ما حق العباد على الله
ما حق العباد على الله؟
عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا).[مرجع]
هذا الحديث العظيم يبيّن علاقة العبد بربه وما تشتمل هذه العلاقة من حقوق فهناك نوعان من الحقوق كما جاء في الحديث وهي:
- حق الله على العبد: ويعني أن يعبد المسلم الله وحده لا شريك له بما شرع له من العبادات ولا يشرك معه غيره، والمراد بالعبادة عمل الطاعات واجتناب المعاصي وعطف عليها عدم الإشراك لأنه تمام التوحيد ، قال ابن حبان: عبادة الله إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل الجوارح.
- حق العبد على الله: ويعني ما وعد الله به العباد من الثواب فحق ذلك ووجب بحكم وعده الصدق أي أن الله أوجبه على نفسه لأنه لا يخلف وعده ولأن قوله حق فهو حق جعله الله سبحانه على نفسه تفضلا وكرما ،ولا يجوز عليه الكذب في الخبر ولا الخلف في الوعد كما أن الله حرّم على نفسه الظلم وكتب على نفسه الرحمة.
ويعني أن إقرار المسلم بوحدانية الله والعمل بالفرائض و اجتناب المعاصي يكفي لنجاته من العذاب والفوز بالجنة لكن الرسول -عليه الصلاة والسلام- منع معاذ أن يخبر به لئلا يتكلوا وليجتهدوا في تحصيل المراتب العليا في الجنة بالسنن والنوافل.
معنى حق العباد على الله
هو حق للعابدين له أن يثيبهم ويجازيهم وهو حق أحقه على نفسه لا أن العابدين هم من أوجبوه ولا أحقوه عليه قال القرطبي ـ: حق العباد على الله ما وعدهم به من الثواب والجزاء، فحق ذلك ووجب بحكم وعده الصدق، وقوله الحق الذي لا يجوز عليه الكذب في الخبر ولا الخُلْف في الوعد، فالله سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء بحكم الأمر إذ لا آمر فوقه" .
ما حق الله على العباد
إن حق الله تعالى على عبده هو التوحيد وإفراده -سبحانه- بالطاعة والعبادة له وحده لا شريك له، والتوحيد أقسام وهي كما يأتي:
- توحيد الربوبية
وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير أي أن يعتقد العبد أنه لا خالق ولا مالك ولا مدبر لأمر العباد إلاّ الله -سبحانه- فهو المسؤول عنهم؛ فهو رازقهم وخالقهم ومالكهم وله الأمر كله من قبل ومن بعد -سبحانه-.
- توحيد الألوهية
وهو إفراد الله بالعبادة أي أنه -سبحانه- الوحيد المستحق بالعبادة والطاعة والتسليم لأمره وقضائه وقدره فهو الخالق والعليم والحكيم .
- توحيد الأسماء والصفات
وهو إفراد الله بالأسماء والصفات التي أثبتها لنفسه في كتابه وفي سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة، كأن يعتقد المسلم أنه الخالق ولا خالق غيره -سبحانه-.