ما هو القدر الذي يتحقق به الزنا؟
ما هو القدر الذي يتحقق به الزنا؟
يتحقق الزنا بمعناه الشرعي الصريح الموجب للحد بإدخال الرجل ذكره في قُبل امرأة أجنبية لا تحلّ له، وهذا هو الراجح في هذه المسألة، فقد اختار بعض أهل العلم أن إدخال الذكر في الدبر أيضاً يُعتبر من الزنا المحرّم في الشريعة الإسلامية.
وقد ذكر الحنفية عدّة ضوابط للتأكد من أن المعصية هي معصية زنا، مع العلم أن هذه الضوابط هي للحكم الدنيوي، أما الإثم فهو على مراتب وكلها شديد، أما الضوابط فهي:
- أن تكون الموطوءة حيّة ومُشتهاة.
- أن يكون هذا الزنا باختيار، بأن لا يكون أحد الأطراف مُكره، فمن كان مختاراً كان واقعا في هذا الشرط.
- أن يكون الزاني بالغاً عاقلاً راشداً؛ أي مُستوفٍ لشروط التكليف.
- أن تكون الموطوءة امرأة، بأن لا تكون حيواناً.
وقد حرّم الله -تعالى- الزنا لما فيه من الآثار السلبية على المجتمع من ترك الزواج الذي هو أصل العلاقات وهو الأسلوب الصحيح لإشباع شهوة الفرج، والتوجه إلى الزنا يُسبب اختلاط الأنساب؛ أي أن لا يعرف الولد من والده أو والدته، وقد ظهرت بعض الأمراض التي كان الزنا سبب لها ولظهورها وانتشارها كالإيدز.
آيات وأحاديث شرعية تدل على حرمة الزنا
قد أنزل الله -تعالى- عديداً من الأدلة الشرعية التي تدل على حرمة الزنا، ومن هذه الأدلة:
- قال -تعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).
- قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا).
- حديث سمرة بن جندب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما جاء إلى النبيّ جبريل ومعه ميكائيل عليهما السلام فانطلقوا إلى مثل التنور فقال عليه الصلاة والسلام: (وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني).
هل للزاني توبة؟
إنّ الله -عز وجل- قد فتح باب التوبة إلى طلوع الشمس من مغربها طالما الإنسان حي، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه)،والله تعالى يحب أن يتوب العبد ويرجع عن ذنوبه ليغفر له، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)، ولكن يُشترط للتوبة عدّة شروط تجب مراعاتها عند التوبة، وهذه الشروط هي:
- ترك الذنب من لحظة النية على التوبة.
- الندم على ارتكاب المعصية وعدم التفاخر والمجاهرة بما كان يرتكب؛ فمن ستره الله -تعالى- فليستر نفسه.
- العزم على عدم العودة للمعصية؛ فلا يصحّ أن يتوب الإنسان وعند توبته ينوي أنه إذا حدث شيءٌ خلاف ما يتمنى أو يريد فسيعود عن توبته، لأنه يلزم للتوبة تركٌ وإقلاع، ولا يتحقق ذلك بعزيمة التائب على العودة.