ما هو العصر الذي عاش فيه أصحاب الكهف؟
ما هو العصر الذي عاش فيه أهل الكهف؟
إن ثمرة الإيمان هي ثبات القلوب على طاعة الله - عز وجل -، فأهل الإيمان لا تقلبهم الفتن ولا تضرهم المحن؛ لأنهم ثابتون فالقرآن الكريم ذكر قصة جماعة عندهم هذه الصفات وهم أهل الكهف الذي سنتحدث عنهم هنا.
قصة أصحاب الكهف
هم فتية آمنوا بالله -عز وجل- وقاموا بدعوة قومهم إلى الإيمان بالله وحده، قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)، ولكنهم أبوا وأصرّوا على عبادة الأوثان، فطلبوا من الله أن يربط على قلوبهم ويثبتهم على الإيمان، قال -تعالى-: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَها).
وفرّوا بدينهم إلى الغار وهناك أنامهم الله -عز وجل- سنين طويلة، قال -تعالى-: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)، [3]، وقد حفظ الله أجسادهم خلال هذه المدة ثم أيقظهم الله -عز وجل- فقد تسألوا في ما بينهم المدة التي لبثوا فيها نائمين، فظنوا أنه يوم أو بعض يوم، فأحسّوا بالجوع فبعثوا أحدهم يحضر لهم الطعام، فانكشف أمرهم من الدراهم التي معهم فلحق بهم الناس إلى الكهف فأماتهم الله.name="aa6abecf_aaed_46cc_bb25_d97adbf86879">محمد علي الصابوني، صفوة التفاسير ، صفحة 169-171. بتصرّف.
قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا)، أي كما بعثهم الله من نومهم كذلك أطلع الناس عليهم حتى يوقن الناس بصحة البعث والقيامة، وتكون قصة فتية الكهف دليل قاطع على قدرة الله - عز وجل -، وقد اختلف الناس بعد أن كشفوا أمرهم فأقترح بعضهم أن يبنوا على باب الكهف بنيانا ليكون دليلا على وجودهم، وقام فريق آخر ببناء مسجد يعبدون الله فيه، قال - تعالى -: ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).
الزمن الذي عاش فيه أهل الكهف
اختلف البعض في الزمن الذي كان فيه فتية الكهف، كالآتي:
- قال البعض إنهم فتيةٌ من الروم آمنوا بالله ودخلوا الكهف قبل ظهور المسيح وبعثهم الله بعد المسيح.
- قيل إنّهم عاشوا في عهد الملك دقيانوس الذي دعا إلى المجوسية ومن أبى يقتل، ففروا الفتية إلى الكهف خوفاً من الفتنة، وتبعهم جنود الملك فلم يستطيعوا دخوله فقد سُد بابه، ثم هلك دقيانوس بعد مدة من الزمن، ولما بُعثوا من نومهم كان الملك على ديانة التوحيد اسمه بيدوسيس.
الدروس المستفادة من قصة أهل الكهف
الدروس والعبر من قصة أهل الكهف كثيرة ومنها:
- طريق الدعوة إلى الله -تعالى- يحتاج إلى الثبات والصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى توحيد الله وحده.
- لما فارقوا دين قومهم أكرمهم الله -عز وجل- بأن أصبحوا جماعة واحدة ثابتة على الحق.
- في عزلة أصحاب الكهف ما يدل على مشروعية اعتزال الناس إذا خاف المرء على دينه من الفتن.