كيف نظم الإسلام التعاون وشجع عليه
سبل حث الإسلام على التعاون
لقد حثت الشريعة الإسلامية على معاني التعاون والتكافل؛ بعدد من الطرق والنصوص الشرعية؛ والتي بدورها عززت التحلي بهذه القيمة عن المسلمين، وفيما يأتي بيان ذلك:
- الحث عليه من خلال بعض آيات القرآن الكريم
ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، فالآية توجّه خطابها إلى المؤمنين بضرورة إذكاء روح التعاون فيما بينهم ونشرها؛ لما في ذلك من خير وفائدة يعود على المجتمع.
- الحث عليه من خلال أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مثلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحمِهم، وتعاطفِهم؛ كمثلِ الجسدِ الواحدِ؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمّى والسهرِ)، فالتشبيه وضرب الأمثال هو إحدى طرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة.
وهنا يشبِّه -صلى الله عليه وسلم- المؤمنين الّذين يحرصون على التعاون، ويمارسونه سلوكاً عمليَّاً في حياتهم؛ بالجسد الواحد؛ في حال تعرّض أيّ عضو منه لأيِّ ألم، فتجد أنّ كل أعضاء الجسد تشاطره هذا الألم، فالعين ربما تبكي، والعقل يفكر، وهكذا.
- السيرة العمليّة للنبي صلى الله عليه وسلم
حيث كان يبادر بتقديم المساعدة، والتعاون في العديد من الأمور والمجالات، ويكفينا من ذلك شهادة أهل بيته في الحديث الصحيح؛ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان يخصِفُ نعلَه، ويخيطُ ثوبَه، ويعملُ في بيتِه كما يعملُ أحدُكم في بيتِه).
- السيرة العمليَّة للصحابة الكرام
وقد ضربوا أروع الأمثلة في التعاون وسائر الصفات الإيجابيَّة، ومن ذلك مثلاً تعاون المسلمين في بناء المسجد النبوي، وكذلك تعاونهم في حفر الخندق، وغير ذلك من محطات وصور متعددة للتعاون.
التعاون
لتعاون في اللغة من العون، والعون هو الظهير على الأمر، وهو من العادات الاجتماعيَّة العظيمة، والأخلاق الإسلاميَّة الرفيعة؛ حيث يبذل الفرد من جهده المستطاع خدمة لغيره في المجتمع فرداً كان أو أفراداً.
وهو بذلك يعكس قيمة الوعي الجَماعِيِّ عند الفرد، أي الوعي بانتمائه للجماعة وارتباطه بها، حيث يعيش الفرد في جماعة لا يستغني عنها؛ فيقدم ما يستطيع خدمة للفرد، وللجماعة في نفس الوقت.
أهمية التعاون
إنَّ لخلق التعاون أهميَّة وآثاراً عظيمة على الفرد والمجتمع المسلم؛ منها:
- نيل الفرد محبَّة الله سبحانه ورضوانه.
- نيل الفرد لمحبَّة النَّاس له وأنسهم به.
- سرعة إنجاز الأعمال الّتي تحتاج إلى تعاون.
- قوَّة المجتمع وتماسكه
وترابطه وازدهاره، حيث يقوى نسيج المجتمع بأبنائه المتحابين والمتعاونين.
- تشجيع القيم الإيجابيَّة والمساعدة في نشرها
حيث إنَّ القيم الإيجابيَّة تتشابه وتتكامل، فانتشار قيمة التعاون، يُشجِّعُ على انتشار قيم كالكرم والإيثار والبذل، لاشتراكها مع التعاون في محبَّة الآخرين والسعي في خدمتهم، والبذل من أجلهم.
- تشجيع مبدأ القدوة الحسنة
حيث إنَّ مبادرة الكبار في التعاون، يجعلهم قدوة لغيرهم من الصغار.
- يزيد في الإخلاص في العمل.
- ثمرة من ثمرات الأخوة الإسلامية.