ما هو الإسلام
ما هو الإسلام؟
يعدُّ الإسلام بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الشَّرائع السَّماوية، وقد كان محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، وأُرسل -عليه الصلاة والسلام- بدينٍ قد اختاره الله -تعالى- للبشريَّة إلى يوم القيامة، وفيما يأتي بيان مفهوم الإسلام لغة واصطلاحاً:
- الإسلام في الُّلغة
تُحمل هذه الكلمة في الُّلغة على عدَّة معانٍ كلُّها تفيد وجود طرفين أحدهما يخضع للآخر، فمن معاني كلمة الإسلام: الخضوع، والاستسلام، والانقياد، والدعاء، وأخيراً التَّسليم، ومن الواضح أنَّ هناك طرفين أحدهما قويٌّ والآخر ضعيفٌ ينقاد للقويِّ.
- التَّعريف الاصطلاحي
الإسلام دينٌ شاملٌ لكلِّ جوانب الحياة ، ويعرّف الإسلام في الاصطلاح: بأنَّه ما أوحى به الله -تعالى- إلى نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- فيما يتعلَّق بالعقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات وغيرها، فكلُّ ما جاء من الله -تعالى- ومن نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- لتنظيم حياة الخلق في علاقتهم مع ربِّهم أو مع نبيِّهم أو مع بعضهم أو مع الكون فهو يعدُّ من الإسلام.
مقامات الإسلام
اجتهد بعض أهل العلم من خلال استقرائهم للآيات الكريمة والأحاديث النبويّة ومقاصد الإسلام عموماً باستنباط مقاماتٍ للإسلام تبعاً لِما يراه هذا العالِم أو ذاك، وتبقى هذه المقامات في ترتيبها مسألةً اجتهاديّة، ومن هذه الاجتهادات ما يأتي:
- مقام الإسلام
وهو المقام الأوَّل الذي يدخل به المكلَّف لهذا الدين، قال -تعالى-: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)، فالآية تشير إلى المقام الأوَّل وهو الإسلام، حيث يدخل المرء في هذا المقام مجرَّد إسلامه.
- مقام الإيمان
وهو موجودٌ في الآية السَّابقة، حيث أثبتت لهم الآية مقام الإسلام ونفت عنهم وصولهم إلى مقام الإيمان، ولمقام الإيمان منزلةٌ أعلى من مقام الإسلام، لا بدَّ للمسلم أن يجتهد في طاعاته وقراباته ليصل إليه، قال -تعالى-: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).
- مقام الإحسان
وقد جاء في قوله -صلى الله عليهم-: (الإحسانُ أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يَراك)، وهو أعلى المقامات الثلاثة.
- مقام التقوى
وهو المقام الذي يصل إليه العبد بتعبده، ودليله قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون).
- مقام الشكر
وهو عاقبة التقوى، حيث يستشعر العبد نعم الله عليه فيكثر من شكر الله -تعالى- عليها.
الإسلام آخر الرسالات السماوية
إنَّ لشريعة النَّبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم- خاصيَّة بكونها الشَّريعة الخاتمة، ويتمثَّل ذلك بالنقاط الآتية:
- اختصَّ الله شريعة النَّبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم- بأنَّها خاتمة الشَّرائع السَّماويَّة، فلا شريعة بعدها.
- اختصَّ الله شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن جعلها مستقلةً بذاتها، لا تحتاج إلى من كان قبلها من الشَّرائع، ولن تحتاج لشريعةٍ بعدها لتكمِّلها، قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) .
- اختصَّ الله -تعالى- شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن انقطع الوحي من الله بوفاة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فلا ينزل بعدها على أي عبد مهما بلغ اجتهاده في عبادته.
قيم الإسلام
مبادئ الإسلام أو قِيَمه أمور تتداخل فيما بينها، والحديث عن أحدها يغني عن الآخر، فالقيم في الإسلام تلك الأمر الثابت المستقيم الذي لا زيغ فيه، وهي معيار لمعرفة الصَّالح من الفاسد، وتحمل قيم الإسلام ومبادئه معانٍ فكريةٍ وسلوكيَّةٍ تمتاز بالثَّبات فلا تتغيَّر بتغيُّر الزَّمان، ومن القيم الإسلاميَّة:
- قيمة الحكمة
وهي قيمة تركز على إصابة الحقِّ بالعلم والعقل، بمعرفة أفضل الأشياء لأفضل الأماكن.
- قيمة العدل
حيث إنَّ الأحكام الشَّرعيَّة التي تنظِّم المعاملات بين النَّاس ما جاءت إلَّا لمنع الظُّلم وإقامة العدل وإعطاء كلِّ ذي حقٍ حقَّه، قال -تعالى-: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾.
- قيمة الشورى
بإشراك أهل الاختصاص والعلم والخبرة في اتخاذ القرارات المهمّة في البلاد وحتى في الأسرة.
- قيمة الإخاء
حيث الأخوَّة بين أبناء العقيدة الواحدة، وهي قيمةٌ جامعةٌ لكلِّ المسلمين، تلغي الفوارق بين المسلم وأخيه، والمبنيَّة على قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).
خصائص الإسلام
الإسلام هو دين الله -تعالى- الذي ارتضاه للبشريَّة إلى يوم الدِّين، لذا جاءت خصائص هذا الدين منسجمة مع طبيعة الإنسان ووظيفته في الأرض، وفيما يأتي عرض موجز لأهم خصائص الإسلام:
- الربانيَّة
فهو دين من الله، عقائده ثابته، وعباداته كذلك، وليس لبشر الزيادة والنقصان على شيءٍ من عقائده وعباداته.
- العدل والمساواة
فالكلُّ بنو آدم و آدم من تراب، وليس لبشرٍ منزلةً يَستَعبُد بها الآخرين، و لا يوجد في الدِّين تفريقٌ بين النَّاس إلَّا بما لهم من حقٍّ جاء به الشَّرع، ولا يرضى الله -تعالى- الظلم، وأيُّ دعوةٍ للظلم أو التفرقة بين النَّاس فالإسلام بريء منها.
- الشمول والتوازن
الإسلام دينٌ شاملٌ، ينظِّم كلَّ العلاقات في المجتمع مهما اختلفت، وكلما ظهرت علاقةٌ جديةٌ تجد أنَّ أصول الإسلام تنظِّمها، كما أنَّ الإسلام دينٌ متوازنٌ لا يعتني بجانبٍ ويهمل الآخر، فلا يعتني بجانب المال ويهمل الصحَّة، أو يعتني بجانب العبادة الروحيَّة ويهمل الجسد.
- الواقعيَّة
أي لا يُطالب العبد إلَّا بما يقدر عليه، ولا يلزمهم في أموالهم بما يفوق طاقتهم، ولم يحرِّم عليهم ما يستحيل استغناء النَّاس عنه، فلم يحرِّم الزَّواج أو التِّجارة؛ لأنَّ واقع النَّاس لا يمكن أن يستقيم إذا فقدوا هذه الضروريات.