كيف تم بناء الكعبة
قصّة بناء الكعبة المشرّفة
الكعبة المشرفة خير بقاع الأرض، وهي أحب البلاد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر ابن القيم أنه تم بناء الكعبة خمس مرا؛ أولها كان بناء الملائكة للكعبة، وكان ذلك قبل سيدنا آدم -عليه السلام-، وسنذكر فيما يأتي المراحل الخمسة لبناء الكعبة بشيءٍ من التفصيل.
بناء الملائكة
أمر الله -تعالى- الملائكة ببناء الكعبة المشرفة؛ لكي يتمكن الناس من الطواف حولها، كما يطوف الملائكة حول البيت المعمور في السماء؛ وهو بيت بناه الله -تعالى- في السماء بعد أن كانت الملائكة تطوف حول العرش، فنظر الله -تعالى- إليهم نظرة رحمة وبنى لهم البيت المعمور الذي يطوف فيه في كل يوم وليلة سبعون ألف ملك.
بناء سيدنا إبراهيم
أمر الله -تعالى- سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- برفع قواعد البيت الحرام، وقدد ذكرت قصة بناء إبراهيم وابنه إسماعيل للكعبة في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، قال -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
بناء قريش
عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في عمر الشباب، قدمت امرأة إلى الكعبة لتبخِّرها، وأثناء ذلك سقطت شرارة منها؛ فأحرقت ثوب الكعبة، وفي ذلك الموقف أشار الوليد بن المغيرة على قبيلة قريش بإعادة بناء الكعبة، لكنهم هابوا هَدمه، وبدأ الوليد بن المغيرة بالهدم وقال: "اللَّهمَّ إنا لا نريد إلَّا الإصلاح"، وحكموا السول الكريم في قضية الحجر الأسود؛ فأشار عليهم بحمل كل القبائل له.
بناء عبد الله بن الزبير
عندما غزا أهل الشام مكة؛ احترقت الكعبة فقرر ابن الزبير-رضي الله عنه- تجديد البناء، وقال للقوم: إنِّي سمعت عائشة تقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع، ولجعلت لها بابا يدخل الناس منه، وبابا يخرجون منه).
بناء الحجاج
قام الحجاج بإعادة بناء الكعبة كما هي عليه الآن، ببابها الكبير، وفصل مقام إبراهيم عن البناء المرتفع، قال النووي في وصف آخر بناء للكعبة: "والخامسة: بناء الحجاج بن يوسف الثقفي، وهذا هو البناء الموجود اليوم، وهكذا كانت الكعبة في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
وقد شرّف الله -تعالى- الكعبة بمكانةٍ خاصّة بحيث كانت أشرف بقعة يُعبد فيها الله -تعالى- على الأرض، وهي أوّل مسجدٍ وضع للنّاس على الأرض حيث روي أنّ الملائكة قد وضعته فيها قبل أن يُخلق آدم -عليه السّلام-، ففي الحديث الشّريف عن الّنبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّ المسجد الحرام أوّل مسجد بني على الأرض ثمّ بعده المسجد الأقصى بأربعين سنة.