حكم القنوت في الوتر في رمضان
حكم القنوت في الوتر في رمضان
تعددت آراء أهل العلم في حكم القنوت في صلاة الوتر في شهر رمضان فمنهم من قال أنه يستحب القنوت في وتر رمضان مثل المذهب الحنفي والشافعية في وجه، وهو قول كذلك عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهم-، وقد ذهب البعض من أهل العلم إلى أنه مستحب في نصف شهر رمضان الثاني.
ومن الأقوال قول مالك في رواية أنه لا يشرع إلا في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ، وهناك قول للحسن ومعمّر وقتادة إنه لا يشرع إلا في صلاة الوتر في النصف الأول من شهر رمضان، والقول الأخير إنه لا يشرع القنوت في وتر شهر رمضان وهو رواية عن مالك -رحمه الله- وقال به عبد الله بن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- في رواية عنهما.
حكم القنوت في الوتر في غير رمضان
وكذلك فقد تعددت آراء العلماء في حكم القنوت في الوتر في غير شهر رمضان المبارك، فمنهم من قال إنه يشرع في كافة أيام السنة، ومن الذين قالوا بهذا القول كل من الحنابلة والحنفية الشافعية، وأما القول الثاني فهو الذي قال به مالك بأنه لا يشرع القنوت في صلاة الوتر في غير شهر رمضان المبارك.
تعريف القنوت في الوتر
معنى القنوت في اللغةًُ هي الطاعة ودوامها والتزامها، والقنوت هو مصدر الفعل الماضي قنت ونقول يقنت في الوقت الحاضر، وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في عدة مواضع، مثل قوله -تعالى- في سورة النحل: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، وقوله -عز وجل-: (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ)، وقانت هو اسم الفاعل منه.
وقد قال - صلى الله عليه وسلم- في تعريف معنى القنوت في القرآن الكريم في الحديث الذي رواه أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -: (كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة)، ويطلق القنوت على عدة أمور منها الصلاة لقوله -تعالى-: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)، وكذلك من معانيها القيام والدعاء.
وأما الوتر فمعناه في اللغة العدد الفردي سواء كان واحداً أو كان أكثر أي إذا لم يكن العدد مزدوجاً، وهو مصدر الفعل الماضي أوتر وحاضره يوتر
وفي القرآن الكريم قوله -تعالى- في سورة الفجر: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)، والجمع من أوتار.
واصطلاحاً يعرف الوتر بأنها صلاة التطوع التي يصليها المسلم فرداً في الليل وهي آخر صلاة يصليها في الليل وتكون عدد ركعاتها فردية كان تكون ركعة او ثلاث ركعات أو خمس أو سبعة وهكذا.