ما الفرق بين الكفر والشرك
الفرق بين الكفر والشرك
يمكن لقارئ ومتدبّر سور وآيات القرآن الكريم وغيرها من نصوص الأحاديث النبويّة الشريفة أن يلاحظ ورود مصطلحات عدة تصف الناس ومنها الكافر والمشرك، حيث يقترن هذان المصطلحان مع بعضهما البعض في العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبويّة، مع التفرقة في وصف كل من هذين المصطلحين، وقد حدّد علماء المسلمين عدداً من النقاط التي توضّح الفرق بين الكافر والمشرك، والتي يمكن حصرها فيما يلي:
الكفر
يُعرّف أهل العلم الكفر على أنّه الجحود والإنكار، ويطلق لقب كافر على كل من جحد وجود الله عز وجل وأنكر ذلك، أو أنكر أيّاً من أسماء الله تعالى أو الصفات الخاصة به أو أفعاله، أو أيّاً مما أنزله على رسله من كتب وعبادات أو أيّ ركن من أركان الإسلام أو الإيمان، كأن ينكر وجود الملائكة أو يوم الساعة أو الجنة والنار، أو أن ينكر أيّاً من الفروض كالصلاة أو الصيام أو الحج، أو وجوب بر الأهل وصلة الرحم، أو أن الإنكار بتحريم الزنا أو الخمر أو القمار، وغيرها الكثير، والكفر عدة أصناف حيث قد يظهر على شكل تكذيب أو إنكار، كما يمكن أن يظهر على شكل نفاق أو شك.
الشرك
يُعرّف أهل العلم الشرك بكونه المساواة بين الله تعالى خالق كل شيء وأحد مخلوقاته في أوهيته أو أي من صفاته التي لا تكون إلا له عز وجل، ويطلق لقب مشرك على كل من جمع أو أشرك بين الله تعالى وأحد مخلوقاته في صفة من صفاته، أو وجّه أيّاً من العبادات الخاصة بالله تعالى لمخلوق من مخلوقات الله، وقد استخدم هذا المصطلح في عصر الرسول للإشارة إلى مشركين قريش وأهل الكتاب، حيث كانوا يستغيثون ويسجدون للأصنام والشمس والنجوم من غير الله تعالى، كما كانوا يذبحون الأضاحي لها لنيل رضاها وطلب عفوها وغفرانها.
الجمع بين صفة الكفر والشرك
تجمع بعض الجماعات والطوائف بين الشرك بالله تعالى والكفر به في الوقت نفسه، فأي مشرك كافر وليس أي كافر مشرك، حيث إن الكفر أكثر عموماً من الإشراك، كما لا توجد أي فروق في الأحكام والآثار الواقعة على أي منهما، وذلك من ناحية التبرؤ والهجر والولاية والزواج وغيرها.