ماذا يفعل المظلوم
ماذا يفعل المظلوم
الظلم من أكثر الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى، وتوعد أصحابها بالعذاب المقيم في نار جهنم، ليس لشيء، ولكن لأنّ سبب الظلم لا يُبرره، والظالم فيه يعذب الناس بدون وجه حق، والحديث في مقالنا يدور عن المظلوم، وطُرقه التي من الممكن أن يلجأ إليها في صد الظلم عنه، وفيما يأتي توضيحها:
الدعاء في جوف الليل
يجب على المظلوم دعاء الله في جوف الليل من أجل إرجاع حقه المسلوب، ويتضرع له بالقول والفعل، ويشكو لله همًا هو أعلم به من الأساس، ويحاول أن يطلب من الله ما يريده تمامًا، فالله سبحانه يعلم ما نريد، ولكنه يحب عودة العبد إليه في جوف الليل يدعوه ويتضرع إليه بالشكوى، والله سبحانه يكون في السماء الأولى ينتظر أن يدعوه الإنسان بظهر الغيب ليجيب له الدعاء.
يحتسب صبره على الظلم
تعني عبارة حسبي الله ونعم الوكيل أنّ المسلم قد ترك الموضوع جانبًا، وفوض أمره لله، ومن يفوض الله في أمر فعليه أن يتأكد أنّ الله لن يترك أمره حتى يرده إليه بالخير والإحسان، وأنّ الحق لا بد أن يعود مهما بلغ جبروت الظلم عنان السماء.
تجدر الإشارة أنّ الاحتساب لا بدّ أن يكون على يقين من الشخص المظلوم بأنّ الله قد توعد الظالم بالعذاب وتوعده هو بالنصرة ولو بعد حين، إذ لا بدّ أن يشمل الاحتساب الروح والقلب والنفس وكلّ جوارح الإنسان خالصة لله تعالى وحده، ولا ييأس من رحمته.
الثبات على الحق
يشعر الشخص بالخيبة عندما يقع عليه الظلم، ولا يجد من يقف بجانبه، أو يشعر بأنّ الله لا يرد له الحق، فتجده يجزع من أمر الله، ويحاول أن يشكك في قدرة الله على استرداد الحق، وإرجاعه لأصحابه، وهذا ما يزعزع الإيمان في القلوب الضعيفة التي لا تثبت على الحق، ولا تعترف بأن الله -سبحانه وتعالى- هو القادر على إرجاع الحق.
يعيد الله الحق في الوقت المناسب، فإن شعر المظلوم في تعرضه ل ظلم الحياة ، ولم يجد المَخرج المناسب، فلا يتهم رب العباد بتقصيره تجاهه، بل يحاول أن يعرف وجه التقصير في عبادته، ويتأكد في قرارة نفسه أنّ حقه سيعود له، ولكن بالطريقة التي يحددها الله سبحانه وتعالى، ويكون هو الأقدر عليها بإذنه تعالى.
دعوة المظلوم للظالم
يبدو الأمر غريبًا، إلا هناك بعض النفوس الطيبة التي لا تحب أن تؤذي الآخرين، حتى في ظل الظلم الذي عاشوه تجدهم يحاولون أن يكسبوا الأجرين، أجر الصبر والاحتساب والأجر الآخر أجر التوقف عن الشعور بالغضب، والدعاء للظالم بالهداية.
وهذا بدوره يرفع العبد الدرجات العليا، وهذا هو التمثيل الحقيقيّ للإسلام على الأرض، فالمسلم لا يحمل في قلبه الضغينة مهما كان الظلمُ كبيرًا، ولا بدّ أن يتصور الشخص أنّه قد يقع ضحية ل أنواع الظلم العديدة، وعليه لا بد من المسامحة والتوكل على الله في استرداد الحق المسلوب.
دعوة سيدنا يونس
تُعتبر دعوة سيدنا يونس من أفضل الأدعية المطلوب من المظلوم دعوته، ويُرددها قائلًا: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين:، وهذا اعتراف بالكامل أنّه يتوب لله من خطيئته ويطلب المسامحة منه، فعليه لا بدّ أن نتذكر يوميًّا، ودومًا أنّ الله سبحانه جعلنا على الأرض لنعمر فيها لا لنجابه بعضنا البعض ونظلم أنفسنا وغيرنا.
أقسام الظلم
يوجد للظلم أشكال عدّة، وفيما يأتي توضيحها:
- الشرك بالله تعالى
يُعتبر الشرك بالله تعالى هو أعظم أنواع الظلم التي يقع بها الإنسان بحق نفسه، والتي لا يغفرها الله إن مات عليها، وذلك لأنّ الشرك بالله يصطحب الإنسان إلى ارتكاب المعاصي، والفواحش التي تُغضب الله والعياذ من ذلك، والرياء أحد أنواع هذا الشرك، فهو يُبطل ثواب العمل.
- ظلم الإنسان لإنسان آخر
يندرج تحت باب ظلم الإنسان لإنسان آخر العديد من الأشكال، كظلم الآباء لأبنائهم عند التفريق في العطية، وكذلك إهمال تربيتهم، وكذلك ظلم الأزواج لبعضهم في المعاملة السيئة، وكذلك ظلم الجيران في المعاملة، وظلم الناس عمومًا على كافة الأصعدة.
- ظلم الإنسان لنفسه
يظلم الإنسان نفسه عندما يُعرض عن توحيد الله تعالى، ويلجأ لارتكاب الفواحش والمنكرات، ويتعدى على حقوق الناس من حوله، ويعاملهم في السلوكيات السيئة ويقطع أرزاقهم، لأنّه يضع نفسه في موضع متدن أمام الله.