آثار الطلاق على الرجل المطلق
آثار الطلاق على الرجل المطلق
يتعرّض الرجل بعد طلاقه إلى العديد من الآثار التي تتنوّع باختلاف طبيعة العلاقة بين الشريكين ونمط حياتهما قبل الطلاق وبعده، ومن هذه الآثار:
الأثر النفسي
يؤدّي الطلاق إلى خلق مشاكل نفسيّة عديدة عند بعض الرجال الذين لا يستطيعون تقبّل أمر الانفصال وخاصّة في البداية، وهو ما يرهقهم كثيراً نفسيّاً وعاطفيّاً ويؤثّر على صحّتهم النفسية بشكل سلبي في المستقبل، بسبب صعوبات الطلاق وتبعاته التي قد تدخلهم في مشاكل وصراعات إمّا مع الشريكة، أو حتّى مع الأهل، أو مع أنفسهم بسبب عدم استقرار الحياة في ذلك الوقت، فقد يبدأ الرجل بالشعور بأنّه شخص سيّئ ولم يستطع الحفاظ على زوجته وأسرته ممّا قد يقوده إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية الشائعة كالإحباط والاكتئاب والقلق، ومن جهة أخرى فالرجل لا يستطيع الإفصاح عن الأمور التي يمر بها بسبب ضغط المجتمع الذي يواجهه، والذي يعتقد بأنّ عليه أن يكون قويّاً في جميع الأحوال، وأن يحمّل الفراق والطلاق بكلّ تبعاته ممّا يفاقم الأمر عليه ويزيده سوءاً.
الأثر الوظيفي والمالي
يعتبر الأثر السلبيّ على الوظيفة أو العمل الخاصّ وبالتالي الوضع المالي واحداً من أكثر الآثار شيوعاً على الرجال، فغالباً ما يترتّب على الرجل دفع مبلغ من المال لزوجته بعد الطلاق والذي قد يكون كبيراً، بالإضافة إلى النفقات الكبيرة التي يحتاجها الأولاد إذا ما وجدوا، وأجرة المحامين وغيرها من النفقات الكثيرة التي يتطلّبها الطلاق، وخاصّة إذا لم تكن هناك تسوية عادلة في الموضوع، أو إذا طالت فترات النزاع بين الزوجين قبل الطلاق، وهذا ما يؤدّي إلى إرهاق الرجل من هذه الناحية التي يعتبرها مهمة جدّاً بالنسبة إليه.
أمّا بالنسبة للوضع الوظيفي، فقد أثبتت الدراسات أنّ الرجال المطلّقين يظهرون أداءً ضعيفاً في العمل مقارنة بزملائهم المتزوّجين ومقارنة بأدائهم قبل الطلاق، وهذا يعود إلى التشتّت الذهني الذي يعيشونه بسبب تراكم المسؤوليّات عليهم خاصّة إذا ما كانوا يحتضنون الأطفال أو يقلقون بشأن أمور المنزل وغيرها.
الأثر الاجتماعي
يؤثّر الطلاق على حياة الرجل الاجتماعيّة بشكل كبير، خاصّة إذا ما لم يستطع تخطّيه خلال مدّة وجيزة، فقد يشعر الرجل بالوحدة الشديدة أو قد يشعر بأنّه مقصى عن حياة العائلة خاصّة إذا ما كان الأطفال يعيشون عند الأم، وبسبب هذه الوحدة قد يلجأ بعض الرجال إلى الزواج مرّة أخرى بسرعة كبيرة ومن دون التفكير في تبعات الأمور التي غالباً ما سوف تكون سيّئة بالنّسبة لهم، فلا يستطيع الرجل في الفترات الأولى اختيار شريكة حياة أخرى بحكمة ورويّة بل عادة ما يكون القرار خاطئاً، ومن جهة أخرى يؤثّر موضوع الطلاق على الرجل اجتماعيّاً إذا ما قام بعزل نفسه عن الآخرين والمجتمع من حوله بغرض تفادي الأسئلة الكثيرة عن الموضوع، ممّا يؤدّي به إلى مزيد من الوحدة التي قد تفضي إلى أن يشعر بالسوء طوال هذه الفترات ممّا يؤثّر على كلّ شيء في حياته لا سيّما الأمور المهمّة والتي لها الأولوية، خاصّة إذا ما كان من الأشخاص الاجتماعيّين والذين يحبّون أن يتواجدوا في التجمّعات، وإذا ما كانت الحياة الاجتماعية تعني لهم الكثير.
الأثر على الأبناء
قد تأخذ الأم حضانة الأبناء خاصّة إذا ما كانوا أطفالاً، وهو ما يؤدّي إلى أن يقلّ التواصل بين الأب وأبنائه في بعض الأحيان بسبب عيشهم في بيتين منفصلين، وهذا ما يعود على الأب بالسوء خاصّة إذا ما لم تكن الأم تسمح له برؤية الأبناء أو قضاء وقت جيّد معهم، فيلجأ الرجل إلى المحكمة ممّا يعني مزيداً من المتاعب النفسية والمالية والجسديّة، كما أنّ الرجل قد يشعر بالسوء الشديد إذا ما كان تعلّقه بأطفاله كبير بحيث لا يستطيع الانفصال عنهم، وهو السبب الأساسي الذي يجعل الناس يرون أمر الطلاق صعباً، ولذا فإنّه من الصعب على الرجل تخطّي فكرة أن لا يقضي مع أولاده وقتاً كافياً، أو أن لا يراهم وقتما شاء، وهذا بدوره قد يؤثّر على العلاقة نفسها بين الأب والأطفال التي قد تسوء أو تصبح أضعف وأقلّ متانة ممّا كانت عليه حينما كانوا يعيشون في بيت واحد.
الأثر الجسدي
يؤدّي الطلاق في كثير من الأحيان إلى تأثر حالة الرجال الجسديّة وصحّته بسبب قوّته التي قد تضعف أثناء الطلاق، ما يؤدّي إلى مخاطر صحّية حقيقية، وقد أثبتت الدراسات أنّ الرجل يتعرّض لها بعد الطلاق كزيادة احتماليّة تعرّضه لأمراض السرطان وغيرها من الأمراض التي تؤثّر عليها الصحّة النفسيّة، فقد يتّجه الرجل في هذه الوضعيّة إلى أن يترك عاداته الصحّيّة في تناول الغذاء بالإضافة إلى عدم ممارسته للتمارين الرياضية بسبب الإحباط الذي يعيشه، أو بسبب تراكم المسؤوليّات عليه، وبسبب أنّ الرجل هو المسؤول الوحيد عن نفسه كما يرى الناس، فإنّه قد يتجاهل بعض الأعراض الصحّية الخطيرة التي يمر بها من أجل ألا يطلب المساعدة من أحد، وهو ما قد يؤدّي إلى تأثّر صحّته سواء في الحاضر أو في المستقبل.
الطلاق
هو فعل قانوني بين طرفي العلاقة الزوجية بقصد إنهاء ارتباطهما ببعضهما وتكوين حياة مستقلّة لكلّ منهما وذلك بموجب القانون الذي يحكم بالتفريق إذا أراد الشخصان أو واحد منهما هذا، ويتمّ هذا الأمر في المحاكم المختصّة بأمور الأسرة عن طريق تقديم القضيّة مع الأسباب الداعية إلى الطلاق، ومن ثمّ ينظر فيها القاضي ويحكم بما يلزم، ويوجد العديد من الأسباب التي تعتبر شائعة وتؤدّي إلى انفصال الزوجين، كالحالة المادّية، أو عدم التوافق بين الزوجين وعدم قدرتهما على التواصل الصحي فيما بينهما ممّا يؤدّي إلى اختلال العلاقة ووصولها إلى النهاية.