ملخص كتاب غازي القصيبي حياة في الإدارة (ترجمة ذاتية)
كتاب حياة في الإدارة
كتاب حياة في الإدارة؛ هو كتاب من تأليف الدكتور غازي القصيبي صدرت الطبعة الأولى منه عن المعهد العربي للدراسات والنشر في بيروت عام 1998م، وهو يختص في مجال الإدارة؛ إذ يروي فيه الكاتب تاريخه الإداري، والظروف المحيطة باتخاذ بعض القرارات المهمة والصعبة، وكُتب باللغة العربية ويتألف من 311 صفحة، كما أنّه يقع في جزء واحد.
غازي القصيبي منذ طفولته حتى تعيينه سفيرًا في لندن
وُلد الدكتور غازي القصيبي في مدينة الأحساء عام 1940م إحدى مدن المملكة العربية السعودية، ويبدو أنّ أُولى سنوات حياته كانت مؤلمةً وحزينةً؛ بسبب وفاة جده لوالدته ومن ثم والدته بعد 9 أشهر من ولادته، يقول القصيبي في كتابه: "ترعرعت بين قطبين رئيسين أولهما أبي، وكان يتصف بالشدة والصرامة، وثانيهما جدتي لأمي وكانت تتصف بالحنان المفرط".
قُبيل بلوغه سن السادسة انتقلت العائلة للعيش في مملكة البحرين، فالتحق بالمدرسة الشرقية في المنامة، ومن ثم أكملها ليلتحق بالثانوية العامة، بعد إنهائه لها قرر دراسة الحقوق في جامعة القاهرة في مصر، وبالفعل حصل على درجة البكالوريوس في القانون عام 1961م، ثم عاد بعدها إلى الرياض لرغبته في أن يعمل في مجال العمل الحكومي.
لكنه قرر متابعة دراسته فسافر إلى الولايات المتحدة؛ ليلتحق بجامعة جنوب كاليفورنيا؛ ليدرس علم العلاقات الدولية، نال درجة الماجستير عام 1964م، ثم حصل على درجة الدكتوراه في جامعة لندن عام 1970م، وبدأ حياته العملية مُحاضرًا في جامعة الملك سعود عام 1965م.
تقلد مناصب إدارية عديدة منها: مديرًا عامًا لمؤسسة السكة الحديدية السعودية عام 1970م، ثم وزيرًا للصناعة والكهرباء عام 1976م، ثم شغل منصب وزير للصحة عام 1983م، ثم سفيرًا للمملكة في البحرين 1984م، ثم سفيرًا في المملكة المتحدة وإيرلندا عام 1992م، من ثم وزيرًا للمياه والكهرباء من عام (2002- 2004)م، ووزيرًا للعمل من عام (2004- 2010)م.
تجارب غازي القصيبي الإدارية
تناول الدكتور القصيبي في كتابة حياة في الإدارة مجمل تجاربه الإدارية منذ توليه التدريس في جامعة الملك سعود محاضرًا بسيطًا، حتى أصبح يشغل وزيرًا في العديد من الوزارات المهمة والحساسة في المملكة، ثم في منصب سفير للمملكة السعودية في العديد من الدول.
كان الدكتور القصيبي يرى أنّ منهج الإدارة الصحيح هو المنهج الذي يقوم على المعرفة العلمية الناتجة عن الدراسة، والبحث العلمي فهو المنهج الأكثر قبول لدى الموظفين والإدارة العامة، كما أنّ نجاح الموظف في أداء عمله مرهون بمدى توافر الاحترام والثقة التي يمنحها المدير للموظف الذي هو أقل منه درجة.
كما يرى القصيبي أنّ مهمة المدير الناجح تكمن في مدى قدرته على "إدارة الوقت الذي يقضيه في العمل ومدى التزامه بالمواعيد الخاصة بالعمل"، فكلا الأمرين من أساسيات الإدارة الناجحة، ومن خلالها تخلق قدوةً حسنةً للموظفين جميعًا، فالإدارة قادرة على الإنتاج المستمر والنجاح المتواصل.
سمات الإداري الناجح وتوجيهات للإداريين
خاض الدكتور غازي القصيبي العديد من التجارب الإدارية، التي مكنته من الحصول على الخبرة الهائلة في هذا المجال، خاصةً تلك التي أشار إليها في كتابه "حياة في الإدارة"، من خلال سنوات حياته التي قضاها متنقلًا بين العديد من الوزارات السعودية المهمة والحساسة، قبل أن ينتقل إلى العمل في السلك الدبلوماسي.
يرى القصيبي أنّ من سمات القائد الإداري الناجح هي: "أن يكون له عقلية خالصة تتمثل في عرفة القرار الصحيح، والثانية هي نفسية خالصة، وتتمثل في القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، أمّا السمة الثالثة فهي مزيج متجانس من العقل والنفس، والتي تتمثل في القدرة على تنفيذ ذلك القرار الصحيح".
يرى القصيبي أنّ العدو الأساسي الذي يجب محاربته في عالم الإدارة هو البيروقراطية تلك الآفة اللعينة التي من شأنها أن تُعطل كل عمل إداري ناجح، وأن تنفيذ القرارات الإدارية يُصاحبها العديد من المهارات، التي يجب أن يتمتع بها الإداري الناجح ومنها ما يأتي:
- القدرة على إنشاء لوبي قوي وفعّال لدعمه في تنفيذ ما يتخذه من قرارات.
- القدرة على دعم وتحفيز الآخرين على بذل مزيد من الجهد.
- القدرة على توضيح وشرح الأسباب التي دعته إلى اتخاذ هذا القرار بشكل واضح، ومستفيض لمن يطلبه.
- القدرة على إزالة أيّة عقبة تقف في طريق التنفيذ، وهذه جميعها تتطلب الكثير من الصبر والجهد والعمل الدؤوب.
العبرة من هذا الكتاب هي تسليط الضوء على منهج الإدارة الصحيح، وأهمية المعرفة العلمية في الإدارة، كما أنّ من أهم أساسيات النجاح في ذلك هي القائد القادر على اتخاذ القرارات المناسبة ودور المحوري في المؤسسة.