كيف خرج ادم من الجنة
كيفية خروج آدم من الجنة
خلق الله -سبحانه وتعالى- سيدنا آدم -عليه السلام- وأسكنه الجنة، وبعد ذلك حدثت عدم أمور أدت إلى خروج سيدنا آدم من الجنة؛ حيث قام إبليس بإغوائه وحثه على مخالفة كلامه الله -عز وجل- بالأكل من الشجرة المنهي عن الأكل منها، وقد تم ذلك على مراحل عدة بيانها على النحو الآتي:
وسوسة إبليس لآدم
بدأ إبليس بإغواء آدم -عليه السلام- بسلاحه الأقدم ألا وهو الوسوسة؛ فبعد أن خلق الله -تبارك وتعالى- آدم وحواء وأسكنهما الجنة، أخبرهما بإمكانية بالتمتع بنعيم الجنة كاملاً ما عدا شجرة واحدة يحرم عليهما الاقتراب منها، قال تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ).
ولكن إبليس اللعين بدأ بالوسوسة لآدم، من خلال إلقاء الكلام المغري له، وذلك لدفعه إلى الوقوع في معصية الله -سبحانه وتعالى-، وقد جاء ذكر وسوسة إبليس لآدم وحواء في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ).
تزييف الحقائق
استخدم إبليس أسلوباً آخر لدفع آدم إلى الأكل من الشجرة المحرمة وإخراجه من الجنة، وقد كان هذا الأسلوب يتضمن تزييفاً للحقائق؛ إذ إن إبليس قام بإقناع آدم وحواء بأن الشجرة المحرمة ليست شجرة عادية، بل إنها شجرة مميزة والأكل منها كفيل بمنحهما الخلد الأبدي، بالإضافة إلى تحويلهما إلى ملكين، وأن ذلك سبب تحريم الشجرة عليهما.
وقد جاء هذا الأسلوب في الإغواء في قوله تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ).
تقديم النصح الكاذب
لم يقع سيدنا آدم -عليه السلام- مباشرة في حبائل إبليس ومكره، الأمر الذي دفع إبليس إلى إدعاء النصح الكاذب له ولحواء من أجل إقناعهما بما يريد وحثهما على الأكل من الشجرة، وادعى بأنه ناصح أمين لهما ولا يريد إلا مصحلتهما، وأنه حريص عليهما.
القسم باليمين
يضاف إلى النقطة السابقة قيام إبليس بأمر جديد ألا وهو القسم باليمين كذباً؛ إذ إن إبليس اللعين بعد أن رأى عدم تجاوب آدم وحواء لنصائحه الكاذبة استخدم القسم باليمين لهما لكي يصدقان أكاذيبه، وقد جاء هذا في قول الله -تبارك وتعالى-: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ).
أكل آدم من الشجرة
بعد استخدام إبليس لهذه الوسائل المتنوعة والمتدرجة وقع آدم -عليه السلام- في المعصية هو وحواء وأكلا من الشجرة التي حرمها الله -تبارك وتعالى- عليهما؛ قال تعالى: (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ).
نزول آدم إلى الأرض
بعد أن عصى آدم -عليه السلام- ربه -تبارك وتعالى- وأكل من الشجرة هو وحواء، أخرجهما الله تعالى من الجنة إلى الأرض؛ قال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ).
وتجدر الإشارة إلى أن الله -تبارك وتعالى- منَّ على سيدنا آدم -عليه السلام- وتاب عليه وغفر له زلته؛ قال تعالى: (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).