ما هو اسم أبو لهب
اسم أبو لهب وسبب تسميته
اسم أبو لهب
أبو لهب هو أحد أعمام النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، واسمه الحقيقي هو عبد العزى بن عبد المطّلب بن هاشم، ويكنّى بأبي عتبة أيضاً؛ نسبة لابنه الأكبر.
سبب تلقيبه بأبي لهب
سُمّي أبو لهب بهذا الاسم وذلك؛ لأنّهُ كان شديد تورّد الوجه، شديد احمرار الوجنتين، فقد كان مُشرق البشرة كأنّ في وجهه لهب مشتعل، وفي ذلك دلالة على شدّة جماله.
موقف أبو لهب من دعوة الإسلام
لم تكن صلة القرابة بين أبي لهب وبين رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دافعاً لأبي لهب لإحسانه للإسلام والمسلمين، ونصرتهم، كما كان يفعل عمّ الرسول أبو طالب ، الذّي كان ينصر النبي ويحميه، بل كان من أشّد وأعتى أعداء رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، ولم يتوانَ في صدّه وصدّ المستضعفين من المسلمين، مع أنّه فرح كثيراً بولادة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وسرّ بهذا الخبر.
ولعلّ السّبب في عداوته عائد لطبيعة أبي لهب في كونه رجل مادّي يسعى للمال والكسب، وممّا زاد من بغضه زوجته أروى بنت أمية بن حرب، تلك المرأة السفيهة المعروفة بالنّميمة بين النّاس، فقد كانت تمشي بين النّاس تذمّ محمّداً -عليه الصّلاة والسّلام- وتسفّهه، فزادت من بغض أبي لهب لابن أخيه.
سبب ذكر أبو لهب وزوجته في القرآن
اختصّ الله -تعالى- أبا لهب وذكره في سورةً من القرآن؛ وذلك لأنَّ عداء أبي لهب وزوجته أمّ جميل كان يتعدّى الأذى الجسديّ إلى الأذى في سمعة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد كانا يتولّيان حرباً إعلاميّة إذا جازَ التعبير؛ ليصدّوا الناس عن سبيل الله -تعالى- وتنفيرهم، فكان جزاء صدّ الناس ونشر الشائعات وصرفهم عن داعي الحقّ، أن يذكرهم الله -تعالى- بسورةٍ تذمُّهم، وتتوعدّهم بنار جهنّم؛ جزاءً لإساءتهم للإسلام ولرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
جاء عن الصّحابي عبدالله بن عبّاس -رضي الله عنهما- في سبب نزول سورة المسد، قال: (صَعِدَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الصَّفَا ذَاتَ يَومٍ، فَقالَ: يا صَبَاحَاهْ، فَاجْتَمعتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ، قالوا: ما لَكَ؟ قالَ: أرَأَيْتُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ العَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أوْ يُمَسِّيكُمْ، أما كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قالوا: بَلَى، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فأنْزَلَ اللَّهُ: (تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ)).،
وكان يرمي ألسنة من النّار الملتهبة في طريق محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وهو زوجته أمّ جميل، فجاءت هذه الآيات ردّاً عليه بأنّ كلّ ما يكيده للإسلام فلن ينجح، وأنّه ماله وأولاده الذّي يغتر بهما لن ينفعوه، وقد تحقّق وعد الله -تعالى- فيه، إذ روي أنّه أصيب بالطّاعون، فلم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه، وجعلوا يرمون جسده بالحجارة عندما مات حتى وُرِيَ التراب.