فضل العيد
فضل العيد وثماره
يوم العيد ليس كباقي أيام السّنَة، لأنّ فيه مجموعة من الفضائل والعبادات والآداب المتعلّقة به، ويكتسب المسلم بتطبيقها أجراً عظيماً عند الله -تعالى-، كما أنّه سببٌ من أسباب إدخال الفرح إلى القلوب، وقد خصّ الله به أمّة الإسلام وشرّفها به.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقالَ: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ الله قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما؛ يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ)، ولعلّ مِن أبرز فضائل وفوائد العيد ما يأتي:
إدخال الفرحة والبهجة على النفوس
أيام العيد أيّام فرحٍ وسرورٍ، وفيها ما يجبر الخاطر ويُسلّي النفس ويُروّح عنها، فتجد الناس ينتظرون أصوات تكبيرات العيد ويبتهجون بها، والشوراع ممتلئةٌ بالذاهبين إلى صلاة العيد وسماع الموعظة في أول أيامه، وفيه يلبس المسلم أجمل الثياب، ويلتقي الأطفال معاً ويلعبون، كما يتمّ في هذا اليوم تقديم الحلويات تعبيراً عن الفرح والسرور.
إرسال التهنئة والدعوات الطيّبة
ينتظر المسلمون يوم العيد حتّى يبدؤوا بإرسال الدعوات الجميلة والتهاني الطيّبة فيما بينهم، مثل قول: " عيدكم مبارك "، "تقبل الله منّا ومنكم"، ونحو ذلك من العبارات والأدعية الجميلة، والتّهنئة من الآداب الحسنة في العيد والتي تُظهر حُسن التآلف الاجتماعي بين المسلمين، وقد كان الصحابة -رضوان الله عليه- يُهنّئون بعضهم عند الالتقاء في يوم العيد بقول: "تقبّل الله منّا ومنك".
ارتباط العيدين بالعبادة والطاعة
يأتي عيد الفطر بعد انتهاء المسلمين من صيام شهر رمضان الكريم، ويأتي عيد الأضحى بعد أداء معظم مناسك الحج، فيكون العيدان بمثابة الجائزة والفرحة للمسلم، وقد قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ).
صلة الأقارب والأرحام
يستحب للمسلم في العيد أن يصلي صلاة العيد ثمّ يذهب لزيارة أهله وأقاربه؛ كالوالدين، والأعمام، والأخوال، والخالات، بالإضافة إلى زيارة الأصدقاء وتفقد الجيران، وهذا بالتأكيد ممّا ينشر المحبّة والألفة بين أفراد المجتمع، ويُكسب المسلم أجراً عظيماً لصلتِه لرحمه.
مساعدة الفقراء والمحتاجين
حثّ الإسلام على مساعدة الفقراء خاصةً في العيد، وذلك من خلال إخراج زكاة الفطر ، بالإضافة إلى توزيع الأضحية في عيد الأضحى، ويبني هذا الأمر مجتمعاً متكافلاً يرأف فيه الغني بالفقير ويشعر معه، ولا يفرح الغني إلّا إذا أدخل الفرح إلى نفس الفقير وشاركه بالعيد، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).
التسامح والترابط بين المسلمين
يُمثّل العيد مظهراً عظيماً من مظاهر الأخوّة والتضامن الاجتماعي، فهو فرصةٌ عظيمة لنشر التسامح والمودّة بين الناس، ففيه يسامحون بعضهم ويتصافحون وينسون الخلافات، وهذا ممّا ينشر الرحمة والمودّة بين النّاس، ويُظهر صفاء قلوبهم وأخوّتهم وشدة تماسكهم ببعضهم بعضاً.
كسب الأجور والحسنات
يستحب للمسلم الاستمتاع بالعيد والفرح والابتهاج به، لكن دون أن يتجاوز ذلك حدود الشرع، وهناك العديد من الأعمال التي يقوم بها المسلمون في العيد تقرباً إلى الله -عز وجل-، مثل: صلاة العيد، وصلة الأرحام، وتفقّد الفقراء، والجلوس مع الأصدقاء، وإدخال السرور إلى نفوس الأبناء والأطفال، إلى غير ذلك من الطاعات التي يجني المسلم من خلالها الأجور والحسنات.