حكم الإعجاز العددي في القرآن
حكم الإعجاز العددي في القرآن الكريم
ثبت إعجاز القرآن الكريم من عدة أوجه، ومن ذلك إعجازه علمياً كما ثبت في العصر الحديث، وكذلك إعجازه عددياً، فالإعجاز العددي هو أمر جائز شرعاً، ولكن هنالك مجموعة من المحاذير التي يجب على الباحث في مجال الإعجاز العددي أن يتجنب الوقوع فيها.
ضوابط الإعجاز العددي
هنالك مجموعة من الضوابط التي يجب أن يلتزم بها الباحث في مجال الإعجاز العددي، وهي على النحو الآتي:
- أن يوافق الإعجاز العددي الرسم القرآني.
- أن يوافق الطرق الإحصائية العلمية الدقيقة، في استنباط الإعجاز العددي دون أي تدليس.
- أن يأخذ بالقراءات المتواترة ، ويتجنب القراءات الشاذة.
- أن لا يغيب عن عقل الباحث في هذا المجال الغاية من إنزال القرآن الكريم؛ فالقرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب في العلوم الكونية أو ليدلَّ على الحوادث الغيبية، بل هو كتاب هداية وإرشاد، فلا يؤثر على القرآن الكريم عدم وجود المسائل والعلاقات الرقمية، كما أنَّ المسلم ليس بحاجة لأن يتكلف لإثبات أمر لم يدلّ عليه القرآن الكريم بشكل جلي وواضح، بينما كتاب الله فيه من المعجزات والحقائق الظاهرة دون تكلف.
- أن يلتزم بركني الإعجاز العددي؛ فمصطلح الإعجاز العددي يتألف من ركنين أساسين: أولهما، أن يكون الأمر معجز بحيث يعجز البشر عن الإتيان بمثله لو أرادوا ذلك، والثاني: أن يكون الأمر المعجز مرتكز على الأرقام والأعداد.
أمثلة على عدم الالتزام بضوابط الإعجاز العددي
هنالك العديد من الأمثلة على دراسات غير ملتزمة بضوابط الإعجاز العددي، منها ما يأتي:
- دراسات تنص على تساوي ذكر الرجل والمرأة، أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة، أو الملائكة والشياطين
وهذه الأمثلة قد تكون سليمة من حيث العدد، ولكنَّها ليست من الأمور المعجزة التي لا يستطيع البشر الإتيان بمثلها، فالكاتب مثلاً يستطيع أن يؤلف كتاباً يراعي فيه التساوي عند ذكر كلمات معينة، فهو أمر غير معجز ويستطيع أي أحد أن يفعله، ولا يصح أن يُدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي.
- دراسات لم تفرق بين الظاهرة العددية، وبين الإعجاز العددي في القرآن الكريم
وذلك كقول البعض منهم: أنَّ لفظة الجهر ورد في القرآن (16) مرة، مساوياً لفظ العلانية، ولفظ الرغبة ورد (8) مرات مساوياً للفظ الرهبة، ولفظ إبليس ورد (11) مرة ويساويه لفظ الاستعاذة بالله، وهذه الأمثلة وغيرها هي ليست أمراً معجزاً لا يستطيع أحد أن يفعله.
- دراسات تفتقد للقيمة العلمية والعملية، كما أنها ليست أمراً معجزاً في ذاتها
كالقول بأنَّ سورة النمل ، تبدأ ب (طس)، وأنَّ حرف الطاء تكرر في السورة (27) مرة وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف، وأنَّ حرف السين تكرر في السورة (93) مرة وهذا هو عدد آيات السورة، وهذا المثال وإن كان صحيحاً، فهو في المحصلة يفتقد للقيمة العلمية والعملية.