ما معنى سورة مكية وسورة مدنية
تعريف السور المكية
السور المكية هي السور التي نزلت قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، فكلّ الآيات والسور القرآنية التي نزلت قبل الهجرة النبوية تُعد مكية، سواء نزلت في مكة المكرمة أم في غيرها من المدن؛ فالمُعتبر والضابط في معرفة السور المكية هو الزمان؛ أي الهجرة النبوية، وليس مكان النزول أو ألفاظ سور القرآن الكريم.
خصائص السور المكية
يوجد للسور المكية عدّة خصائص؛ سنذكرها فيما يأتي:
- تتضمن السور المكيّة الحديث عن العقيدة الإسلامية
ودفع العقائد الفاسدة لكفار قريش ومن جاورهم من الكفار الذين يقومون بعبادة الأصنام والتقرب إليها بالطعام والشراب، دون اللجوء لعبادة الله وحده.
- الحديث عن بعض الأفعال والمُخالفات التي يرفضها الدين الإسلامي ويقوم بها المشركون
مثل: وأد البنات، والتطفيف في الميزان، وأكل أموال اليتامى والمساكين، وإباحة سفك دم الضعيف، فجاءت السور المكية لإرشادهم إلى أصول العقيدة الإسلامية التي تُناسب الفطرة السليمة.
- تضمنت السور المكية الكثير من قصص الأنبياء والأمم السابقين؛ لعلها تكون عظة وعبرة حين معرفتهم بهلاك من سبقهم من المكذبين.
- تميّزت السور المكية بآياتها القصيرة؛ حتى يستطيع المؤمنون حفظ الآيات في صدورهم وتلاوتها بسهولة ويُسر.
تعريف السور المدنية
السور المدنية هي السور التي نزلت بعد هجرة النّبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، سواء نزلت الآيات في منطقة المدينة المنورة أم في غيرها من المدن؛ لأن المُعتبر الزمن، وليس المكان أو ألفاظ الآيات، فقد نزل قوله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)، في مكة المكرمة؛ إلا أنّها آية مدنية، ونزلت أوائل سورة الأنفال في موقعة بدر؛ إلّا أنّها تُعد من السورة المدنية.
خصائص السور المدنية
تميزت السور المدنية بعدة خصائص، سنذكرها فيما يأتي:
- آياتها الطويلة.
- تميّزت بألفاظها سهلة، وخلوها من الكلمات الغريبة التي تحتاج إلى شرح وتفسير.
- تميزت بأسلوبها الهادئ، والحجة القوية في الرد والنقاش مع أهل الكتاب، وإظهار خبث أهل الكتاب ومكرهم.
- تضمنت الحديث عن أمور تفصيلية في الشريعة الإسلامية؛ كالعبادات، والمعاملات، وتشريعات الأحوال الشخصية.
- الحديث عن الجهاد وتشريعاته، وقواعد الحروب، والمعاهدات، والصلح، والفيء، والغنائم، والأسرى.
- الحديث عن الجدال والنقاش مع أهل الكتاب؛ لمحاولة إقناعهم بالإسلام؛ من خلال إظهار عقائدهم الفاسدة، وأفكارهم الضالة.
- الحديث عن المنافقين وضلالهم؛ بإظهار ما تخفي صدورهم من الكفر والضلال واتباع الباطل.
طرق معرفة المكي من المدني
اتبع العلماء طريقتين لمعرفة السور المكية من السور المدنية ، وهما: الطريقة النقلية عن الصحابة، والطريقة الاجتهادية؛ فالطريقة النقلية؛ ثابتة قطعية عن الصحابة -رضوان الله عليهم-، فقد شهدوا نزول القرآن الكريم، وأسباب النزول، ووقائع نزول السور القرآنية من حيث الزمان والمكان.
فكلّ ما ورد عن الصحابة -رضوان الله عليهم- بشأن السور المكية والمدنية سلّم به العلماء واعتمدوه، فإن لم يجدوا قولاً للصحابة -رضوان الله عليهم-؛ اعتمدوا قول التابعين من أهل التفسير والعلم، بشرط عدم معارضة قولهم لقول أصح منه.
أمّا الطريقة الاجتهادية فقد اتبعها العلماء لمعرفة السور المكية من السور المدنية؛ وذلك عند عدم وجود خبر صحيح ودقيق عن الصحابة -رضوان الله عليهم- بشأن معرفة السور المكية من السور المدنية لبعض سور القرآن الكريم، وقد اتبع العلماء بعض الضوابط والقواعد لمعرفة السور المكية من السور المدنية؛ سنذكر بعضها فيما يأتي:
- الفرق من حيث الخطاب
تضمنت السور المكية الخطاب بقول الله -تعالى-: (يا أيها الناس)، أمّا السور المدنية فتضمنت الخطاب بقول الله -تعالى-: (يا أيها الذين آمنوا)؛ ويعد هذا الضابط من الضوابط الأغلبية؛ بحيث لا ينطبق على كل السور، ولا تتضمن جميع السور الخطاب القرآني.
- الفرق من حيث المواضيع
تضمنت السور المكية قصص الأمم والقرون السابقة، أما السور المدنية فتضمنت الحديث عن أحكام الشريعة الإسلامية وتفصيلات التشريع الإسلامي؛ وهو من الضوابط الأغلبية أيضاً؛ فقد تتضمن السور المكية بعض الأحكام والتشريعات، وقد تتضمن بعض السور المدنية قصصا للأمم السابقة.
- تضمنت السورالمكية في مطلعها الأحرف المتقطة للغة العربية.
- تضمنت السورالمدنية الحديث عن المنافقين.
- تضمنت السور المكية سجود التلاوة؛ ففي أي سورة وردت سجدة التلاوة؛ تكون السورة مكية.