لقب السيدة خديجة وكنيتها
السيدة خديجة -رضي الله عنها-
هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد عبد العزى بن قصي القرشية، ولدت في مكة قبل عام الفيل بخمس عشرة سنةً، وكانت امرأةً حازمةً قويةً شريفةً في قومها، فهي من أفضل الناس نسباً، وأعظمهم مكاناً، وكانت ذات مالٍ كثيرٍ وتجارةٍ رابحةٍ، وقد تنافس أفضل الرجال للزواج منها، ثم أراد الله -تعالى- لها الكرامة والخير العظيم فزوجها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكانت لها المنزلة العظيمة في الإسلام، فهي أول المؤمنين بعد الرسول على الإطلاق، وهي من أفضل نساء العالمين، قال -صلى الله عليه وسلم-: "خَيرُ نِساءِ العالَمينَ أربَعٌ: مَريمُ بنتُ عِمرانَ، وخَديجةُ بِنتُ خُويْلِدٍ، وفاطِمةُ بِنتُ مُحمدٍ، وآسِيةُ امْرأةُ فِرعَونَ".
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب خديجة حباً جماً، وقد أنجبت له ستة أولادٍ ، اثنان من الذكور وهما: القاسم وعبد الله، وأربعٌ من الإناث وهن: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ولم تنجب زوجةٌ أخرى للرسول -صلى الله عليه وسلم- عدا مارية القبطية التي أنجبت له إبراهيم،
وقد مرضت السيدة خديجة في العام العاشر من البعثة النبوية مرضاً شديداً توفيت على إثره، فحزن النبي -عليه الصلاة والسلام- وبناته حزناً شديداً وبكوا على فراق خير الأمهات، وكان ذلك قبل ثلاث سنوات من الهجرة، وقد ناهزت الخامسة والستين من عمرها -رضي الله عنها-.
لقب السيدة خديجة وكنيتها
كانت -رضي الله عنها- قبل الإسلام وبعده ذات مكانةٍ ورفعةٍ في قريش ، وعُرفت بلقبين، هما: الطاهرة وسيدة قريش، وبعد أن أصبحت زوجةً للرسول -صلى الله عليه وسلم- حازت لقب أم المؤمنين، أما كنيتها فقد كانت تعرف بأم هند، حيث كانت متزوجةً قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان لها أولاد،وبعد زواجها بالرسول وإنجابها له أصبحت تكنّى بأمّ القاسم.
فضل السيدة خديجة -رضي الله عنها-
للسيدة خديجة -رضي الله عنها- فضلٌ عظيمٌ في الإسلام، ومناقب جليلةٌ ومواقف مشرفةٌ مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومنها:
- أنّها كانت تصعد جبال مكّة الشاهقة إلى غار حراء ؛ لتضع لزوجها الطعام والشراب ثم تتركه هانئاً في خلوته، وقد بشّرها الله بالجنّة، فجاء في الحديث: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ).
- عوضت النبي -عليه الصلاة والسلام- عن سنين اليتم والحرمان التي عاشها طفلاً، فكانت معه الإنسانة الرقيقة التي ما سمع لها صوتاً مرتفعاً طيلة ربع قرن من الحياة الزوجية معها.
- هي من هدّأت من روعه -عليه الصلاة والسلام- بعد نزول الوحي لأوّل مرَّةٍ إليه، ووجد في قلبها معاني الحنان والطمأنينة والحبّ، وقالت له: (أبْشِرْ فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا).
- كانت كالحصن المنيع التي حمت الإسلام في بداياته، وهي أول من أسلم من البشر، وآمنت بقضية زوجها عندما كان الجميع يكذبونه ويستهزؤون به.
- دخلت معه -عليه الصلاة والسلام- إلى شعب أبي طالب، حين حاصرهم أهل مكة، لتبقى -رضي الله عنها- بجانب زوجها وتسانده رغم الجوع والمشقة والتعب.
- وجاهدت -رضي الله عنها- بمالها في سبيل الله، وفي نصرة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.