ما هي الرؤيا
تعريف الرؤيا
الرؤى أو الرؤيا عموماً هي ما يراه النّائم في منامه، وأمّا الرؤيا في الاصطلاح الشرعي فهي ما يراه الصالح في منامه من البشارات، والتي يكون مصدرها من الله -سبحانه-، وتُسمّى ب الرؤيا الصالحة ، ويدلّ على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلَّا المُبَشِّراتُ، قالوا: وما المُبَشِّراتُ؟ قالَ: الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ).
ويُطلق على الرؤيا أيضاً العديد من الصفات، فقد وُصِفت بأنها صالحة في الحديث السابق، ووُصِفت في نصوصٍ أخرى بالصادقة، لأنّها قد تُخبر عن شيءٍ فيقع مطابقاً لما رآه النّائم، أو مطابقاً لتأويل ما رآه، وتُوصف أيضاً بأنّها من الله، ومعنى ذلك أنه من رحمته وبشارته للمؤمن، أو من إرشاده وتحذيره له.
وقد ثبت في فضلها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيا المُؤْمِنِ، ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ)، ومعنى ذلك أنّ النبوّة قُسّمت إلى أجزاء، وكانت الرؤيا الصالحة جزءاً من هذه الأجزاء، وهي بمثابة وحي من الله في صدق مدلولها وصحّتها، وكلّما كان المؤمن أقرب من الله كانت رؤياه أصدق.
أقسام الرؤيا
تُقسّم الرؤيا عموماً إلى ثلاثة أنواع، فإمّا أن يكون ما رآه النّائم رؤيا من الله -تعالى-، أو حلماً من الشيطان، أو أحداثاً من أحاديث نفسه، ويدلّ على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤيا ثلاثٌ، الحسَنةُ بشرى منَ اللَّهِ، والرُّؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَه، والرُّؤيا تحزينٌ منَ الشَّيطانِ).
وتُعْرف الرؤيا الصالحة من خلال عدّة علامات، ومنها: التواطؤ عليها، أي رؤية عددٍ من النّاس لرؤيا واحدة وإن اختلفت عباراتهم، ومنها أيضاً أنّ الرؤيا عادةً ما تكون من المبشّرات، فهي تُبشّر بخيرٍ وثوابٍ أو تُحذّر صاحبها من الشرّ والمعصية، وتكون عادةً من أهل الصلاح والاستقامة.
آداب الرؤيا
من الآداب التي يُسنّ للمسلم اتّباعها عندما يرى الرؤيا الصالحة: أن يحمد الله -تعالى- عليها، ويستبشر بها خيراً، ولا يُحدّث بها إلّا من يحبّه ويثق به، وإذا أراد أن يقصّها على أحدٍ لكي يعبّرها فيقصّها على رجلٍ عالِمٍ ب تفسير الرؤى والأحلام ليحمل معانيها على الخير ما أمكن، ويدلّه على ما ينفعه ويفيده منها.
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن آداب التعامل مع الرؤى والأحلام فقال: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ).
الفرق بين الحلم والرؤيا وحديث النفس
هناك عدّة فروقٍ واضحة بين الرؤيا والحلم وحديث النفس، ونذكر ذلك بشيءٍ من الاختصار فيما يأتي:
- الرؤيا
الرؤيا مصدرها من الله -تعالى-، وهي أمرٌ محبوبٌ ومبشِّرٌ يراه الصالح في منامه، ومعنى أنّها من الله أي من تبشيره ورحمته أو إنذاره وإرشاده لعبده، وتكون الرؤيا واضحةً بتفاصيلها، ويستحضرها صاحبها ويتذكّرها بسهولة.
- الحلم
الحلم مصدره من الشيطان حتى يُحزن النّائم ويخوّفه ويُكدّر عليه صفوه، ويُطلق عليه أيضاً أضغاث الأحلام، وهو ما يراه النّائم من المكروه أو الأمور التي يكرهها.
- حديث النفس
حديث النّفس هو ما يراه النّائم في منامه من الأحداث التي فكّر فيها وخزّنتها ذاكرته وعقله الباطن، فتنتج على هيئة أحلامٍ في النّوم، وهذا النّوع لا يُلتفت له.