أطعمة للنزلة المعوية
أطعمة للنزلة المعوية
تُعرَف النزلة المعوية (بالإنجليزيّة: Gastroenteritis) على أنَّها التهاب أو تهيج في الأمعاء ، كما تُعرف باسم إنفلونزا المعدة (بالإنجليزية: Stomach flu) أيضاً، وتؤدي هذه الحالة إلى الشعور بآلام في المعدة، وقد تشمل أيضاً الأمعاء الدقيقة والقولون.
ومن الجدير بالذكر أنّ الأنظمة الغذائية القديمة الخاصة بالنزلة المعوية كانت تتضمّن الامتناع عن الطعام لمدة 24 ساعة، واتباع الحمية منخفضة الألياف (بالإنجليزية: BRAT diet)، والتي تحتوي على الموز ، والأرز، وصوص التفاح، والخبز، إلا أنّ الخبراء في الوقت الحالي لا ينصحون باتباع هذه الأساليب، حيث يجب على معظم الأشخاص من مختلف الفئات العمرية اتباع نظامٍ غذائي عادي مع بعض التعديلات المفيدة لتخفيف حالات النزلة المعوية. ويجب التنويه إلى ضرورة إراحة المعدة والأمعاء، عن طريق شرب السوائل الصافية فقط في البداية، ومن ثم تناول الأطعمة اللينة سهلة الهضم بعد فترة من الزمن، ومن الأطعمة التي تُفيد في حل مشكلة النزلة المعوية:
البروبيوتك
قد تساعد بعض أنواع البروبيوتك الموجودة في بعض الأطعمة التي تحتوي على البكتيريا النافعة كاللبن، أو البروبيوتك التي تكون على شكل مكملات، على التقليل من مدّة الإصابة بالإسهال.
ولقراءة المزيد من المعلومات حول البكتيريا النافعة يمكنك قراءة مقال أين توجد البكتيريا النافعة في الطعام .
الدواجن واللحوم قليلة الدسم
يستطيع الأشخاص المصابون بالنزلة المعوية تحمّل الدواجن واللحوم قليلة الدّهون بشكلٍ أفضل من الخيارات العالية بالدّهون، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب قلي اللحوم، واختيار التحميص أو الشيّ بدلاً من ذلك؛ للحفاظ على انخفاض نسبة الدهون، وبالتالي التقليل من زيادة سوء اضطراب المعدة ، ومن الأمثلة على خيارات اللحوم قليلة الدّهون:
- قطع اللحم البيضاء منزوعة الجلد من الدجاج أو الديك الرومي.
- اللحم المفروم الخالي من الدّهون من الدجاج، أو الديك الرومي، أو اللحم البقري.
- لحم اللنشون قليل الدسم من الدجاج أو الديك الرومي.
- قطع اللحم البقرية الخالية من الدهون، مثل شريحة لحم الخاصرة.
البطاطا
تُعدّ البطاطا من الخيارات الجيدة للأشخاص المصابين بالنزلة المعوية، إذ تحتوي على نسبةٍ منخفضةٍ من الدّهون، كما أنّها تحتوي على النشويات سهلة الهضم، بالإضافة إلى البوتاسيوم الذي يُعدّ أحد المواد المهمّة التي يفقدها الجسم أثناء القيء والإسهال، حيث تحتوي الحبة متوسطة الحجم من البطاطا والتي تعادل 167 غراماً على حوالي 12% من الكمية اليومية الموصى بتناولها من البوتاسيوم، ومن الضروري الانتباه إلى تجنب إضافة المكونات عالية الدّهون إلى البطاطا، مثل: الزبدة، والجبنة، والكريمة الحامضة، وتتبيلها بالقليل من الملح عوضاً عن ذلك؛ لتفادي زيادة سوء الإسهال، وتعويض الصوديوم المفقود أثناء الإصابة بالنزلة المعوية.
البيض
يُعدّ البيض من الخيارات الجيدة لتغذية مرضى النزلة المعوية، إذ إنّه يُعدّ من المصادر الجيدة للبروتين، إذ تحتوي البيضة الكبيرة على 6 غراماتٍ من البروتين، بالإضافة إلى العناصر الغذائية الأخرى، مثل: فيتامينات ب ، والسيلينيوم الضروري لجهاز المناعة، إلا أنّه يجب تجنب قلي البيض بكمياتٍ كبيرةٍ من الزيت أو الزبدة، لأنّ الكميات الكبيرة من الدهون قد تؤدي إلى تفاقم الإسهال، بل يجدر تحضيره بكمياتٍ قليلةٍ من الدهون المضافة، والتقليل أيضاً من إضافة منتجات الألبان، والتوابل إليه.
الكركم
قد يُساهم الكركم في التخفيف من أعراض النزلة المعوية، حيث أشارت دراسةٌ مخبريّةٌ نشرتها JOURNAL OF GENERAL VIROLOGY عام 2020، إلى أنّ الكركم يحتوي على مادة الكركومين (بالإنجليزية: Curcumin)، التي تمتلك نشاطاً مضاداً للفيروسات، ومثبطاً لفيروس التهاب المعدة والأمعاء الساري، ممّا يُشير إلى إمكانية استخدامه للسيطرة على عدوى هذا الفيروس، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه الدراسة مخبريّة، ولا يُعرف تأثير الكركم في النزلة المعويّة عند البشر، ولذلك فما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات للتأكد من ذلك.
لقراءة المزيد من المعلومات حول الكركم يمكنك قراءة مقال فوائد وأضرار الكركم .
أطعمة أخرى
من الأطعمة الأخرى التي قد تُساهم في حالات الإصابة بالنزلات المعوية للأطفال والبالغين: الأرز البني، والحبوب الكاملة، والخضروات، ومن ناحية أخرى يُعدّ حليب الثدي أو حليب الأطفال الصناعيّ هو الأنسب للتعامل مع النزلة المعوية عند الأطفال الرضع.
مشروبات للنزلة المعوية
من المشروبات المفيدة التي تُساهم في التخفيف من أعراض النزلة المعوية:
- السوائل الصافية: قد تؤدي أعراض النزلة المعوية كالقيء والإسهال إلى فقدان الكثير من السوائل، والإصابة بالجفاف ، في حال لم يتمّ تعويض السوائل المفقودة، لذا يُنصح بشرب السوائل الصافية التي تحتوي على الماء والكربوهيدرات بشكلٍ أساسي؛ ممّا يجعلها سهلة الهضم، كما يجب التنويه إلى أنّ عصائر الفواكه والمشروبات الرياضية تحتوي على نسبة عالية من السكر، لذا يُنصح بعدم الإكثار منها، واستشارة المختص قبل إعطائها للرضع والأطفال؛ لأنها قد تزيد من سوء الإسهال، كما يُنصح بشرب السوائل بكمياتٍ صغيرةٍ متكررةٍ على مدار ساعتين، بدلاً من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة؛ وذلك لتفادي تفاقم حالة الغثيان والقيء، ومن السوائل التي يُنصح بشربها عند الإصابة بالنزلة المعوية:
- الماء.
- المرق.
- الشاي منزوع الكافيين .
- عصائر الفاكهة الصافية كعصير التفاح، والتوت البري، والعنب.
- المشروبات الرياضية.
- ماء جوز الهند.
- المحاليل الفموية المستخدمة لمعالجة الجفاف (بالإنجليزية: Oral rehydration solutions) مثل محلول البيديالايت ( بالإنجليزية: Pedialyte).
- الحساء المكون من المرق: يحتوي الحساء المكوّن من المرق على نسبةٍ عاليةٍ من الماء، الذي يساعد على ترطيب الجسم خلال فترة الإصابة بالنزلة المعوية، بالإضافة إلى احتوائه على نسبٍ عاليةٍ من الصوديوم الذي يخسره الجسم بسرعة بسبب القيء والإسهال المتكرر.
أطعمة يُنصح بتجنبها عند الإصابة بالنزلة المعوية
من الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بالنزلة المعوية:
- الألياف: تحتوي الخضروات والفواكه على الألياف ، التي تُعدّ مفيدة في الغالب، ولكنها قد تؤدي إلى تفاقم الإسهال، خاصةً لدى الأشخاص الذين لا يتناولون الألياف بانتظام، لذا يُنصح بالالتزام بتناول الأطعمة الموجودة في الحمية منخفضة الألياف (بالإنجليزية: BRAT diet).
- الأطعمة الحمضيّة: تحتوي ثمار الحمضيات وعصائرها كالبرتقال، والجريب فروت، وغيرها من الأطعمة الحمضية كالأناناس ومنتجات البندورة على الكثير من الأحماض التي قد تهيج المعدة وتزيد من اضطرابها، وتُسبّب ارتجاع أحماضها.
- الغلوتين: يُعدّ الغلوتين أحد البروتينات الموجودة في القمح والحبوب الأخرى كالشعير، والجاودار، والشوفان، وقد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية اتجاه هذا البروتين، ممّا قد يُسبب الإسهال، وآلام المعدة، والانتفاخ، لذا يُنصح الأشخاص المصابون بحساسية الغلوتين بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي عليه؛ للتخفيف من هذه الأعراض.
- الأطعمة المصنعة: تحتوي العديد من الأطعمة المعبأة والمصنعة على نسبٍ عاليةٍ من الدهون، والسكر، والمواد الحافظة ، والملوّنات الصناعية، التي قد تؤدي إلى تفاقم اضطراب المعدة أو الإسهال، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية اتجاه هذه المكونات.
- الحليب ومشتقاته: يعاني بعض الأشخاص الذين يتعافون من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي من مشاكل في هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته لمدّة شهر أو أكثر، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة: الحليب، ومنتجاته كالجبنة، واللبن، والآيس كريم، وكريمة الطبخ.
- أطعمة أخرى: يُفضل تجنب الأطعمة الآتية حتى الشعور بالتحسّن:
- الأطعمة الحارة والمقلية.
- مادة الكافيين.
- الخضار والفاكهة الطازجة أو المجففة، باستثناء الموز وصوص التفاح.
- المكسرات، والبذور، وجوز الهند ، والفشار.
نصائح عامة للوقاية من النزلة المعوية
نذكر فيما يأتي بعض النصائح العامة للتقليل من خطر الإصابة بالنزلة المعوية:
- غسل اليدين جيداً: يساعد غسل اليدين باستمرار على وقف انتشار الفيروسات، فقد تنتقل الفيروسات الموجودة على اليدين بسهولة إلى الأسطح، والطعام، والأشخاص الملامسين للمريض، لذا من الضروري غسل اليدين جيداً بعد الذهاب إلى الحمام، وتغيير الحفاضات، ولمس أسطح الحمام، وقبل لمس الطعام، حيث تتواجد هذه الفيروسات في براز الشخص المصاب.
- الحذر عند التعامل مع الطعام: قد تنتقل عدوى النزلة المعوية من الطعام، أو الماء الملوث، أو من الأشخاص الآخرين، وللحفاظ على الطعام من التلوث يُنصح باتخاذ الإجراءات الآتية:
- تعقيم أسطح المطبخ بالمطهرات، خاصةً بعد تحضير اللحوم النيئة أو البيض.
- حفظ اللحوم النيئة والبيض بعيداً عن الأطعمة الجاهزة للأكل.
- تجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً كاللحوم، والبيض، والمحار.
- غسل الفاكهة والخضروات جيداً قبل تناولها.
- نصائح أُخرى: قد يساهم اتباع بعض النصائح على التقليل من خطر الإصابة بالنزلة المعويّة، ونذكر من هذه النصائح ما يأتي:
- استخدام المناشف الورقية التي تُستخدم مرة واحدة، بدلاً من المناشف القماشيّة، فقد تعيش البكتيريا على الأشياء بعض الوقت.
- عدم استخدام نفس الأدوات للأطعمة النيئة والمطبوخة كالملاقط، والسكاكين، وألواح التقطيع، أو غسلها جيداً قبل استخدامها.
- الحفاظ على برودة الطعام البارد تحت 5 درجاتٍ مئويةٍ، والطعام الساخن فوق 60 درجةٍ مئويةٍ؛ لتثبيط نمو البكتيريا.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية، وأواني الأكل، وأكواب الشرب، والصحون.
- تجنب تناول اللحوم، أو السلطات، أو الصلصات، أو غيرها من الأطعمة التي بقيت في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين.
- تجنب شرب الحليب غير المبستر، أو الماء غير المعالج.