ما هي صلاة الوتر
صلاة الوتر
يُطلق الوتر على الرّكعة التي تنفصل عمّا قبلها؛ وقد تكون ثلاث ركعات، أو خمس، أو أكثر إذا جمعن الرّكعات بسلام واحد، وهي سنّة مؤكدة على المسلم حال السّفر والحضر، فقد روى أبو أيّوب الأنصاري -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمَن أَحَبَّ أنْ يوتِرَ بخمسٍ فلْيَفعَلْ، ومَن أحَبَّ أنْ يوتِرَ بثلاثٍ فلْيَفعَلْ، ومَن أحَبَّ أنْ يوتِرَ بواحدةٍ فلْيَفعَلْ).
وقد شرع الله -عز وجل- الوتر كونه يحبّه، وجعل صلاة المغرب وتراً وختم الله بها صلوات النّهار، وجعل الوتر خاتمة لصلوات اللّيل، وحرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن يقرأ فيها سورة الإخلاص.
وقت صلاة الوتر
يبدأ وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء ، وينتهي وقتها بطلوع الفجر الصّادق وهو الفجر الثاني، وهو ما أكّده حديث أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنه- حيث قالت: (مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قدْ أَوْتَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إلى السَّحَرِ).
عدد ركعات صلاة الوتر
يكون أقل عدد لركعات لصلاة الوتر ركعة واحدة، وتعد طريقتها واحد باختلاف العدد فيزيد المسلم فيها ما شاء، ولو وصل في الزّيادة لإحدى وعشرون ركعة فلا بأس، بشرط أن يكون العدد فرديّاً ابتداءً من ركعة أو ثلاث ركعات، أو خمس، أو سبع، أو تسع، إلى غير ذلك، لكنّ أفضل عدد لها إحدى عشر ركعة، أو ثلاث عشر ركعة، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يفعل ذلك.
وقال -عليه الصلاة والسّلام-: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى)، فالوتر تُصلّى ركعتين ركعتين، والأخيرة وتراً، وإن أراد المسلم أن يُصلّيها كاملة بأدنى ركعات لها فليصلّيها ثلاث ركعات، ويُسنّ حينها أن يقرأ في الأولى سورة الأعلى، وفي الثانية سورة الكافرون، وفي الثالثة سورة الإخلاص.
حكم صلاة الوتر
تعدّدت أقوال الفقهاء في حكم صلاة الوتر على قولين:
- ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ صلاة الوتر سنّة مؤكدة وليست واجبة، وقد استند القائلون بهذا القول إلى مجموعة من الأدلّة، منها ما رواه عبادة بن الصامت -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خَمسُ صَلَواتٍ افترَضَهنَّ اللهُ على عِبادِه، فمَن لَقيَه بهنَّ لم يُضيِّعْ منهنَّ شيئًا، لَقيَه وله عندَه عَهدٌ يُدخِلُه به الجنَّةَ، ومَن لَقيَه وقد انتقَصَ منهنَّ شيئًا استِخفافًا بحَقِّهنَّ، لَقيَه ولا عَهدَ له؛ إنْ شاء عَذَّبَه، وإنْ شاء غَفَرَ له).
- ذهب أبو حنيفة إلى أنّ صلاة الوتر واجبة، مستدلّاً بالحديث الضعيف الذي رواه بريدة الأسلمي فقال: (الوِترُ حقٌّ فمَن لَم يوتِرْ فليسَ منَّا)،فالأمر في الحديث للوجوب.
قضاء صلاة الوتر
ذهب الحنفيّة إلى وجوب قضاء صلاة الوتر لمن فاتته سواء أكان ناسياً أم متعمّداً، وعند المالكيّة لا يُقضى الوتر إذا قام المسلم بأداء صلاة الصّبح، وإن تذكّر الوتر وهو يُصلي الصبح يستحب له إن كان منفرداً في الصّلاة أن يقطع صلاته ويؤديها بشرط عدم خروج وقت صلاة الصّبح، وقال الحنابلة إنّ الوتر يُقضى على سبيل الاستحباب، وكذلك في الصّحيح عند الشافعيّة.