أساليب وطرق التدريب
التدريب
يعرف التدريب على أنّه مرحلة إعداد وتزويد الأفراد بمختلف البيانات والمعلومات المرتبطة بموضوع ما، وتقوم هذه العملية على تبادل القواعد والأفكار بين المتدرب والمتدربين، بحيث يزيد خبراتهم ومهاراتهم المكتسبة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التدريب يعتبر من مراحل العملية التعليمية، لذلك فإنّ هناك العديد من الأساليب والطرق المعتمدة في هذا النوع من التعليم، وفي هذا المقال سنعرفكم على بعضها.
أساليب وطرق التدريب
تقسم أساليب التدريب إلى ثلاثة أساليب، كلّ أسلوب منها يقسم إلى عدة طرق، وفيما يأتي سنعرفكم على بعضها:
الإلقاء المباشر
المحاضرات
تعرف المحاضرة بأنّها لقاء رسمي يلقي فيها المدرب سلسلة من الحقائق، أو المبادئ، أو الوقائع، أو غيرها، بحيث يتم اللجوء إليها في حال أراد المدرب أن يعلم المتدربين بأساسيات ومصادر المادة، أو حينما يكون عدد المتدربين كبيراً، والوقت المتوفر قليلاً، أو في حال أراد المدرب تأكيد أمر ما، أو توضيحه، أو تلخيصه ومراجعته.
للمحاضرات مزايا عديدة تشجع المدربين على اعتمادها؛ وذلك لأنّها لا تحتاج إلى مكان معين ما دام بإمكان المتدربين سماع المدرب وفهمه، بالإضافة إلى أنّها تناسب مختلف المستويات، وبالإمكان اعتمادها مع طرق أخرى، إلا أنّها تزيد العبء والضغط على المدرب، بحيث يكون هو المسؤول عن إعداد المادة وشرحها، كما يكون دور المتدربين فيها سلبياً لاقتصارهم على السماع أكثر من المشاركة كونهم لا يتبادلون أفكارهم مع المدرب لاعتباره المصدر الوحيد للمعلومات.
الندوات
تعرف الندوات بأنّها حوار بين خبير وعدد من المتدربين، وهي تدوم لمدة نصف ساعة وأحياناً تمتد للساعة، حيث يتم طرح عدد من الأسئلة المحيطة بمختلف جوانب الموضوع، وتتميز هذه الطريقة بأنّها تتيح المجال للمتدربين بطرح أسئلتهم حول المادة، مما يضمن لهم تغطية جميع جوانبها، كما أنّ التحضير لهذه الندوات لا يحتاج وقتاً طويلاً مقارنة بالوقت اللازم للتحضير للمحاضرات، إضافة إلى اتسام هذه الطريقة بالمرونة، بحيث يمكن التوسع في المادة، وإعطاء أمثلة، إلا أنّ عملية طرح المعلومات قد لا تكون منظمة مما يؤدي إلى حدوث لبس عند البعض، وفي أغلب الأحيان تكون الأسئلة المطروحة سطحية أو مختصة بجانب معين دون غيره من الجوانب.
المؤتمرات
تعرف المؤتمرات بأنّها أسلوب مناقشة جماعي يهدف للوصول إلى أغراض معينة، بحيث تضمن وجود تفاعل بين المدرب والمتدربين، ولا بد من الإشارة إلى أنّ مثل هذه الطريقة تستخدم في حال كان هناك حاجة لابتداع حلول للمشاكل، أو لدعم القراءات والمحاضرات، أو إتاحة المجال للمتدربين لإجراء نظرية أو لتطبيقها.
يتميز هذا النوع من طرق التدريب بعدة مميزات، منها: إتاحة المجال للمتدربين للتعبير عن آرائهم، كما أنّها تتيح المجال لفتح جلسة مناقشة بين المتدربين والمدرب، مما يزيد فعالية المتدربين ودورهم الإيجابي بحيث لا يقف دورهم عند حد الاستماع إنّما يتجاوزه إلى مشاركة خبراتهم المختلفة وتبادل المعارف فيما بينهم، مما يزيد اقتناعهم بمحتوى الموضوع، وبالتالي يزيد التزامهم بالحلول، إلا أنّ هذه المؤتمرات في أغلب الأحيان لا توفر مدرباً متميزاً وقادراً على إدارة وتحريك النقاش، كما أنّها تحتاج إلى وقت للتحضير المسبق بالرغم من قلة عدد المتدربين، كما تتطلب متدربين من المستوى نفسه والثقافة.
الحوار والمناقشات
دراسة الحالات
تقوم دراسة الحالات على إتاحة المجال للمتدربين بالمشاركة في التدريب، ويكون ذلك بطرح فكرة أو حالة واقعية، ثم يطلب منهم إيجاد حل لها وتحليلها، وذكر عيوبها، وسلبياتها، وتوصياتهم حولها، وتقديم مقترحات لها، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حال كان هناك حاجة لاستنتاج المبادئ التي تقوم عليها الإدارة، أو من أجل تنمية وتطوير المهارات.
تتميز هذه الطريقة بوجود مشاركة فاعلة من المتدربين، وقائمة على التنظيم والتركيز، وإثبات وجودهم وقدرتهم على إدراك المشكلة، كما أن الحالات المطروحة في هكذا طريقة تكون واقعيةً، مما يزيد من المتعة بين المتدربين، إلا أنها تتطلب وقتاً طويلاً مما يؤثر على تركيزهم، كما ويتوجب أن يكون عدد المتدربين قليلاً، أما بالنسبة للحلول فإنها في كثير من الأحيان تكون مثاليةً، وغير موضوعية.
العصف الذهني
يُعرف أيضاً بـِ (تهييج الأفكار)، وهي طريقة يتم فيها طرح سؤال معين على عدد قليل من المتدربين، بحيث يكون حول كيفية التعامل مع مشكلة أو موقفٍ معين، مما يتطلب توليد وإبتكار عدد كبير من الحلول المتعلقة بالمشكلة، مع الحرص على وجود تناسق بين أفكار المتدربين، بحيث يتم كتابة الأفكار على لوح لضمان عدم ضياعها، وتستخدم هذه الطريقة في حال كان هناك حاجة ملحة لابتكار حلول للموقف.
تتميز هذه الطريقة بأنها تولد نسبة من الأفكار المجدية والنافعة للموقف، كما أنّها تزيد الشعور بالمتعة بين المتدربين، إلا أنّها تتطلب ظروفاً مناسبة لإتاحة المجال للمتدربين لتهييج أفكارهم، مما يزيد العبء على المدرب، خاصة إذا كانت مستويات المتدربين متدنية أو متفاوتة.
الدراسة
الواجبات الدراسية
تقوم هذه الطريقة على تكليف الطلاب بمطالعة دوريات أو كتب، أو بإنشاء مشاريع وأبحاث، أو تحديد نوع معين من المشكلات للتدرب على المهارات المطروحة، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حال أراد المتدرب أن يطلع المتدربين على فكرة الموضوع قبل شرحه، وأن يمهد للمناقشة، بحيث يراعي الفروق الفردية، والخلفيات الثقافية والمعرفية لدى متدربيه.
تتميز هذه الطريقة بإتاحتها المجال للمتدربين للاطلاع على المادة ومراجعتها، مما يساعدهم على تنمية قدراتهم ومهاراتهم في حل المشاكل، كما تغطي كماً هائلاً من المادة في وقت قليل، مما يتيح المجال للمتدربين لتأكيد قدرتهم على إتقان المادة، إلا أنّ هذه الطريقة تتطلب الواقعية، كما أنّ المدرب يواجه صعوبة في متابعة وتقييم زلات المتدربين وأخطائهم.
المراجع والكتب
تعتبر هذه الطريقة تقليدية بعض الشيء حيث تتطلب العودة إلى المراجع، والكتب، والدوريات الحديثة، إضافة إلى أنّها تتطلب اعتياد المتدربين على التعامل مع مختلف نوعيات المراجع التي تعد من مصادر المعرفة والعلم، وبالرغم من أهمية هذه الطريقة إلا أنّ المعظم لا يحبذ الإطلاع القراءة نتيجة الشعور بالملل مما ينفر من هكذا طريقة.
التقنيات السمعية والبصرية
تعد هذه الطريقة من الطرق المنتشرة في المعاهد في مختلف أنحاء العالم، وتقوم على تجميع المادة في شرائح، أو على شكل فيديو، ثم عرضها على المتدربين، إلا أنّها تتطلب إعداداً وتحضيراً مميزاً لجذب الانتباه والتشويق، وكسر الروتين وإبعاد الشعور بالملل.
ملاحظة: ينصح باتباع أكثر من طريقة أثناء التدريب أو عرض المادة، حيث إنّها ترفع نسبة نجاح الموضوع أو الفكرة، مثل استخدام طريقة الواجبات الدراسية، ثمّ عرض المحاضرة، والاستعانة بالتقنيات البصرية، أو باتباع غيرها من الأساليب والطرق.