ما بعد ارجاع الاجنة
أبناؤنا زينة الحياة الدنيا , و كل أمٍ و أب يتمنوا أنْ يرزقهم الله سبحانه و تعالى بالذريّة الصالحة. منذ قرن تقريباً بدأت الأبحاث و الدراسات بمساعدة كلْ منْ لمْ يستطيع أنْ يُرزَق بأبناء بالطريقة الطبيعية، أو حدوث حمل بمشيئة الله دون تدخل الإنسان ، وعمليّة حصول الحمل بتدخل الإنسان تسمى أطفال الأنابيب، حيث كانت أول عملية أطفال أنابيب ناجحة سنة (1978 م) لسيدة بريطانية و تمت ولادة أول طفلة أنابيب في (28 تموز ) و أسمها تريزا براون.
و أطفال الأنابيب (IVF) يعني حدوث عملية إخصاب البويضة الناضجة خارج الرحم في أنبوب الإختبار.
إذ يتم اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب في حال وجود مشكلات تسببت بوجود صعوبة في تلقيح البويضة ، الذي يؤدي إلى إنعدام فرصة نجاح عملية الإخصاب، ومن هذه المشكلات وجود عقم عند السيدات ،الذي قد يكون نتيجة وجود إنسداد في قناة فالوب ، الذي يؤدي إلى عدم حدوث الإخصاب.
و من الأسباب التي تدفع السيدات إلى اللجوء لأطفال الأنابيب عمر السيدة، قد يكون العامل المسبب لعدم حدوث حمل وجود عقم عند الرجل ، إذ تكون المشكلة في الحيوانات المنوية ، سواء في حال كانت الحيوانات المنوية عددها قليل ، أو حركتها ضعيفة لا تقدر على إخصاب البويضة. و في حال وجود أمراض وراثيّة جينية، و هناك أسباب أخرى غير معروفة تعيق عملية الإخصاب داخل الرحم.
عندما يتخذ الوالدان القرار بإنجاب أطفال عن طريق أطفال الأنابيب ، يطلب طبيب النسائية من الوالدين في المرحلة الأولى القيام بفحوصات مخبرية، و منها فحص الأمراض الوراثيّة الجينية،من أجل تحديد الأسباب المؤدية لعدم حدوث حمل، و في حال أظهرت النتائج المخبرية وجود أمراض وراثية جينية ،فإن عملية أطفال الأنابيب تساعد في امكانية استبعاد الأجنة غير السليمة, ثم البدء بالمرحلة الثانية ، إذ يتم أخذ البويضات الناضجة من المبيض ، حيث تتم عملية تنشيط المبايض للحصول على أكثر من بويضة ناضجة لزيادة فرص نجاح الحمل، و بعد ذلك توضع البويضات الناضجة مع الحيوانات المنوية الجديدة في أنبوب الإختبار في بيئة مشابهة لبيئة رحم الأم ،لتتم عملية التلقيح، وتُترك لتتم عدة انقسامات لتتكون الأجنة ، و بعد ذلك تؤخذ هذه الأجنة وتزرع في رحم الأم ، و هو ما يُعرف بإرجاع الأجنة بإستخدام قسطرة خاصة بإرجاع الأجنة، و ما بعد إرجاع الأجنة تكون من أصعب المراحل على الوالدان و الطبيب و مراقبة نجاح العملية و حدوث الحمل.