ما هي الحجامة
الحجامة
تعد الحجامة نوعاً من أنواع الطبِّ البديل القديم الذي يعود إلى الحضارات المصريّة القديمة والصينيّة؛ إذ وُجِد كتاب طبيّ قديم يسمى بردية إبيرس (بالإنجليزية: Ebers Papyrus) يصف كيفية استخدام المصريين القدامى الحجامة للعلاج منذ عام 1555 قبل الميلاد. ومن الجدير بالذكر أنّ الحجامة تتمثل بوضع المعالج كؤوساً خاصة على مناطق محددة من الجسم بشكل مقلوب لعدة دقائق ليتمّ بعد ذلك شفط الجلد داخل الكؤوس، وتُصنع هذه الكؤوس من الزجاج أو الخيزران أو الخزف أو السيلكون، وتعود فائدتها إلى كونها تخففّ من الألم والالتهاب، وتساعد على زيادة تدفّق الدم، والاسترخاء، والشعور بالانتعاش؛ إذ تُعتبر الحجامة نوعاً من التدليك العميق للأنسجة، كما أنّه يُعتقد في الطب الصيني أنّ الحجامة تحفّز الطاقة الحيويّة.
آلية عمل الحجامة
يقوم مبدأ العلاج بالحجامة على التسخين، ووضع الكؤوس المصنوعة بالعادة من الزجاج على الجلد؛ حيث يتمّ تسخين الهواء داخل الكؤوس فيتمّ إنشاء الفراغ الذي يعمل على شفط الأنسجة داخل الكؤوس عند وضعها على الجلد. ويؤدي ذلك إلى زيادة تدفق الدم، وزيادة مرونة النسيج الضّام، وتحفيز عملية الشفاء. وغالباً ما يتمّ وضع الكؤوس على الرقبة والظهر والكتفين ومواضع ألم أخرى في الجسم. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحجامة قد تتسبب بحدوث ألم وكدمات مؤقتة بناءً على درجة الشفط الناجم من الفراغ ودرجة الركود الداخلي، ويُعتقد بأنّ ظهور الألم والكدمات يدلّ على تحقيق نتيجة مُرضِية تُشير إلى أنّ العلاج قد نجح في إزالة السموم والركود. وفي نهاية العملية يتمّ إزالة الكؤوس برفع حافة واحدة ليتمّ كسر الفراغ وتفريغ الهواء من الكوؤس.
أنواع الحجامة
يقوم أخصائي الوخز بالإبر باختيار نوع الحجامة المناسب بناءً على هدف المعالجة، ومن أنواع العلاج بالحجامة ما يأتي:
- الحجامة الجافة: وتمثل الطريقة الكلاسيكية للعلاج بالحجامة؛ حيث يقوم مبدأ هذا النوع على وضع الكؤوس على مناطق الألم بطريقتين هما: الجافة، وطريقة الكؤوس التي بداخلها اشتعال، وتركها من خمس إلى عشرين دقيقة تبعاً لحالة الشخص. وتجدر الإشارة إلى أنّه مع تقدّم العلم اختلفت طريقة تطبيق الحجامة الجافة إذ أصبحت إزالة الهواء من الكؤوس وتفريغها تتمّ باستخدام مضخة شفط يدوية دون الحاجة للحرارة؛ وتعدّ هذه الطريقة أكثر راحة كما بيّنت الدراسات. ومن الجدير بالذكر أنّ الحجامة الجافة تتطلب الخضوع لأربع إلى ست جلسات، يفصل بين كل جلسة وأخرى ثلاثة إلى عشرة أيام.
- الحجامة المنزلقة: وتتمثل بوضع زيت التدليك على الجلد قبل وضع الكؤوس؛ لتسهيل انزلاق الكؤوس على سطح الجلد. وعادةً ما يتمّ تطبيق هذا النوع من الحجامة على العضلات الكبيرة من الظهر لعلاج ألم وتشنج العضلات .
- الحجامة الرّطبة: وتتمثل هذه الطريقة بوخز الجلد بالإبر، ومن ثمّ وضع الكؤوس على مكان الوخز، وهذا يسمح بتدفق كمية صغيرة من الدم من المنطقة؛ وبذلك يتمّ التخلص من السموم الداخلية كما هو مُعتقد. وتجدر الإشارة إلى أنّ الصينيين يستخدمون هذه الطريقة لتبريد المناطق المصابة بالالتهاب.
فوائد الحجامة
إنّ للحجامة فوائد كثيرة نذكر منها الآتي:
- الاسترخاء: حيث إنّ عملية الشفط التي تقوم بها الكؤوس تُنشئ ضغطاً سلبياً على طبقة الجلد والعضلات والنَسيج الضام، وبالمقابل تُنشئ ضغطاً إيجابياً على الأنسجة العميقة، فيمنح ذلك الراحة والهدوء للجسم.
- تعزيز الدورة الدموية والعمل على تجديد نمو العضلات: حيث تُكوّن عملية الشفط ضغطاً سلبياً على العضلات؛ ليزداد بذلك تدفق الدم الجديد من الأنسجة المجاورة إلى العضلات. ومن فوائد ذلك:
- الشعور بالتخلص من التوترات الجسدية والعاطفية.
- البدء بعملية الشفاء والتجديد؛ حيث أنّ تبادل الدم يعمل على التخلص من السموم والخلايا الميتّة.
- تسخين طبقة الجلد وزيادة ليونة الأنسجة؛ ممّا يعمل على استرجاع المرونة للجسم.
- التقليل من الالتهابات المتنوعة.
الحالات التي تعالجها الحجامة
يتم استخدام الحجامة لعلاج مجموعة من الحالات، وتكون فعالة بشكل خاص في الآلام الخفيفة التي تتعلق بالعضلات. وعادةً ما يُنصح باستخدام الحجامة كعلاج تكميلي في الحالات الآتية:
- آلام الظهر.
- صداع الرأس أو الصداع النصفي .
- آلام الركبة.
- الآلام العضلية.
- آلام الرقبة والكتف.
- الإصابات الرياضية.
- الاضطرابات الرئوية، مثل: السّعال، واحتقان الشُعب الهوائية، والرّبو .
- الشلل.
- المشاكل الهضمية.
- الحزام الناري .
- حب الشباب.
- الانزلاق الغضروفي القطني .
- التهاب المفاصل(بالإنجليزية: Arthritis).
- حالات الاكتئاب.
الحالات التي تمنع استخدام الحجامة
بشكل عام لا يُنصح بالعلاج بالحجامة في الحالات الآتية:
- الأطفال وخاصة الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات، أما العمر الأكبر يُسمح لهم بعمل الحجامة ولكن لفترة قصيرة.
- كبار السِّن؛ حيث يُصبح الجلد أكثر هشاشة ولا يستفيد من العلاج بالحجامة.
- الحائض والنساء الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من تقلصات العضلات وكسور في العظام.
- الأشخاص الذين يعانون من السرطان ، وخاصة عندما يكون في مرحلة الانتشار إلى أجزاء أخرى في الجسم.
- الأشخاص الذين ينزفون بسهولة أو يأخذون أدوية مميعة للدم.
- الأشخاص الذين يصابون بالتشنجات الحرارية.
- الأشخاص الذين يعانون من السُّمنة المفرطة أو من النحافة الزائدة.
- الأشخاص الذين تعرّضوا لحروق الشمس.
- الأشخاص المصابون بجرح أو قُرحة جلديّة في المنطقة المراد إجراء الحجامة فيها.
الآثار الجانبيّة للحجامة
في الحقيقة تُعدّ الحجامة آمنة بشكل عام، ولا يترتب عليها ظهور الكثير من الآثار الجانبية، وعادة ما تحدث الآثار الجانبيّة خلال فترة إجراء الحجامة أو بعدها مباشرة. ومن الآثار الجانبيّة التي قد تنجم عنها ما يأتي:
- الدّوار.
- التعرّق.
- علامة دائرية ومحمرة مكان وضع الكؤوس.
- الكدمات .
- الحروق.
- ألم في منطقة الوخز والشعور بالغثيان أثناء عملية الوخز بالإبر.
- العدوى؛ إذ إنّ الإصابة بالعدوى تُعتبر خطراً على الشخص بعد إجراء الحجامة، ولكن يتضائل هذا الخطر باتباع الأخصائي المعالج سبل السلامة والنظافة والتعقيم الصحيحة، و هنا تجدر الإشارة إلى ضرورة ارتداء الأخصائي المعالج بالحجامة الملابس الخاصة المعقمة والقفازات ونظارة الوقاية، كما يتمّ استخدام الأدوات المعقمة وإعطاء بعضاً من اللقاحات؛ لضمان الوقاية من بعض الأمراض مثل: التهاب الكبد .