كيف نحافظ على صحة الكبد
المحافظة على صحة الكبد
توجد مجموعة من النصائح التي قد تساعد بشكل كبير في المحافظة على صحة الكبد (بالإنجليزية: Liver) وتقليل فرصة الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة به، وفيما يأتي بيان أهمّها:
تناول الغذاء الصحيّ والمتوازن
يُعدّ تناول الغذاء الصحي من الأمور المهمة للمحافظة على صحة الكبد، ويُقصد بالغذاء الصحي ذلك الذي يحتوي على كميات متوازنة من الأطعمة المناسبة، وغالبًا ما يتمثل الغذاء الصحي بالحدّ من السكريات والأطعمة الدهنية والموالح، وزيادة كمية الألياف المتناولة، بالإضافة إلى أهمية تناول البروتينات وكذلك الفيتامينات والمعادن، ويمكن بيان النصائح الغذائية بشيء من التفصيل فيما يأتي:
- الحدّ من تناول الأطعمة الدهنية الأطعمة الجاهزة، والمقلية، والشبس، والمسكرات، والأطعمة الخفيفة المُعلّبة، وذلك لأنّ تناول الأطعمة الدهنية يُضعف قدرة الكبد على القيام بوظائفه على الوجه المطلوب، الأمر الذي يزيد فرصة حدوث تليف الكبد، ومع الوقت قد تتطور الحالة إلى مرحلة المعاناة من الندب أو حتى تشمع الكبد إن استمرت المشكلة.
- الحدّ من تناول السكريات ككثير من أنواع المخبوزات والسكاكر، ويمكن فهم علاقة السكريات بتدهور صحة الكبد ببيان أنّ الكبد يُحوّل السكريات التي يمتصها الجسم إلى دهون، وعليه فإنّ تواجد كمية كبيرة من السكريات في الكبد يُسبب زيادة كمية الدهون المُصنّعة، وقد تتراكم هذه الدهون في الكبد مع أنّها يجب ألا تكون هناك، وهذا ما يزيد فرصة الإصابة بأمراض الكبد.
- الحدّ من تناول الأملاح، وذلك لأنّ الأملاح قد تزيد من فرصة تليف الكبد، هذا ويجدر التنويه إلى أنّ الملح يوجد بكميات مرتفعة في الأطعمة الجاهزة والمُعالجة، بالإضافة إلى أغلب المُعلّبات.
المحافظة على رطوبة الجسم
إنّ شرب الماء مهم للغاية للمحافظة على صحة الجسم عامة وصحة الكبد خاصة، إذ يساعد على تخليص الكبد من السموم، وبشل عام يُوصى بشرب ثمانية أكواب من الماء يوميًا على أقل تقدير -إلا إذا وُجد مانع طبي لذلك- مع الحرص على زيادة كمية الماء المتناولة بحسب حاجة الجسم.
المحافظة على الوزن الصحيّ
حقيقة تُشكّل زيادة الوزن مشكلة حقيقية على الصحة العامة، بما في ذلك الكبد؛ إذ تتسبب بتراكم الدهون على الكبد، بالإضافة إلى زيادة فرصة تليّفه وتكوّن الندب فيه، هذا ويجدر التنويه إلى أنّ تجمع الدهون حول البطن حتى دون المعاناة من زيادة الوزن يُشكّل مشكلة على مستوى الصحة العامة للمصاب، فمثل هذه الدهون حول الخصر وفي منطقة البطن تزيد فرصة المعاناة من مقاومة الإنسولين وبالتالي زيادة احتمالية تليف الكبد، ولذلك فإنّه يُوصى بألا يزيد محيط الخصر لدى الرجال عن 102 سم ولا يزيد عن 88 سم لدى النساء، وكذلك يجدر إنقاص الوزن الزائد وبذل الجهد بشكل مستمر للمحافظة على الوزن الصحيّ، ومما يساعد على ذلك تقليل كمية السعرات الحرارية المتناولة يوميًا وزيادة معدل الحرق بزيادة النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، وفيما يتعلق بالنمط الغذائي فإنّه يثوصى بشكل عام بزيادة كمية الألياف المتناولة والأطعمة المحتوية على الفيتامينات كذلك، والحد من تناول الأطعمة الدهنية.
ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام
إنّ ممارسة التمارين الرياضية أحد مفاتيح المحافظة على صحة الكبد، فبها يقل معدل الإجهاد على الكبد، ويزيد مستوى الطاقة في الجسم، فضلًا إلى أهميتها في الحدّ من السمنة وزيادة الوزن، والتي تُعدّ من عوامل خطر الإصابة بأمراض الكبد، ولذلك يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وذلك بما يُعادل ثلاثين دقيقة في اليوم الواحد لأغلب أيام الأسبوع، ومن أكثر الرياضات التي يُوصى بممارستها المشي والسباحة.
النظافة والرعاية الشخصيّة
من المشاكل الصحية التي قد تُصيب الكبد ما يُعرف بالتهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis)، وحقيقةً إنّ أغلب حالات التهاب الكبد ناجمة عن التعرض لفيروس، وبناء على نوع الفيروس المُسبب تمّ تقسيم التهابات الكبد الوبائية إلى خمسة أنواع رئيسية، وهي التهاب الكبد الوبائي أ، ب، ج، د، هـ، وفي الواقع إنّ التهاب الكبد الوبائيّ أ وكذلك هـ ينتقلان عن طريق تناول الطعام أو الشراب المُلوّث بالفيروسات المُسببة لهذين النوعين من الالتهابات، وأمّا التهاب الكبد الوبائيّ ب والتهاب الكبد د وكذلك ج فينتقل كل منها عن طريق سوائل جسم المصاب، فقد تنتقل هذه الفيروسات خلال عمليات نقل الدم، أو خلال العمليات الجراحية الكبرى التي قد تُستخدم فيها أدوات غير معقمة، وتحديدًا يمكن لالتهاب الكبد الفيروسي ب أن ينتقل من خلال ممارسة العلاقة الجنسية مع مصاب بالمرض أو من الأم إلى جنينها أثناء الولادة.
وبناء على ما سبق بيانه من معلومات حول انتقال فيروسات التهاب الكبد الوبائيّ فإنّه يُوصى باتباع مجموعة من النصائح المرتبطة بالنظافة والرعاية الشخصية والتي تقلل فرصة حدوث هذه العدوى، ومن ذلك ما يأتي:
- عدم مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين، مثل فراشي الأسنان، وشفرات الحلاقة، ومقص الأظافر، وذلك لاحتمالية احتواء أي منها على عينات صغيرة جدًا من الدم لا تُرى بالعين المُجردة والتي قد تنقل العدوى إلى الآخرين.
- تجنب العلاقات الجنسية غير المشروعة حدّاً لانتقال عدوى التهاب الكبد الوبائيّ ب و كذلك ج.
- الحرص على غسل اليدين بشكل منتظم بالماء والصابون، وخاصة بعد الذهاب إلى المرحاض، وقبل إعداد أو تناول الطعام، وبعد تغيير حفاض الأطفال.
- مراجعة الطبيب أو الطوارئ على الفور في حال التعرض لعينة دم من الآخرين.
- أخذ الحيطة والحذر في حال التعامل مع الحقن؛ إذ إنّ استخدام الحقن التي تم حقن الآخرين يها يزيد فرصة المعاناة من التهابات الكبد، ومن ذلك استخدام الحقن في مراكز الرعاية الصحية.
تلقي المطاعيم
من طرق المحافظة على صحة الكبد تلقي المطاعين في حال الحاجة لذلك، ومن المطاعين التي تقي من أمراض الكبد: مطعوم التهاب الكبد الوبائيّ ب ومطعوم التهاب الكبد الوبائيّ أ، مع العلم أنّه لا يوجد لقاح يقي من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسيّ ج، وفيما يأتي بيان التوصيات العامة لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها فيما يتعلق بإعطاء لقاح التهاب الكبد الوبائيّ أ وكذلك ب:
- لقاح التهاب الكبد أ: تُوصي مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بإعطاء هذا اللقاح لمجموعة من الفئات، منها ما يأتي:
- جميع الأطفال على عمر السنة.
- المسافرون إلى المناطق التي يشيع فيها التهاب الكبد الوبائي أ.
- المصابون بالتهاب الكبد الوبائي ب أو ج المزمنين.
- الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في تخثر الدم.
- المُشرّدون والذين لا مأوى لهم.
- لقاح التهاب الكبد ب: تُوصي مراكز مكافحة الأمراض واتقائها بإعطاء هذا اللقاح لمجموعة من الفئات، منها ما يأتي:
- جميع الرضّع.
- الأشخاص دون التاسعة عشر من العمر في حال لم يأخذوا المطعوم من قبل.
- الأشخاص الذين يكون شركاؤهم (أوزاجهم) مصابون بالتهاب الكبد الوبائي ب.
- الأفراد المعرضون للتعامل مع عينات دم لأفراد مصابين بالتهاب الكبد ب، منهم العاملون في مجال الرعاية الصحية.
- الأشخاص الذين يخضعون للغسيل الدمويّ.
- المصابون بالسكري ممن تتراوح أعمارهن بين 19-59 عامًا.
- المسافرون إلى المناطق التي ينتشر فيها فيروس التهاب الكبد الوبائي ب.
- المصابون بالتهاب الكبد الوبائي ج أو فيروس نقص المناعة البشري.
تجنب شرب الكحول وتعاطي المخدرات
يملك الكبد القدرة على تنقية الدم وتخليصه من السموم الموجودة فيه، ومن الأمثلة على ذلك الكحول، ولكن يجدر العلم أنّ الكبد قادر على تخليص الدم من الكحول إلى حدّ معين، بمعنى أنّه يُخلص الدم من الكحول بكميات معينة ولفترة محددة من الزمن، وعليه فإنّ شرب الكحول فوق طاقة الكبد يُسبب بالضرورة إلحاق الضرر بأنسجة الجسم المختلفة، بما فيها الدماغ والقلب والعضلات، هذا بالإضافة إلى إحداث الكحول تغييرات وخيمة على مستوى النسيج الكبديّ، ومن هذه التغييرات نذكر الآتي:
- تجمع الدهون على الكبد، وتُعرف هذه الحالة بالكبد الدهنيّ.
- حدوث التهاب في خلايا الكبد وأنسجته.
- تكون النسيج الندبي على الكبد بشكل دائم، وتُعرف هذه الحالة بالتشمع.
من النصائح الأخرى التي يجدر أخذها بعين الاعتبار في الحديث عن المحافظة على صحة الكبد؛ ضرورة الامتناع عن تعاطي المخدرات والأدوية غير المشروعة قانونيًا بأيّ شكل من أشكالها، وذلك لأنّها تُلحق الضرر بصحة الجسم عامة وصحة الكبد خاصة، ويتراوح حجم الضرر الذي يلحق بالكبد من مشاكل لا يُرافقها ظهور أعراض إلى حالات صحية خطيرة تُسبب فشل الكبد الدائم.
الأدوية
بالرغم من اعتبار الأدوية خطًا علاجيًا أساسيًا في العديد من الأمراض والمشاكل الصحية، إلا أنّ الاستعمال الخاطئ لها يُسبب العديد من المشاكل بما في ذلك إلحاق الضرر بصحة الكبد، فقد تبيّن أن أخذ الأدوية بجرعات أعلى من تلك التي يصفها الطبيب، أو أخذذ الدواء الخاطئ، أو تناول بعض الأدوية معًا يُسبب مشاكل على مستوى الكبد، ومن الجدير بالإشارة أنّ أخذ الحيطة والحذر لا يقتصر على الأدوية فقط، وإنّما كذلك يجدر أخذ الحيطة والحذر عند أخذ المكملات والمنتجات العشبية كذلك. وفي هذا السياق يُشار إلى أنّه توجد مجموعة من المنتجات التي يُدّعى أنّ لها القدرة على إنقاص الوزن وتنظيف أو تطهير الكبد، ولكن لا توجد أية دراسات سريرية تدعم فعالية هذه المنتجات وأمانها، ولذلك يحذر أخذ أي منها دون استشارة الطبيب المختص.
وبشكل عام يمكن توجيه بعض النصائح المرتبطة بأخذ الدواء للحد من احتمالية تسببها بإلحاق الضرر بالكبد فيما يأتي:
- الاحتفاظ بورقة مُدوّن عليها أسماء الأدوية والمكملات الغذائية والعشبية التي يأخذها الشخص المعنيّ، بما في ذلك تلك التي تُباع دون وصفة طبية، ويجدر إحضار هذه الورقة إلى الطبيب في كل زيارة.
- الحدّ من تناول المكملات والمنتجات العشبية وكذلك الأدوية التي لا داعي لأخذها، إذ يجدر الالتزام تعليمات الطبيب المختص، والحرص في الوقت ذاته على عدم نسيان أخذ أي دواء أوصى به الطبيب.
- الحرص على قراءة ورقة التعليمات المرفقة بكيفية استخدام الدواء خاصة إذا كان يُباع دون وصفة طبية، مع الحرص على عدم تجاوز الجرعة القصوى منه، وتجدر استشارة الطبيب في حال الحاجة لأخذ الجرعة القصوى من الدواء وخاصة إا كان ذلك لفترة طويلة من الزمن.
- التأكد من أنّ الأدوية التي يأخذها المصاب لا تحتوي على المادة الفعالة ذاتها، لأنّ ذلك قد يُسبب أعراض زيادة الجرعة.
- عدم شرب الكحول محافظة على الصحة عامة فضلًا إلى وجود تفاعلات بين الكحول وبعض أنواع الأدوية.
- المواظبة على مواعيد المراجعة عند الطبيب المختص في حال الإصابة بأي مرض بما في ذلك أمراض الكبد.
السيطرة على المشاكل الصحيّة
إنّ المعاناة من بعض المشاكل الصحية قد ترتبط بزياة فرصة المعاناة من اضطرابات الكبد بما في ذلك تليف الكبد، ومن الأمثلة على ذلك أنّ السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول قد يُسبب ما يُعرف بالمتلازمة الأيضية (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome)، والتي ترتبط بزيادة الوزن كذلك، وهذا ما يؤدي إلى تليف الكبد أيضًا، وعليه فإنّه يُنصح بالسيطرة على هذه الأمراض باتباع الخطة العلاجية المناسبة، بما في ذلك الالتزام بالأدوية الموصوفة وممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي، فضلًا عن أهمية الالتزام بمراجعات الطبيب ومواعيدها.
الابتعاد عن السموم
من طرق المحافظة على صحة الكبد تجنب المواد السامة بأشكالها المختلفة، ومن ذلك الميدات الحشرية والمواد الكيماوية، وفي حال الحاجة لاستخدامها؛ فإنّه يُنصح بارتداء القفازات واستخدام الكمامات والحرص على أن تكون البيئة ذات تهوية مناسبة،
هذا ويجدر التذكير بأنّ المواد الموجودة في السجائر تُسبب الضرر للكبد، ولذلك يُنصح بالإقلاع عن التدخين وتجنبه بكافة أشكاله للمحافظة على صحة الكبد.
معلومات حول الكبد
يُعدّ الكبد أحد الأعضاء الرئيسية في الجسم، وهو عضو كبير في الحجم ويقع في الجهة اليمنى من البطن، ويزن ما يُقارب 1.4 كغم، والجدير بالبيان أنّه محميّ بواسطة أضلاع القفص الصدري ولذلك لا يمكن الإحساس به في الوضع الطبيعيّ، وحقيقة يتكون الكبد من جزأين؛ أيمن وأيسر، وتقع المراة أسفل الكبد وتوجد في المنطقة أيضًا أعضاء أخرى مثل الأمعاء والبنكرياس، وإنّ هذه الأعضاء تؤدي العديد من الوظائف، من بينها هضم الطعام وامتصاصه، وتكمن وظيفة الكبد في تنقية الدم وتخليص الجسم من السموم التي قد تنجم عن تناول الأدوية أو التعرض للمواد الكيميائية، هذا بالإضافة إلى أهميته في إنتاج مواد تلعب دورًا مهمًا في التخثر، كما ويُعدّ مخزنًا للطاقة إذ يُخزن السكر الزائد فيه على شكل جلايكوجين (بالإنجليزية: glycogen).
فيديو عن فحوصات وظائف الكبد
يتحدّث الفيديو عن فحوصات وظائف الكبد.