قصص عن فضل الصلاة في وقتها
قصص عن فضل الصلاة في وقتها
إنّ الصلاة على وقتها من أفضل القربات وأعظم العبادات، ومن الوسائل المُعينة على الالتزام بالصلاة على وقتها مطالعة السيَر وقراءة القصص التي تُبيّن أثر المحافظة على الصلاة في وقتها والعاقبة الحسنة لذلك، وشحذ الهمم من خلال الاعتبار بقصص المحافظين على صلاتهم وفيما يأتي قصص عدّة تشهد بفضل الصلاة في وقتها وتدلّ عليه.
قصة صلاة العصر يوم الخندق
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام شديدي الحرص على أداء الصلاة في وقتها حتّى أثناء الحروب والغزوات، ولمّا كان يوم الخندق -غزوة الأحزاب- حاصر المشركون المدينة، وفات المسلمين تأدية صلاة العصر على وقتها.
عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (قالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ الأحْزَابِ: شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ، مَلأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، ثُمَّ صَلَّاهَا بيْنَ العِشَاءَيْنِ، بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ).
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (حَبَسَ المُشْرِكُونَ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن صَلَاةِ العَصْرِ، حتَّى احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ اصْفَرَّتْ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ، مَلأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا، أَوْ قالَ: حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا).
ودعاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على المشركين يدلّ على شدّة تأثره بانتهاء وقت الصلاة وعدم تمكّنه من تأديته في وقتها مع وجود سبب لهذا التأخير؛ وهو الحرب والحصار الذي كان مفروضًا، ويدلّ على خطورة تضييع الصلوات والتهاون في تأديتها وعدم الالتزام بها في وقتها المقدّر لها شرعًا.
قصة عامر بن عبد الله بن الزبير
ورد في كتاب "صفة الصفوة" لابن الجوزي عن مصعب بن عبد الله بن الزبير، أنّ أخيه عامرًا -رحمه الله- وهو أحد التابعين كان يحتضر ويُعالج سكرات الموت، فسمع صوت الأذان، وكان منزله قريبًا من المسجد.
وطلب من الحاضرين أن يأخذوه إلى المسجد ليُصلّي صلاته على وقتها في جماعة، فقيل له: إنّك مريض، فقال: "اسمع داعي الله فلا أجيبه"، فأخذوه ودخل وصلّى الركعة الأولى من صلاة المغرب مع الإمام ثمّ مات، وختم الله -تعالى- حياته وهو في صلاة.
قصة الربيع بن خثيم
ذكر أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "حلية الأولياء" أنّ الربيع بن خثيم -رحمه الله- كان بعدما سقط شقّه حيث أُصيب بمرض الفالج وهو نوع من أنواع الشلل النصفي، كان يذهب إلى المسجد وهو يمشي بين رجلين يحملانه ويُعينانه حتّى يصل إلى المسجد.
كي يُصلّي صلاته في وقتها وفي جماعة، وكان أصحاب عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يقولون له: "يا أبا يزيد لقد رخّص الله لك لو صليت في بيتك"، فيقول لهم: "إنّه كما تقولون ولكنّي سمعته ينادي حي على الفلاح فمن سمعه منكم ينادي حي على الفلاح فليجبه ولو زحفًا ولو حبوًا".
قصة حبيبة والصلاة
كانت حبيبة زوجةً محبّةً لزوجها ملتزمةً بشرع ربّها محافظةً على صلاتها في وقتها، وقد اتّصل بها زوجها يومًا وطلب إليها أن تطهو له الغداء لشدّة جوعه، فشرعت بإعداد الطعام، وعندما سمعت صوت الأذان تركت ما في يديها من العمل وذهبت لتُلّبي نداء ربّها -جلّ وعزّ-.
مستحضرةً قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: (سَأَلْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا..)، وعندما عاد زوجه من العمل دخل المطبخ فلم يجد الطعام جاهزًا، وراح يبحث عن زوجته في أنحاء الدار، فوجدها ساجدة ولمّا أطالت السجود اقترب منها ليجد أنّها قد فارقت الحياة وهي ساجدة، ولعلّ هذه الخاتمة كانت نتيجةً لشدّة حرصها على صلاتها في وقتها.
نصائح للمحافظة على الصلاة في وقتها
قال -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)، وقد ورد في تفسير معنى السهو في هذه الآية بأنّه تأخير الصلاة وعدم أدائها في وقتها، ولهذا فينبغي للمسلم على أداء الصلاة في وقتها، وفيما يأتي بعض النصائح التي يمكن أن تحض على الالتزام بالصلاة في وقتها:
- استحضار خطورة تأخير الصلاة وعقوبة ذلك الفعل، ومعاقبة النفس ومحاسبتها على هذا التقصير لردعها وتقويمها.
- الإكثار من القراءة في السيرة النبوية وسير الصالحين، وخصوصًا فيما يتعلّق بأمر الصلاة والمحافظة عليها.
- معرفة الأجر العظيم، والفضيلة الكبيرة لأداء الصلاة في وقتها.
- كثرة الدعاء، والالتجاء إلى الله، والتضرّع طلبًا للعون ولاستقامة والثبات.