ما هي ثمرات إطعام الطعام في الدنيا
ثمرات إطعام الطعام في الدنيا
حثّ رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على تقديم الطعام للفقراء والمساكين والمحتاجين، قال -صلى الله عليه وسلّم-: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).
وقد امتدح الله -عز وجل- الذين يطعمون الطعام وعدّهم من الأبرار الذين يدخلون الجنة؛ قال -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا). ولإطعام الطعام الكثير من الآثار الطيبة في الدنيا ينالها المحسن ويلمسها في حاضره، وهي كما يأتي:
نيل الأجر والثواب
إنّ من ثمرات إطعام الطعام هي مضاعفة الأجر والثواب؛ وذلك عندما يكون الإطعام خالصاً لوجه الله -تعالى-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ لَيُربِّي لأحدِكم التَّمرةَ واللُّقمةَ كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه حتَّى يكونَ مِثلَ أُحُدٍ).
سبب لنيل العون من الله
إنّ التمسك بمكارم الأخلاق التي منها إطعام الطعام سبب لنيل التوفيق والعون من الله -تعالى-، ولقد نال النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا العون من الله قبل النبوة؛ لأنّه كان يتحلى ب مكارم الأخلاق ويطعم الطعام.
وقد قالت له أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- بعد نزول جبريل إليه في أول مرة: (كَلّا أبْشِرْ، فَواللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ).
التقرب من الله
لقد ثبت فضل لإطعام الطعام بأنّه سبب من أسباب القربة من الله -تعالى-، فلقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله -تعالى-: (يا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ، وكيفَ أُطْعِمُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لوْ أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي).
دلالة على الخيرية
لقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ إطعام الطعام من خير الأعمال، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ)، وكذلك فإنّ خير الناس من يقوم بإطعام الطعام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ).
ثمرات إطعام الطعام على المجتمع
يؤثر إطعام الطعام على المجتمع ككل؛ وذلك بما يأتي:
- تطهير نفس المُطعِم من البخل والشح وتعويد المسلم على مشاركة ما معه مع إخوانه المسلمين.
- تطهير نفس الفقير أو الجائع من الحقد والغل على غيره من ميسوري الحال نظراً لشعوره بالوحدة في المجتمع وعدم وقوف أحد معه في أوضاعه الصعبة.
- نشر الدين الإسلامي بين الذين يجهلون به، فعندما يشاهِد غير المسلم كرم المسلم وحبه لأخيه المسلم فإنّ ذلك يحببه في الدين.
- تحقيق المودة والترابط بين أبناء المجتمع المسلم وانتشار الخير فيما بينهم.
- تحقيق التوازن في المجتمع وتقليص الفجوات بين طبقات المجتمع.