معلومات عن عيد الأضحى والحج
مفهوم عيد الأضحى والحج لدى المسلمين
عيد الأضحى
يأتي عيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة، وتُشرَع فيه صلاةُ العيد بعد طُلوع الشمس بمقدار رُمح، فتُؤدّى ركعتَين تليهما خطبتَان يفصل الإمام بينهما بالجلوس، وبعد الصلاة تُذبَح الأضاحي، ويُتَصدَّق منها على الفُقراء، والمساكين.
ويُسَنّ في هذه الأيام الإكثار من ذِكر الله -تعالى-، وخاصّة التكبير، وشُكر الله -تعالى- على نِعَمه بشكلٍ عامّ، وبشكلٍ خاصّ على نِعمة الإسلام، فمهما اختلفت طرق التعبير عن العيد والفرح به،يبقى الحمد أعظم ما يمكن تقديمه.
وهو يوم يحرم الصوم فيه مُطلقاً، كما يحرم صيام أيّام التشريق الثلاثة التي تليه إلّا للحاجّ الذي لم يجد الهَدي، فإنّ صيامها جائز له، وعيد الأضحى يوم واحدٌ تلحق به أيّام التشريق، وممّا يدُل على ذلك حديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ).
موسم الحجّ
يُعرَّف الحجّ في اللغة بأنّه: مُطلَق القَصد، أو كثرته من باب التعظيم، أمّا في الاصطلاح، فهو: قَصْد مكان مُخصّص في زمن مُخصَّص؛ لأداء أعمالٍ مخصوصة؛ أمّا المكان المخصوص فهو الكعبة وعرفة، والزمان المخصوص هو أشهر الحجّ، وتبدأ من شهر شوّال وتمتدّ إلى العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة.
وعدد الأيّام التي تُؤدّى فيها مناسك الحجّ ستّة أيّام لِمَن يُؤدّيها غير منقوصة، وأوّل هذه الأيام هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة؛ والذي يُسمّى يوم التروية، وسُمِّي بذلك لأنّ الحُجّاج كانوا يأخذون الماء من مكّة إلى مِنى وعرفة في ذلك اليوم، ثُمّ يكون اليوم التاسع؛ وهو يوم عرفة، ثُمّ اليوم العاشر؛ وهو يوم النَّحر، وهو يوم عيد الأضحى.
ثُمّ اليوم الحادي عشر؛ والذي يُسمّى يوم القرّ؛ لأنّ الحُجّاج يستقرّون فيه بمِنى، فلا يجوز لهم الخروج منها، ثُمّ اليوم الثاني عشر؛ والذي يُسمّى يوم النَّفْر الأوّل للحاجّ المُتعجِّل، إذ يجب عليه الخروج من مِنى بعد رَمْي الجمرات، ثُمّ اليوم الثالث عشر؛ والذي يُسمّى يوم النَّفْر الثاني، وهو اليوم الذي تنتهي فيه شعائر الحجّ.
وقت عيد الأضحى والحج
يأتي موسم الحجّ مُتزامناً مع عيد الأضحى الذي يُسمّى أيضاً عيد النَّحر؛ وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة، وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الحُجّاج ينحرون فيه هَدْيهم، ويُسمّى بالأضحى؛ لأنّ المسلمين يتعبّدون لله -تعالى- بعبادة الأُضحية التي ترمز في معناها إلى قصّة نبيّ الله إبراهيم وولده إسماعيل -عليهما السلام-.
كما يرتبط هذا العيد بأيّام التشريق الثلاثة التي ترتبط نهايتها بنهاية مناسك الحجّ؛ من طوافٍ حول الكعبة، وسَعْيٍ بين الصفا والمروة، ووقوفٍ في المَشاعر المُقدَّسة؛ كعرفة، ومِنى، ومُزدلفة، ورَمْيٍ للجمرات كذلك.
أحكام تتعلّق بعيد الأضحى
صلاة العيد
صلاة العيد من السُّنن المُؤكَّدة على كُلّ مُسلمٍ ومُسلمة، ويبدأ وقتُها بعد طُلوع الشمس بمقدار رُمح، ويمتدّ إلى ما قبل زوال الشمس، وفي حال لم يعلم الناس بالعيد إلّا بعد الزوال فإنّهم يُصلّونها في اليوم التالي، ولا يُضَحّون إلّا بعد صلاة العيد، وإذا حان وقت الصلاة يُصلّي الإمام بالناس ركعتَي العيد بدون أذانٍ ولا إقامة.
وقت صلاة العيد
تعددت أقوال العلماء في عدد التكبيرات التي تكون في كُلّ ركعة على ثلاثة أقوال، بيانها فيما يأتي:
- القول الأوّل (الحنفية)
يُكبّر الإمام في الركعة الأولى أربع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، وثلاث تكبيرات في الركعة الثانية، وتكون بعد الانتهاء من القراءة وقبل الركوع؛ وهو قول الحنفية، وفي رواية عن الإمام أحمد.
- القول الثاني (المالكية والحنابلة)
يُكبّر الإمام في الركعة الأولى سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، وستّة تكبيرات في الركعة الثانية بعد القيام من الرُّكوع وقبل البَدء بالقراءة؛ وهو قول المالكية، والحنابلة، واختاره ابن تيمية، ومن المُعاصرين ابن باز.
- القول الثالث (الشافعية)
يُكبّر الإمام في الركعة الأولى سبعَ تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وخمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام؛ وهو قول الشافعية، وابن حزم.
سنن صلاة العيد
يُسَنّ قراءة سورة "الأعلى" في الركعة الأولى بعد قراءة "الفاتحة"، وفي الركعة الثانية يقرأ الإمام بعد الفاتحة سورة "الغاشية"، ويجوز له أن يقرأ في الأولى سورة "ق"، وفي الثانية سورة "القمر"، كما يجوز له إحياءً للسُنّة التنويع بينها؛ فيقرأ مرّةً بهذه، ومرّةً أُخرى بتلك، وبعد الصلاة يقوم الإمام، ويخطب بالناس، فيبدأ بحَمد الله -تعالى-، وشُكره، والثناء عليه، ويبيّن أحكام الأُضحية.
الأضحية وأحكامها
تُعرَّف الأُضحية في اللغة بأنّها: ذَبح الأضاحي في وقت الضُّحى، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ فتُعرَّف بأنّها: ما يُذبَح من الإبل، أو البَقَر، أو الغنم، أو المعز، في يوم العيد؛ تقرُّباً إلى الله -تعالى-، ويبدأ وقت ذبح الأضحية بعد أداء صلاة عيد الأضحى، وحتى قبل غروب شمس ثاني يوم من أيام التشريق، وقد تعددت أقوال الفُقهاء في حُكم الأضحية على قولين، بيانهما فيما يأتي:
- قول جمهور الفقهاء
الأضحية سُنّة مُؤكَّدة؛ وهو قول جُمهور الفُقهاء من المالكيّة في المشهور عندهم، والشافعية، والحنابلة، وإحدى الروايتين عن أبي يوسف، وابن المنذر، والصنعاني، ومن المُعاصرين: ابن باز، واللجنة الدائمة، وأكثر أهل العلم؛ واستدلّوا بحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا دخل العشرُ وأراد أحدُكم أن يُضحيَ، فلا يمسَّ من شعرِه، ولا من بشَرِه شيئًا).
وذلك أنّ الواجب لا يُعلَّق بالإرادة، كما استدلّوا بفِعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ إنّ تضحيته عن أمّته وأهله تجزئ عن كلّ مَن لم يُضحِّ؛ متمكِّناً كان أم لم يكن، واستدلّوا أيضاً بفِعْل بعض الصحابة -رضوان الله عليهم-؛ كأبي بكر، وعُمر، وابن عبّاس، إذ كانوا لا يُضحّون خوفاً من أن يَستنَّ الناس بِهم.
- قول الحنفية
الأضحية واجبة على القادر؛ وهو قول الحنفية، وأحد الأقوال عند المالكية، وابن تيمية، والشوكانيّ، ومن المُعاصرين ابن عثيمين؛ واستدلّوا بقول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، ولهذا يَرَون أنّ الله -تعالى- أمرَ بالنَّحْر؛ وهي الأُضحية، والأمر يفيد الوجوب.
أحكام تتعلّق بالحجّ في أيّام العيد
أعمال الحاجّ يوم النَّحر
يؤدّي الحاجّ في يوم النَّحر مجموعة من الأعمال؛ إذ يُسَنّ أن يبدأ برَمْي جمرة العقبة وقت الضُّحى من يوم العيد، ثُمّ يذبح الهَدْي إن كان عليه هَدْي، ثُمّ يحلق أو يُقصّر من شعره والحَلق أفضل، ثُمّ يطوف ويسعى إن كان مُتمتِّعاً، أمّا القارن والمُفرد فلا يُكرّر سَعيه إن كان قد سعى بعد طوافه للقدوم، وإن قدَّمَ الحاجّ بعض هذه الأعمال على بعض فحجّه صحيح، ولا شيء عليه.
أعمال الحاجّ أيّام التشريق
يرجع الحاجّ في أيّام التشريق من مكّة إلى مِنى؛ ليبيت فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر، ويُعَدّ هذا المَبيت من واجبات الحجّ إلّا من استُثنِي من ذلك، ثُمّ يرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال ، فيرمي كُلّ جمرة بسبعِ حَصَيات، ويُكبّر مع كُلّ حصاة.
والحِكمة من رَمي الجِمار إقامة ذِكر الله -تعالى-؛ فيبدأ برَمْي الجمرة الأولى بسبع حَصيات، ثُمّ يرمي الجمرة الوُسطى، ويقف بعدهنّ ويرفع يدَيه ويدعو، ثُمّ يرمي جمرة العقبة، ولا يقف ولا يدعو عندها، ومَن عَجِز عن الرَّمي؛ لكِبَرٍ، أو مرضٍ، أو غيره، فيجوز له أن يُوكِّلَ غيرَه بالرَّمْي عنه.
وأفضل وقتٍ للرَّمي قبل الغروب، علماً أنّ بعض العُلماء أجازوا الرَّمْي ليلاً، أمّا مَن كان مُتعجِّلاً فإنّه يرمي في يومَين فقط، ويجب عليه أن يخرج من مِنى قبل مغيب الشمس، وإن تأخّر بسبب الزحام فلا بأس بخُروجه من مِنى بعد المغيب، وفي حال كان الحاجّ مُتمتِّعاً أو قارناً ولم يستطع ذَبح الهَدي، فعليه صيام ثلاثة أيّام في الحجّ، وسبعة إذا رجع إلى بلده، والأفضل أن يصوم الأيّام الثلاثة قبل يوم عرفة أو في أيّام التشريق.
آداب عيد الأضحى والحجّ
آداب عيد الأضحى
هناك العديد من الآداب التي يُسَنّ أداؤها في عيد الأضحى، ومنها ما يأتي:
- ارتداء الجميل من الثياب؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يلبسُ يومَ العيدِ بردةً حمراءَ).
- الخُروج إلى صلاة العيد، وإقامتها في المُصلّى خارج المسجد، ويُسَنّ للرجل إخراج نسائه وأطفاله معه؛ ليشهدوا الصلاة.
- تأخير الأكل إلى ما بَعد صلاة العيد؛ ليأكلَ المُضحّي من أُضحيته؛ فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لا يأكُل يوم الأضحى حتى يرجع من صلاة العيد.
- الخُروج إلى صلاة العيد من طريق، والرجوع إلى البيت من طريقٍ آخر، وقد ثبت ذلك من فعل النبيّ- عليه الصلاة والسلام-؛ إذ كان يُخالف في الطريق يوم العيد.
- ترديد تكبيرات العيد من غروب يوم عرفة، وفي الطريق إلى مصلى العيد، وقبل البدء بالصلاة.
آداب الحجّ
هناك العديد من الآداب التي ينبغي على الحاجّ المُحافظة عليها، ومن هذه الآداب ما يأتي:
- إخلاص الحجّ لله -تعالى-، فيقول الحاجّ: "اللهمّ هذه حجّة لا رِياء فيها ولا سُمعة".
- الابتعاد عن المعاصي؛ كشُرب الدخان، أو شِرائه، أو لَمس النساء والنَّظَر إليهنّ، أو إيذاء المُصلّين بتخطِّي رِقابهم، أو المرور من أمامهم.
- التلطُّف بِمَن يُحيطون به من الطائفين والحُجّاج.
- التمهُّل في الصلاة، مع اتِّخاذ سُترةٍ للصلاة إذا كان المُصلّي مُنفرداً، أمّا إن كان المُصلّي في جماعة فُسترة الإمام تكفيه.
- الحذر من التوجُّه إلى غير الله -تعالى- بالدعاء، كالتوجُّه إلى الأموات؛ لأنّ ذلك من الأعمال التي تُحبط الأجر.
- اختيار الصُّحبة الصالحة، وتحمُّل أذى الآخرين.