إدريس بن عبد الله (مؤسس الدولة الإدريسية)
إدريس بن عبد الله
هو الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولد في عام 127 هـ، وهو ابن عاتكة بنت الحارث بن خالد بن العاص بن هاشم بن المغيرة المخزومي، فأمه وأبوه قرشيان، وله مكانة مهمة وعريقة في الأسرة العلوية، وهو مؤسس الدولة الإدريسية، أو ما تُسمى بدولة الأدارسة، وهي أول دولة إسلامية في المغرب .
نسب إدريس بن عبد الله
هو إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أمه هي عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث الشاعر بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم بن يقَظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
فتوحات إدريس بن عبد الله
سافر إدريس بين عبد الله في عام 172 هـ إلى مصر ، وبعدها اتجه إلى المغرب الأقصى، واستقر في قبيلة بربرية كانت تحت حكم الأمير محمد بن عبد الحميد، وقد استقبله الأمير وأكرمه وقدم له ولأسرته الدعم الذي يحتاجونه، وقد بايعه قبائل البربر، عندما علموا أنه من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم.
جهز إدريس جيشًا من البربر الذين بايعوه، وغزا بلاد تامسنا وما حولها، ففتحها وأسلم أهلها كلهم على يده، واستمر في تكوين جيوش من القبائل، بهدف القيام ب الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام، ونجح في ذلك، وبعدها قرر التوجه إلى الشرق، مما أدى إلى تخوّف العباسيين من زيادة قوته، وزيادة المناطق التي يسيطر عليها، من ضمنها نطاق الدولة العباسية.
أرسل هارون الرشيد رجل يدعى سليمان بن جرير الشماخ، وقد كان يغلب على صفاته المكر والدهاء، وقد تقرب من إدريس بن عبد الله وحاشيته حتى وثقوا به، وبعدها جعل إدريس يستنشق عطرًا مسمومًا، مما أدى إلى وفاته، ومبايعة الناس ابنه إدريس الثاني من بعده.
دولة الأدارسة
تعد دول الأدارسة أول دولة علوية هاشمية في التاريخ الإسلامي، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقامت هذه الدولة في المغرب الأقصى، وكانو يتبعون المذهب اليزيدي، وهو أحد المذاهب الشيعية، والذي يعد الأقرب إلى السنة.
قال عنها الدكتور حسين مؤنس أنها دولة سنية، فقال: "من الأخطاء الشائعة القول بأن دولة الأدارسة دولة شيعية؛ لأن مؤسسيها وأمراءها كانوا من آل البيت، والحقيقة أن الأدارسة رغم علويتهم لم يكونوا شيعيين، بل لم يكن أحد من رجال دولة الأدارسة أو أتباعهم شيعيًا فقد كانوا سنيين، لا يعرفون الآراء الشيعية التي شاعت على أيام الفاطميين، ولم يعرفوا في بلادهم غير الفقه السني المالكي، ومن البديهي أن آل البيت لا يمكن أن يكونوا شيعة لأحد، أما الشيعة فهم أنصارهم، والوصف الصحيح لهذه الدولة هو أنها كانت دولة علوية هاشمية، وهي أول تجربة نجح فيها أهل البيت في إقامة دولة لأنفسهم".