لبيد بن ربيعة (شاعر من شعراء المعلقات)
الشاعر لبيد بن ربيعة ونشأته
هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية، يرجع نسبه إلى قبيلة مُضَر، قُتل والده وهو في التاسعة من عمره، وعاش في كنف أعمامه عيشة رخاء وسعة فترة من الزمان، وعندما أصبح شاباً تقرّب لبيد من الملوك بسبب إعجابه بحياتهم ورغبة منه في نيل العطاء ، لذلك قصد النعمان بن المنذر وقد نقلت عن مجلسه معه قصصاً كثيرة في كتب الأدب.
وقد اُختلف في تاريخ وفاته وهناك من قال بأنّه توفي في آخر خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه، كما يُقال بأنّه هجر الشعر آخر عمره وقرأ القرآن الكريم ، وقد قال: "أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران".
شعر لبيد بن ربيعة ومعلقته
ضم ديوان الشاعر لبيد بن ربيعة 61 قصيدة ومقطوعة، بالإضافة إلى أشعار نُسِبت إليه، وقد كانت قصائده في موضوعات مختلفة كالفخر، والرثاء ، والحكمة، والوصف، والحماسة، والقليل من الهجاء والغزل، كما تكوّنت معلقته من 88 بيتاً جاءت على البحر الكامل، وقد جوّدها واعتنى بها حتى استحقت ما استحقته من مكانة، وقد قُسّمت كالآتي:
- من البيت الأول إلى الحادي عشر وصف الديار والوقوف على الأطلال.
- من البيت الثاني عشر إلى التاسع عشر وصف الرحلة.
- من البيت العشرين إلى الحادي والعشرين شعر حكمة.
- من البيت الثاني والعشرين إلى الثاني والخمسين وصف الناقة.
- البيت الثالث والخمسون ربط بين ما سبق وما سيأتي.
- من البيت الرابع والخمسين إلى الحادي والستين تحدث الشاعر عن نفسه وعبثه وأهوائه.
- من البيت الثاني والستين حتى نهاية المعلقة فخر بنفسه وبقومه.
من معلقة لبيد بن ربيعة
وفيما يأتي بعض الأبيات المقتبسة من معلقة لبيد بن ربيعة:
عَفَت الديار محلّها فمقامها... بمنىً تأبّد غولها فرجامها
فمدافع الرّيان عرّي رسمها... خَلقاً كما ضمن الوُحيّ سلامها
دمنٌ تجرّم بعد عهد أنيسها... حججٌ خلون حلالها وحرامها
رزقت مرابيع النجوم وصابها... ودق الرواعد جودها فرهامها
من كل سارية وغاد مُدجن... وعشية متجاوب إرزامها
فعلا فروع الأيهقان وأطفلت... بالجهلتين ظبائها ونعامها
والعين ساكنة على أطلائها... عوذا تأجل بالفضاء بهامها
وجلا السيول عن الطلول كأنَّها... زُبر تُجد متونها أقلامها
أو رجع واشمة أُسف نؤورها... كففاً تعرض فوقهن وشامها
فوقفت أسألها وكيف سؤالنا... صماً خوالد ما يُبين كلامها
عريت وكان بها الجميع فأبكروا... منها وغودر نؤيها وثمامها
شاقتك ظُغن الحي حين تحملوا... فتكنسوا قطناً تصر خيامها
من كل محفوف يظل عصيه... زوج عليه كلة وقرامها
زجلًا كأن نعاج توضح فوقها... وظباء وجرة عُطفاً آرامها
حفزت وزايلها السراب كأنَّها... أجزاع بيشة أثلها ورضامها
بل ما تذكر من نوار وقد نأت... وتقطعت أسبابها ورمامها
مرية حلت بفيد وجاورت... أهل الحجاز فأين منك مرامها