ما هو علم النفس التربوي
تعريف علم النفس التربوي
يتركّز اهتمام وتعريف علم النفس التربوي على تفسير وتحليل العملية التعليمية بكل مكوّناتها ومخرجاتها، كما يمكن لعلم النفس التربوي أن يتوسع ليشمل عملية تعلم الإنسان وأساليب توظيفها وحفظها وتفعيلها، إلا أنّ معظم أنشطة علم النفس التربوي مخصصة لدراسة العملية التعليمية داخل الغرف الصفية وما إلى ذلك، حتى على صعيد تفاعل الطلبة الاجتماعي والعاطفي مع ما يتلقوه من علوم.
حتى المشكلات النفسية التي تؤثر على العملية التعليمية للطالب، من تشتت وخوف وتردد وانعزال، كلها تعد ضمن نطاق اهتمام المتخصصين بعلم النفس التربوي، فالهدف هو تحسين تجربة الطالب الاجتماعية والنفسية، بكل ما يتعلق بالعملية التعليمية على اختلاف أشكالها.
أهمية علم النفس التربوي ودوره
يتضح من التعريف جزء من مدى أهمية وضرورة علم النفس التربوي، فهو علم مرتبط بصورة مباشرة في العمل التربوي والتعليمي، لفئة عمرية مهمة وحساسة، فالطفل الذي يواجه صعوبات ما في المدرسة قد يتسبب له ذلك بضعف تحصيله العلمي وإدراكه ويقلل من تفاعله ونشاطه، فكل تلك العقبات يتصدى لها علم النّفس التربوي ويحلّها ويقضي على مسبباتها وآثارها، وهنا تكمن أهمية هذا المجال ومركزية دوره.
لا يقتصر دور علم النفس التربوي على اكتشاف مواطن الخلل والسعي لحلها، بل إنّه يتعدى ذلك لتطوير قدرات الطلبة المميزين، ويزيد من فرص تنمية مهاراتهم الذاتية، فيطور ذكاءهم اللغوي والاجتماعي، ويحفز خيالهم وإبداعهم، ويؤسس التفكير المنطقي لديهم، وينمي أدوات تواصلهم من فنون الإقناع والحوار، ويرعى مواهبهم الفنية والموسيقية، مما ينعكس على بناء شخصياتهم المتزنة وطموحاتهم العالية.
أهداف علم النفس التربوي
يمكن حصر أهداف علم النفس التربوي في ثلاث مهام، وهي تفسير الحاضر، والتنبؤ بحال المستقبل إذا ما تم كل شيء على ما هو عليه، ثم تغيير ما يجب تغييره في الواقع، لبناء مستقبل أفضل. وذلك ابتداءً من رصد طبيعة سلوك الطلبة ودراسته وشرحه، مروراً بآثار هذه السلوكيات ومسبباتها وتبعات استمرارها، وانتهاءً بخطط تغييرها وبرامج تطوير المفيد منها.
نبذة عن نشأة علم النفس التربوي
مع بدايات القرن العشرين بدأ ظهور مفهوم علم النفس التربوي، وقد كان ذلك عام 1903م، عندما قام إدوارد ثورندك بعنونة كتابة بمصطلح "علم النفس التربوي"، حيث كانت تلك المرة الأولى التي يتم بها التصريح بهذا المفهوم، وقد توالت الجهود، إلى أن صدرت مجلة علم النفس التربوي لأول مرة في عام 1910م.