ما هما البردان
المقصود بالبردين
يُقصد بصلاة البردين صلاة الفجر والعصر، وعلى هذا الرأي معظم أهل العلم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)، أما سبب تسمية صلاتيّ الفجر والعصر بهذا الاسم فلأنّ كلاً من صلاة الفجر والعصر تُصلّى في برديّ النهار؛ أي في طرفيه عندما يغيب الحر ويبرد الهواء، حيث يدخل وقت صلاة العصر في براد النهار، وكذلك صلاة الفجر تكون في براد الليل.
تسمية أخرى لصلاة الفجر والعصر
هناك عدّة تسميات أخرى خاصّة بصلاتيّ الفجر والعصر أو وقتيهما، وبيان ذلك فيما يأتي:
صلاة العصرين
جاء في الحديث عن فضالة اللّيثي أنّه قال: (علَّمنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان فيما علَّمنا قال: حافِظوا على الصَّلواتِ وحافِظوا على العصرَيْنِ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ وما العصرانِ؟ قال: صلاةٌ قبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ وصلاةٌ قبْلَ غُروبِها)، والمقصود بالعصرين صلاة الفجر والعصر؛ لأنّ العرب يُسمّون كلّ طرفٍ من النهار بالعصر.
إدبار النجوم
قال الله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)، وذكر بعض أهل العلم كابن عثيمين في تفسيره أنّ المقصود بإدبار النجوم أي صلاة الفجر و صلاة العصر ، وذلك لأنّ إدبار النجوم يكون بانتشار ضوء الشمس صباحاً، وهذا يكون في وقت صلاة الفجر، كما يكون إدبارها أيضاً عند بدء الغروب، وهذا في وقت صلاة العصر.
الصلاة قبل طلوع الشمس وغروبها
جاء في فضل صلاتيّ الفجر والعصر قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا)، فالصلاة قبل طلوع الشمس هي صلاة الفجر، والصلاة قبل غروبها هي صلاة العصر.
فضل صلاة البردين
خصّ الله -تعالى- صلاتي الفجر والعصر بمزيدٍ من الفضل؛ لخصوصيّة وقتيّ هاتين الصلاتين، حيث إنّ صلاة الفجر تكون وقت نوم الناس عادةً، وصلاة العصر في وقت الراحة عند أغلب الناس كما أشار بذلك أهل العلم، وقد ثبتت فضيلة صلاة البردين في القرآن الكريم وفي أحاديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وفيما يأتي بيانٌ لأهمّ الفضائل:
- صلاتان تشهدهما الملائكة
حيث وكّل الله -سبحانه- للإنسان ملائكة حفظة تحرسه وتحفظه -بأمر الله-، وهذه الملائكة تحرس الإنسان من صلاة الفجر إلى العصر، ثمّ تأتي ملائكة أخرى تحرسانه من صلاة العصر إلى الفجر، فتجتمع الملائكة في هاتين الصلاتين، ومن انتهت نوبته يصعد إلى الله فيسألهم عن حال عبده -وهو به أعلم-.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).
- سبب لدخول الجنة
حيث إنّ المحافظة على صلاتيّ الفجر والعصر سببٌ من أسباب دخول الجنة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).
- الفجر والعصر وقتا رزق أهل الجنّة
ويدلّ على ذلك قول الله -سبحانه-: (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا).
- سببٌ لرؤية الله -جلّ جلاله- في الجنة
حيث رتّب الله -تعالى- على المحافظة على صلاة الفجر والعصر أجراً عظيماً يتمنّاه كلّ مسلم، ألا وهو رؤية الله -عز وجل- في الجنة، وهو أعظم النّعم والأرزاق، ودلّ على ذلك الحديث الذي أسلفنا ذكره سابقاً في مبحث الصلاة قبل طلوع الشمس وغروبها.