا يقوم الحاج به إلّا عند الانتهاء من تأدية جميع المناسك، وهو ما يكون بالتحلّل الذي ينقسم إلى مرحلتين هما:
- التحلل الأول:
يبدأ وقته فجر يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، ويبدأ عند الشافعية في منتصف الليل، ويكون التحلل باختيار الحاجّ عملَين من ثلاثة أعمال وهي: رمي جمرة العقبة، والحلق، وطواف الإفاضة، وبذلك يحلّ له جميع ما كان محظوراً عليه باستثناء النساء.
- التحلل الثاني:
يبدأ وقته فجر يوم النحر، ويكون التحلّل بأداء الحاجّ لطواف الإفاضة فيحلّ له النساء، ويكمل الحاج مناسك منى وقد تحلل من إحرامه، وإن أتم المناسك وأنهى رمي الجمرات جاز له النفير منها بعد زوال شمس اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، وإن كان من المستحسن التأخّر لليوم الثالث عشر فيُتمّ رمي الجمرات ثم ينفر بعد الزوال.
الأيام التي تؤدى فيها مناسك الحج
يؤدّي الحاجّ مناسك الحجّ خلال ستّة أيّام من شهر ذي الحجّة، وهي كالآتي:
- اليوم الأول:
اليوم الثامن من ذي الحجة، حيث يقوم الحاج بالإحرام بالحجّ إن لم يكن محرماً ويبدأ بالتوجّه إلى منى ويبيت ليلته فيها، ولا يُغادر منها إلّا بعد أن تشرق شمس اليوم التالي.
- اليوم الثاني:
اليوم التاسع من ذي الحجّة ويسمى بيوم عرفة ، حيث يتوجّه الحاجّ من منى إلى جبل عرفات للوقوف عليه حتى مغيب الشمس مُصليّاً هناك صلاتيّ الظهر والعصر جمع تقديم، ثم يتوجّه إلى مزدلفة مصليّاً فيها صلاتيّ المغرب والعشاء جمع تأخير، آخذاً منها الحصيات لرمي الجمرات، حيث يمكث فيها إلى ما بعد طلوع شمس اليوم التالي.
- اليوم الثالث:
اليوم العاشر من ذي الحجّة ويسمى بيوم النحر وهو أوّل أيّام عيد الأضحى، حيث يبدأ الحاجّ بالتوجّه إلى منى قبيل طلوع شمس هذا اليوم؛ فإذا وصلها وجب عليه تأدية أربعة أمور وهي: رمي جمرة العقبة، ثم النحر، ثم الحلق، ثم طواف الإفاضة .
- اليوم الرابع والخامس: اليومين الحادي والثاني عشر من ذي الحجة، وهما أوّل وثاني أيّام التشريق وثاني وثالث أيّام العيد ، حيث يعود الحاجّ من مكّة بعد أن يؤدّي فيها طواف الإفاضة إلى منى لِيقوم بأربعة أمور في هذين اليومَين وهي:
- المبيت فيها ليلتي هذين اليومين.
- رمي الجمار الثلاث صغرى ووسطى وكبرى، كل منها بسبع حصيات بعد زوال الشمس في كلا اليومَين.
- النفر من منى إلى مكّة للحاجّ الذي أنهى رمي الجمار وتجاوز حدود منى يكون قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر عند الشافعية والمالكيّة والحنابلة، وقبل فجر اليوم التالي عند الحنفية؛ فإن لم يتمكن من ذلك وجب عليه المكوث في منى لرمي اليوم الثالث عشر ويسمى هذا النفر بالنفر الأول.
- تأدية صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء استحباباً في وادي المحصب وهو يقع في الطريق إلى مكة أثناء نفر الحاج إليها النفر الأول.
- اليوم السادس: اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة وهو ثالث أيّام التشريق ورابع أيام العيد ويسمى بيوم النفر الثاني، حيث يفعل الحاجّ في هذا اليوم أمرين:
- أوّلهما رمي الجمار الثلاث للحاجّ الذي لم يتمكّن من النفر الأوّل.
- وثانيهما النفر من منى إلى مكّة النفر الثاني؛ إذ لا يجوز المكوث فيها بعد الانتهاء من الرمي لانتهاء مناسكها.
ميقات الحجّ الزماني
اتّفق الفقهاء الأربعة على أنّ وقت الإحرام بالحجّ يبدأ من أوّل ليلة من شهر شوّال إلى ما قبل طلوع فجر يوم النحر، ولو بمدّة قصيرة تُمكِّن الحاجّ من الإحرام والوقوف بعرفة للحظات، إلّا أنّ أقوالهم في وقت الحجّ تعددت إلى قولين، بيانهما آتياً:
- الجمهور:
بيّن جمهور الفقهاء من حنفيّة وشافعيّة وحنابلة أنّ وقت الحجّ يكون خلال شوّال وذو القعدة والعشر من ذي الحجة؛ لأنّ الحاج ينهي تأدية مناسك الحجّ جميعها خلال هذه الفترة، واستدلّوا بقوله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)، كما استدلّوا بما ثبت من آثار الصحابة الدّالة على أنّ وقت الحجّ شهران وبعض الشهر.
- المالكية:
بيّن المالكيّة أنّ وقت الحجّ هو ثلاثة أشهر كاملة؛ وهي شوّال وذو القعدة وذو الحجّة، مُستدلين بظاهر لفظ (أَشْهُرٌ) -الوارد في الآية السابقة- الذي يدلّ على الجمع وأقلّه ثلاث؛ لذا جاز عندهم تأخير التحلّل من إحرام الحجّ إلى آخر شهر ذي الحجّة.