فضل الذكر في ليلة القدر: مجهود قليل وأجر عظيم
فضل الذكر في ليلة القدر: مجهود قليل وأجر عظيم
إن ذكر الله من أجل العبادات التي أمر الله بها، وهي عبادة سهلة ليس لها وقت محدد ولا متطلبات كثيرة، وقد مدح الله ذاكريه في القرآن الكريم كثيراً، بقوله: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، ومن فضائل الذكر ما يأتي:
ذكر الله -تعالى- من أكبر الأعمال عند الله
حيث يقول: (وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ)، وهذا عام في جميع الأوقات فكيف لو كان في أحب الأوقات إلى الله كما في ليلة القدر.
نيل الشرف العظيم بذكر الله
حيث يذكر الله من يذكره، يقول الله: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).
ذكر الله تعالى- أفضل من الجهاد والصدقة بالذهب والفضة
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم ، وأزكاها عندَ مليكِكُم ، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم ؟ قالوا : بلَى . قالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ : ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ).
رفعة الدرجات ونيل السبق بين المؤمنين
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَبَقَ المُفَرِّدُونَ قالوا: وَما المُفَرِّدُونَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ).
وكل هذه الفضائل وغيرها الكثير مما ورد في القرآن والسنة، يدل على عظمة هذه العبادة وهي توفيق من الله لعباده الذاكرين، فهنيئاً لمن وُفق لهذه العبادة، وقد وردت هذه الفضائل عامة في جميع الأوقات والأحوال ويزداد فضلها أكثر وأكثر في الأوقات المباركة كليلة القدر، فالمسلم يحرص كل الحرص على مثل هذه العبادات التي لا تكلف شيئاً وهي ميسورة ولكن أثرها عظيم ونفعها كريم.
أذكار ليلة القدر
ليس لليلة القدر أذكار محددة، فيجتهد المسلم بجميع صنوف الأذكار والأعمال الصالحة من صدقة وقيام وقراءة للقرآن وحسن خلق وبر بوالديه وصلة لرحمه وغيرها من الطاعات، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمنا دعاء نقوله في ليلة القدر، حيث سألت أمنا عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- فقالت: (قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيْتَ إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدْرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ)،
وبالعفو والعافية يجمع للمسلم خير الدنيا والآخرة ، ومن آتاه الله العافيةَ في الدنيا والآخرة فقد أوتي الخير بحذافيره، والعافيةُ لا يعدلها ولا يساويها شيء.