ما هو الجرجير
لمحة عامة عن الجرجير
ينتمي الجرجير إلى الفصيلة الصليبيّة (الاسم العلمي: Cruciferae)، ويعود أصل هذه الخضروات الورقيّة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسِّط وجنوب أوروبا، ومن الجدير بالذكر أنَّه عُرِف مُنذ القِدم؛ إذ تمّ استهلاكه خلال العصر الرومانيّ، وبدأت زراعته في بريطانيا منذ قرون، كما أنّه مشهورٌ بشكلٍ خاص في كلٍّ من إيطاليا وألمانيا، وتنمو بعض أنواعه البرية في أوروبا الجنوبيّة، ويتميّزُ الجرجير بنكهته الحارّة، وبإمكانيّة تناوُل مُختلَف أجزائه؛ كالأوراق، والبذور، والسيقان، والزُّهور، وبالإضافة إلى ذلك يُمكن استخلاص الزَّيت من بُذوره، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّه يدخلُ في تحضير مُختلَف أصناف السلطات، والصَّلصات، وغير ذلك من الأطعمة.
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ نبات الجرجير ينمو في المناخ البارد، والرَّطب، كما أنَّ تعرُّضه لأشعة الشمس مدَّة ثلاثِ ساعاتٍ يوميّاً يُعدّ كافياً، وعلاوةً على ذلك فإنَّه يمتلك القدرة على تحمُّل حالات الصقيع الخفيفة، وتُجمَع أوراقه يدويّاً بعد ستة أسابيع من زراعته؛ إذ إنَّ مذاقها يُصبحُ مُرّاً بعد إزهار النبات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجرجير قد صُنِّف ضمن أفضل عشرين طعاماً من حيث نسبة المُغذيّات؛ كالفيتامينات، والمعادن، إلى إجماليِّ كميّة السعرات الحراريَّة ، أو ما يُعرَفُ بمجموع مؤشر كثافة المغذيات (بالإنجليزية: Aggregate Nutrient Density Index)، واختصاراً (ANDI).
فوائد الجرجير ومحتواه من العناصر الغذائية
يُعدُّ الجرجير من الخضروات الورقيَّة ذات السُّعرات الحراريَّة المُنخفضَة، والغنيَّة بالمعادن والفيتامينات ، ومنها:
- فيتامين ك: إنَّ تناول كوبين من أوراق الجرجير يُزوِّد الجسم بما يزيد عن 50% من حاجته من فيتامين ك، الذي يُؤدّي دوراً مهمّاً في العديد من وظائف الجسم، مثل: تجلّط الدَّم، وتعزيز صحّة العظام، وغيرها.
- فيتامين أ: حيث يُوفِّر كوبان من أوراق الجرجير ما نسبته 20% من حاجة الجسم اليوميَّة من هذا الفيتامين، وتجدر الإشارة إلى أنَّ فيتامين أ ، وغيره من المُغذِّيات الدَّقيقة (بالإنجليزيّة: Micronutrient) الموجودة في هذا النّبات، تُحافظ على سلامة وظائف أجهزة الجسم، مثل: الجهاز الهضميّ، والعصبيّ، الدَّوراني.
- فيتامين ج: أو ما يُعرَف بحمض الأسكوربيك (بالإنجليزيّة: Ascorbic acid)؛ إذ يُعدُّ هذا الفيتامين ضروريّاً لعمليّة امتصاص عنصر الحديد من الأطعمة، بالإضافة إلى دوره في دعم صحّة الأنسجة، كما أنَّه يُساعد على تعزيز جهاز المناعة باعتباره أحد مُضادّات الأكسدة القويّة.
- المعادن: حيثُ يحتوي الجرجير على معدن البوتاسيوم الذي يُعزِّز وظائف القلب، والأعصاب، كما أنَّه يُساعد على انقباض العضلات بشكلٍ طبيعيٍّ، ويُساهم في الحدِّ من الآثار السلبيّة لعنصر الصوديوم في الجسم، لذلك فإنّه قد يُفيد الأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدَّم، بالإضافة إلى أنَّ الجرجير يُعدُّ غنيّاً بعنصر الكالسيوم اللازم لدعم صحّة العظام، والأسنان، والعضلات، وكذلك الأعصاب، بالإضافة إلى دوره في عمليّة تجلُّط الدَّم.
ولمعرفة المزيد حول فوائد الجرجير يمكنك قراءة مقال فوائد الجرجير .
القيمة الغذائية للجرجير
يُظهرُ الجدول الآتي العناصر الغذائيَّة الموجودة في 100 غرامٍ من الجرجير الطازج:
العنصر الغذائيّ | القيمة الغذائيّة |
---|---|
الماء | 91.71 مليلتراً |
السعرات الحراريّة | 25 سعرةً حراريَّةً |
البروتين | 2.58 غرام |
الدّهون | 0.66 غرام |
الكربوهيدرات | 3.65 غرامات |
الألياف الغذائيّة | 1.6 غرام |
السُكريّات | 2.05 غرام |
الكالسيوم | 160 مليغراماً |
الحديد | 1.46 مليغرام |
المغنيسيوم | 47 مليغراماً |
الفسفور | 52 مليغراماً |
البوتاسيوم | 369 مليغراماً |
الصّوديوم | 27 مليغراماً |
الزّنك | 0.47 مليغرام |
النحاس | 0.076 مليغرام |
المنغنيز | 0.321 مليغرام |
السيلينيوم | 0.3 ميكروغرام |
فيتامين ج | 15 مليغراماً |
فيتامين ب 1 | 0.044 مليغرام |
فيتامين ب 2 | 0.086 مليغرام |
فيتامين ب 3 | 0.305 مليغرام |
فيتامين ب 5 | 0.437 مليغرام |
فيتامين ب 6 | 0.073 مليغرام |
الفولات | 97 ميكروغراماً |
فيتامين أ | 2373 وحدةً دوليةً |
فيتامين هـ | 0.43 مليغرام |
فيتامين ك | 108.6 ميكروغراماتٍ |
أجزاء الجرجير ومنتجاته وفوائدها
يتميَّزُ الجرجير بإمكانيّة تناوُل مُختلَف أجزائه؛ كالأوراق، والزُّهور، والبذور التي يُمكن إضافتها إلى بعض أنواع السلطات، ونذكر في الآتي بعض أجزاء الجرجير ومنتجاته شائعة الاستخدام:
فوائد بذور الجرجير واستخداماتها
تمتلك بذور الجرجير خصائص مُنشِّطةً (بالإنجليزيّة: Stimulant)، ومُحمِّرةً للجلد (بالإنجليزيّة: Rubefacient)، كما أنَّ مسحوق هذه البذور يمتلك نشاطاً مُضادَّا للبكتيريا، وقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Molecular Medicine Reports عام 2018 إلى التأثير المُضاد للالتهابات في مُستخلص بذور الجرجير؛ حيثُ إنّه يحتوي على العديد من المُركبات الصحيّة (بالإنجليزية: Nutraceutical Compounds)، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ لهذه البذور العديد من الاستخدامات الأخرى، كالطَّهي، وصناعة الصابون، وغير ذلك، كما أنّه يُمكن الحصول على صلصة الخردل ذات النّكهة القويَّة التي تأتي من الزَّيت الموجود في هذه البذور.
زيت الجرجير وفوائده
يتمُّ استخلاص زيت الجرجير من بذوره، وهو أحد الزيوت سريعة الجفاف (بالإنجليزية: Semi-dry Oil)، ويُعدُّ هذا الزَّيت صالحاً للأكل مُدَّة ستة أشهرٍ من تاريخ تخزينه، وهو واسع الاستخدام في المجالات الطبيَّة، ويحتوي على ما نسبته 27% من البروتين، و32% من الدهون، كما أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة International Journal of Advanced Research عام 2014 وأُجريت على زيت بذور الجرجير المصريّ، إلى أنَّه يُعدُّ مصدراً غنيّاً بالأحماض الدهنيّة غير المُشبَعة (بالإنجليزيّة: Unsaturated fatty acids)، مثل: أوميغا-3 ، وأوميغا-6، وغيرهما، كما أشارتْ دراسةٌ أخرى نُشرت في مجلة Toxicology and Applied Pharmacology عام 2018، إلى أنّه يمكن استخدام هذا الزَّيت الطبيعيّ للحدِّ من إنتاج مركّبات الأفلاتوكسين (بالإنجليزيّة: Aflatoxin) السامّة التي يُنتجها نوعٌ من الفطريات يُسمّى فطر الرشاشية الصفراء (بالإنجليزية: Aspergillus flavus).
فوائد عصير الجرجير ومحاذير استخدامه وطريقة صنعه
يُمكن إدخال نبات الجرجير في الوجبات الغذائيّة اليوميَّة عبرَ إضافته إلى العديد من الوصفات، فعلى سبيل المثال؛ يُمكن استخدام حفنةٍ من أوراق الجرجير في صُنع عصيرٍ طازج أو مشروب سموذي، ولكن يجدر الانتباه إلى أنّ عصائر الخضروات التي تحتوي على مادة النَّترات قد تتكاثر فيها بعضُ أنواع البكتيريا التي تُحول النَّترات إلى النتريت (بالإنجليزيّة: Nitrite) الذي يُعدّ ضاراً عند استهلاكه بكميّاتٍ عالية، لذلك يُنصح بتخزينها بشكلٍ صحيح للحفاظ على سلامتها.
نصائح لاختيار الجرجير وحفظه واستخدامه
اختيار الجرجير وحفظه
يتمُّ جمع الجرجير الناضج والتخلُّص من جذوره، وحوالي نصف سيقانه، ثمَّ يُغسَل بالماء البارد، ويُصفَّى، وبعدها يتمُّ تجفيفه باستخدام مناديل ورقيَّة، ثمّ يُخزَّن في الثلّاجة داخل كيسٍ بلاستيكيٍّ، ويُشارُ إلى أنَه يُفضَّل استهلاكه خلال بضعة أيام من شرائه، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّه يُمكن تخزين الجرجير مُجمَّداً؛ حيث يتمُّ غمرُه في الماء المغليِّ مدّة دقيقتين بعد غسله وإزالة التالف منه، ثمَّ يُوضَع مباشرةً في ماء مُثلّج، ويتمُّ بعد ذلك حفظه في أكياس التجميد، مع الحرص على التخلُّص من الهواء الموجود داخل الكيس قبل وضعه في المُجمِّد.
طرق استخدام الجرجير
يُمكن استهلاك الجرجير نيئاً أو مطبوخاً، حيث يُمكن إضافته إلى مُختلَف أنواع السلطات، والشطائر، بالإضافة إلى العديد من الأطباق؛ كالبيتزا، والناتشوز (بالإنجليزيّة: Nachos)، وغير ذلك من الوصفات، كما يمكن استخدامه كبديلٍ لنبتة الريحان (بالإنجليزيّة: Basil) في تحضير صلصة البيستو (بالإنجليزيّة:Pesto) الباردة، أو الساخنة، ويمكن خلطه مع العصائر الطازجة، أو السموذي (بالإنجليزية: Smoothie)، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّه يُمكن إضافة الجرجير المطبوخ إلى بعض الأطعمة؛ كالمعكرونة، الأمر الذي يمنحها مذاقاً مُميَّزاً.
محاذير استخدام الجرجير
يُوصى الأشخاص الذين يتناولون أدويةً مُضادّةً لتخثّر الدَّم كالوارفارين (بالإنجليزيّة: Warfarin) بتجنّب تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ك، كالجرجير، بكميّاتٍ كبيرة وبشكلٍ مفاجئ؛ حيث إنّ هذا الفيتامين يلعب دوراً مهمّاً في عملية تخثر الدم، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ مادّة النترات الموجودة في الجرجير قد تتداخل مع بعض أنواع الأدوية الموصوفة للأشخاص الذين يُعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية ، ومنها؛ النيتروجلسرين (بالإنجليزيّة: Nitroglycerin)، وغيره، ولذلك فإنّهم يُنصحون باستشارة الطبيب قبل اتّباعهم لنظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالنترات.