ما هي أخلاق المسلم
ما هي أخلاق المسلم؟
الأخلاق لغةً: جمع ومُفردها: خُلُق، والخُلُق اسمٌ لطبيعة الإنسان وسجيّته التي خُلِقَ عليها. أما معنى الأخلاق اصطلاحاً: فقد عرّفها الجرجاني بأنّها: "عبارة عن هيئة للنفس راسخة، تصدر عنها الأفعال بسهولةٍ ويُسرٍ، من غير حاجةٍ إلى فكرٍ و رَوِيّةٍ".
وهناك نوعان من الأخلاق:
- الأخلاق الفطرية
وهي التي تكون غريزة من غرائز الشخص وطِباعه التي خُلِق وَجُبِلَ عليها.
- الأخلاق المُكتسبة
وقد يحتاج المسلم إلى التمرُّسِ والاجتهاد والسّعي للتحلّي بها.
أقسام أخلاق المسلم
تتنوّع أخلاق المسلم لأقسامٍ متعدِّدة؛ اعتماداً على ما تتعلّق به، فمنها: أخلاق متعلِّقة بالتعامل مع الله -تعالى-، وأخلاق متعلِّقة بالتعامل مع النفس، وأخرى متعلِّقة بالتعامل مع الأشخاص الآخرين، وغيرها مما هو متعلّق بالمخلوقات الأخرى، وفيما يأتي بيان كلٍّ منها على حِدة:
أخلاق التعامل مع الله تعالى
ينبغي على المسلم أن يتحلّى بأزكى الأخلاق وأفضلِها في التعامل مع خالقه -جلّ وعلا-؛ فهو ربُّ الكون لا إله إلا هو، ولا شريك له، ولا مُنازِع؛ فلا يستوي التعامل مع الله -عزّ وجلّ- بالتعامل مع المخلوق، ومَن يؤمن بالله حقّ الإيمان يتوجّب عليه أن يتعامل مع الله بالأخلاق الآتية:
- الإيمان به حقّ الإيمان، والتصديق به تصديقاً جازماً.
- طاعته والتزام أوامره، وعبادته حقّ العبادة، واجتناب نواهيه.
- الاتصال به اتصالاً وثيقاً، ولزوم ذكره -جلّ وعلا- في جميع الأوقات.
- حُسنُ الظنِّ به والتوكّل عليه .
- الرضا بقضائه وقدره.
- تعظيم شعائره -جلّ وعلا-، وتعظيم كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
أخلاق التعامل مع النفس
ينبغي على المسلم أن يتخلّق بالأخلاق اللازمة في التعامل مع نفسه، ومن هذه الأخلاق ما يأتي:
- أن يُلزِم نفسه بطاعة الله وعبادته -سبحانه-، والالتزام بشرعه.
- أن يُلزم نفسه بالإخلاص لله -تعالى- في أموره كلّها، ويبتعد عن الرياء.
- أن يُلزمها بالرضا عن الله -تعالى- والرضا بقدره، ولا ينظر لما في يد غيره من الرزق.
- إلزامها بالتأدُّب في التعامل مع الله -تعالى-، فلا يسخط ولا يعترض على الله.
- الالتزام بالأخلاق الحسنة، وحسن الأدب مع الغير، لأنَّ حسن الخلق مع الغير يعكس مرآة النفس.
- الاهتمام بتزكية النفس ، وعدم ظلمها باقتراف الذنوب والسيئات.
وإنَّ لنفسِ المسلم عليه حقّ، فالإنسانُ المسلم يهتمّ بنفسه، ويؤدي حقّها، ولا يُهملها، ولا يقوم فقط بالاهتمام بجوهره وداخله، بل عليه الالتفات أيضاً إلى مظهره وخارجه، فالمسلمُ الحقّ يكون نظيفاً، أنيقاً، حسن المظهر؛ وذلك لأنّه قدوة للناس يُحتذى به، وشامة بيّنة بين الناس، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُم قادِمونَ على إخوانِكُمْ، فأصْلِحُوا رحالَكم، و أصلِحُوا لباسَكُم، حتى تكونُوا كأنَّكُم شامَةٌ في الناسِ، فإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفَحُّشَ).
أخلاق التعامل مع الآخرين
ينبغي على المسلم التحلّي بالأخلاق الإسلامية في التعامل مع الآخرين، ومنها ما يأتي:
- كفُّ الأذى عنهم، وعدم التعرّض لهم أو الاعتداء عليهم بأيِّ شكل من الأشكال.
- البذل والعطاء لهم، والسعي في قضاء حوائجهم، والتفريج عنهم.
- العفو والصفح عنهم إذا قاموا بالإساءة أو الظلم، وكذلك طلاقة الوجه والبشاشة.
أخلاق التعامل مع المخلوقات الأخرى
إنّ المسلم الحقّ الذي يتأدب مع الله -تعالى-، ومع نفسه، ومع غيره من الناس، فهو أقرب ما يكون للتأدب مع المخلوقات الأخرى، ومن أخلاق التعامل مع المخلوقات الأخرى ما يأتي:
- التأدُّب في التعامل معها وعدم ظلمها، وذلك اتباعاً لأوامر الله -عزَّ وجلَّ-.
- الانتفاع بها على الوجه الشرعي الذي بيّنته لنا الشريعة الإسلامية.
- استشعار أنَّ هذه المخلوقات خُلِقت لله -تعالى- ولعبادته.
- الإحسان إليها وعدم إيذائها إلّا بما أمر الله -عزّ وجلّ-.
أهمية الأخلاق الإسلامية
إنّ للأخلاق الإسلامية أهمية كبيرة في حياة المسلم، نذكرها فيما يأتي:
- الأخلاق الإسلامية قوام شخصية المسلم
فلا يُقاس الإنسان بمظهره أو أحواله المادية، وإنَّما يُقاس بجوهره وأخلاقه الإسلامية السامية.
- استمرارية الأخلاق وثباتها
وذلك لارتباطها بالعقيدة الإسلامية، وهي حجر الأساس الذي تصدر منه الأخلاق.
- إيجابية آثارها التي تنعكس على الفرد والمجتمع.
- شموليتها لجميع أحوال المسلم.
طرق اكتساب الأخلاق الحسنة
إنّ المسلم الحقّ مهتمٌ بتهذيب نفسه، وإكسابها أحسن الأخلاق وأفضلها، ولا ينصاع للحجج الواهية التي توهمه بأنّ الأخلاق أمرٌ فطري وليس بإمكانه تغييرها، كما يمكنه اكتساب الأخلاق الحسنة بالطرق الآتية:
- ترويض النفس وتدريبها على الأخلاق الحسنة
بدلالة قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما العلمُ بالتَّعلُّمِ، و إنما الحِلمُ بالتَّحلُّمِ، و من يتحرَّ الخيرَ يُعطَهْ، و من يتَّقِ الشرَّ يُوَقَّه).
- التحلّي بالصبر وطول النَّفَس
فالتدرّج باكتساب الأخلاق الحسنة أمرٌ ليس بالهيّن، وهذا التدرّج يحتاج إلى وقت، فليلتزم من ذلك الصبر ولا يستعجل النتائج.
- الصحبة الصالحة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المرءُ على دينِ خليلِه فلْينظرْ أحدُكم من يخاللْ).
- التوجه لله -تعالى- بالدعاء
فيتوجّه المسلم لربِّه بالدعاء، ويتضرّع له، ويسأله أن يرزقه الأخلاق الحسنة، وثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يدعو ويقول: (اللهُمَّ كمَا حسَّنْتَ خلْقِي فحَسِّنْ خُلُقِي).