كيف تكون سجدة الشكر
كيفية سجود الشكر
سجدة الشكر مثل سجود الصلاة يسجد فيها المسلم مرّة واحدة، ولا يُكبّر المسلم تكبيرة الصلاة قبلها، ويحمد فيها الله تعالى ويشكره على النعمة التي منحه الله إياها، وهذا السجود ليس له شروط؛ فلا يُشترط التوجّه للقبلة ولا الوضوء وإن كان من الأفضل أن يكون المسلم متوضئاً ومتّجهاً للقبلة بحسب أقوال بعض العلماء.
وليس هناك دعاء مُخصّص لسجود الشكر، ويجوز أن يدعو بهذا الدعاء عند سجود الشكر بأي صيغة شكر وحمد لله تعالى، ومن ذلك الصيغ الآتية:
- "سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح"، ويدعو فيه بما يسر الله من الدعوات الطيبة، ويشكر الله تعالى في سجود الشكر.
- وله أن يدعو أيضاً: "سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"، ثم يدعو بما يحب.
أمّا عن صلاة الشكر التي يقوم بها البعض بصلاة ركعتين بنية الشكر؛ فليس لها ذِكر في القرآن والسنة، وبعض العلماء يقولون بعدم مشروعيتها؛ لأنّ الأوْلى أن نتبع القرآن الكريم وسنة نبينا -عليه الصلاة والسلام-.
أسباب سجدة الشكر
إنّ سجدة الشكر من أعظم الأمور التي يقوم بها المسلم لحمد ربه على نعمه وخاصّةً عندما تُصيب المسلم نعمة كبيرة تُدخل السرور إلى قلبه أو أن يكون هناك خطر أو مُشكلة كبيرة قد ردّها الله عنه، وهناك أسباب عديدة تدفع المسلم للقيام بها منها على سبيل المثال:
- أن يمُنَّ الله على الشخص بالشفاء بعد مرضه.
- أن يُرزق بطفل لطالما انتظره لسنوات.
- دفع شر عن المسلم أو جلب منفعة له، وغيرها الكثير من الأمثلة.
فالمسلم في كلّ أحواله بين الصبر والشكر؛ إمّا صابراً على مصيبةٍ أصابته، أو شاكراً لله تعالى على نعمه التي لا تحصى، وعلى المسلم أن يشكر الله تعالى منذ استيقاظه في الصباح الباكر، وأولها الصحة والإستيقاظ من النوم وأن الله تعالى أعطاه يوماً آخر ليتوب إن كان عاصياً، أو يزيد من الحسنات إن كان عابداً؛ فالمسلم الحق يشكر الله تعالى على كأسٍ من الماء الصافي اذا وجده.
ويجب أن ينتبه المسلم من الشيطان الذي قد يدخل له من مداخل المقارنة مع الغير فيصور له أن غيره أفضل منه، ليبدأ بعدها بالجحود والتصرف بطريقة سلبية حول تقسيم الله عز وجل للأرزاق والأقدار؛ فالله تعالى أعلم بحياة العبد ولا يجوز للعبد أن يتجرأ عليه -عز وجل-، بل على العكس يجب الشكر الدائم على فضله الله سبحانه وتعالى.
فضل سجود الشكر
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدوام على السجود شكراً لله -سبحانه وتعالى-، وقد روى ذلك الصحابي أبو بكرة نفيع بن الحارث فقال: (كانَ إذا أتاهُ أمرٌ يسرُّهُ أو بشِّرَ بِه خرَّ ساجدًا شُكرًا للَّهِ تبارَك وتعالى)، وفي سجود المسلم شكر لخالقه اقتداء بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كما أن شكر النعم وسيلة من وسائل الزيادة والبركة فيها؛ قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، لذا ففي سجود الشكر شكر للنعمة وحفظ لها، وطلب من الله -تعالى- زيادتها والمباركة فيها.