سبب تسمية سورة الزخرف
سبب تسمية سورة الزخرف
سُمّيت سورة الزُخرف بهذا الاسم لأنَّ آياتها تدُلُّ على أعظم مقاصد القُرآن، وهو أنَّ الدُنيا وكل ما تحتويه من زينة غير باقية، وهي دار فناء وكل ما فيها يفنى ويزول، وقيل في سبب تَسميتها أيضاً ورود كلمة "وزُخرفاً" فيها ولم ترد في غيرها من سور القُرآن فسميت بذلك، وقيل لأنَّها اشتملت على وصف بعض مظاهر الدُنيا وزخارفها الفانية، وهو المُسمّى بالزُّخرف، وذلك عند مُقارنة نعيم الدنيا بنعيم الآخرة، وذلك في قوله -تعالى-: (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ* وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ).
التعريف بسورة الزخرف
عدد آياتها وترتبيها
تُعدُّ سورة الزُّخرف السورة الثالثة والأربعين من حيث ترتيب المُصحف، والثانية والستين من حيث ترتيب النُّزول، وكان نُزولها بعد سورة الشّورى، وهي من سور آل حاميم، كما أنَّها من السّور المكيّة كغيرها من سور الحواميم، وسور الحواميم أو آل حاميم هي السّور التي تبدأ بحم، وعددُ آياتها تسعٌ وثمانون آية، وذهب آخرون إلى أنَّها ثمانيةٌ وثمانون؛ وذلك بسبب الاختلاف في اتّصال الآية الأولى منها مع الآية الثانية أو عدم اتّصالهما، وهي من السور المكيّة الخالصة، إلّا الآية الرابعةُ والخمسين منها، ونقل بعض المُفسِّرين الإجماع على أنَّها مكِّية، وجاء عن مُقاتل إلّا الآية الخامسةُ والأربعين.
سبب النزول
افتتح الله السورة بالثَّناء على القُرآن، ونزلت لتثبيت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على ما أصابه من قومه، وبيّنت بعض مظاهر قُدرة الله -سبحانه وتعالى- ونعمه على عباده، كخلق السماوات والأرض، وإنزال الماء من السماء، ونزلت مُتناسقة مع بعضها؛ حيثُ تحدّى الله بها خلقه بالقُرآن.
موضوعات سورة الزخرف
تناولت سورة الزُّخرف العديد من الموضوعات، ومن أهمِّها ما يأتي:
- الحديث عن القُرآن الكريم، وأنَّه وصية الله لعباده، أنزله بلسانٍ عربيٍ مُبين، ودعاهم إلى التفكُّرِ فيه، كما تحدّثت عن تهديد المُشركين بالهلاك كالأُمم السابقة لمن أصرَّ على كُفره وعِناده.
- بيان بعض مظاهر قُدرة الله التي تدعو إلى توحيده ؛ كإنزال الماء من السماء، وبسط الأرض، ومَهدها، كما تحدّثت عن بعض العادات السيئة التي كانت عند أهل الجاهلية، كنسبة الولد إلى الله -تعالى-.
- إثبات براءة سيدنا إبراهيم -عليه السَّلام- من الشرك.
- بيان خطأ المُشركين في أُسس اختيار الأنبياء، كما وضحت أنَّ الاستعلاء في الأرض لا يُنجّي من عذاب الله.
- التعرُّض لبعض أحوال يوم القيامة بالنسبة للمؤمن والكافر، كما بيَّنت بالأدلِّة وُجود الله -سبحانه وتعالى- وصفاته، وذلك من خلال نعمه وآثاره على عباده.
- بيان بُطلان ما يُثيره المُعاندين للإسلام، وانحطاط مسلكهم واعوجاجه؛ من خلال طعنهم في القُرآن، وعبادتهم للأصنام مع اعترافهم بأنَّ الله خالقهم وهوالمُنعمِ عليهم.