كيف تحدث الفيضانات
كيفية حدوث الفيضانات
من أهمّ أسباب وُقوع الفيضانات ما يَأتي:
الأمطار
هطول الأمطار بشكلٍ غزير في فترة زمنيّة قصيرة قد يُؤدّي إلى حدوث فيضان؛ إذ قد يتجاوزُ منسوب المطر قُدرة أنظمة التّصريف على حمل المياه بعيداً عن الشّوارع والمدن، وفي أحيان أُخرى يُمكن أن يُؤدّي هطول أمطار خفيفة أو متوسّطة بشكل مُتواصل لعدّة أيّام أو أسابيع إلى وُقوع نفس النّتيجة.
فيضان النّهر
ويحدثُ عند زيادة منسوب المياه بحيث تفيض نحو مناطق اليابسة على ضِفَّتَي النّهر. يحدث هذا النّوعُ من الفيضانات عندما تتراكمُ المياه أكثر من المُعتاد في أعلى مجرى النّهر (منبعه)، وبما أنّ المياه تجري للأسفل -باتّجاه المَصبّ الذي يكون أكثر انخفاضاً- فإنّها تندفعُ على نحوٍ مُفاجئ بكميّة ضخمة، فيرتفع منسوب النّهر عن المِقدار الطبيعيّ ويحدث الفيضان.
رياح قويّة في المناطق الساحليّة
قد تحملُ الرّياح القويّة العاتية والأعاصير مياه البحر باتّجاه الأراضي الساحليّة الجافّة، ممّا قد يُؤدّي إلى حدوث الفيضانات. في بعض الأحيان قد تحمل الرّياح معها مياه الأمطار أيضاً، ممّا يُسبّب فياضانات قويّة، وفي أحيان أُخرى تفيض مياه البحر على المناطق الساحليّة بسبب ظاهرة التّسونامي .
انهيار السّدود
السدّ هو كتلة إسمنتيّة شيّدها الإنسان لكي تكبح تدفُّق الماء من المناطق المرتفعة، وفي بعض الأحيان يكبح السدّ كميّات كبيرة من المياه، والتي تكون مُتدفّقة بسُرعة كبيرة جداً من المُرتفعات، بحيث تفوق قدرة السدّ الاستيعابيّة والتحمليّة، ممّا يُؤدّي إلى انهيار السدّ وحدوث فيضان في المناطق المُحيطة به.
من المُمكن أن يتمّ التخلّص من المياه الزّائدة عن قدرة السدّ عن قصدٍ وتخطيطٍ لمنع انهياره، وهذا أيضاً قد يؤدي إلى حدوث فيضانات، ولكنَّها تكونُ أقلّ كارثيّة من فيضانات انهيار السدّ كاملاً.
ذوبان الثّلوج والجليد
في العديد من المناطق الباردة تكونُ الثّلوج غزيرة خلال فصل الشّتاء، ولذا فإنّها تتراكمُ بكميّات كبيرة، وقد تبقى الكثيرُ منها صامدة بعد حُلول الصّيف، كما أنَّ بعض قمم الجِبال تُغطّيها الثّلوج بصفةٍ دائمة، لكن أحياناً ترتفع درجة الحرارة بشكل مُفاجِئ نتيجة التقلُّبات الجويّة، ممّا يُؤدّي إلى ذوبان الثّلوج وتحوّلها إلى تيّاراتٍ مائيّة هائلة، أو تساقطُها وانجرافها وهي لا تزالُ في الحالة الصُّلبة، ومن ثمَّ تتدفَّقُ نزولاً باتّجاه الأماكن التي تكون بالعادة جافّة، ويُطلَق على هذه الظّاهرة طوفان الثّلوج.
أنواع الفيضانات
تنقسم الفيضانات إلى خمسة أنواع رئيسية، وهي كما يأتي:
- الفيضانات الساحلية
يمكن أنْ تُسبّب الرياح الشديدة وبعض الأحوال الجوية القاسية الأخرى، مع ارتفاع المد والجزر إلى ارتفاع مستوى سطح البحر أكثر من معدلاته الطبيعية، ممّا يدفع المياه إلى الوصول إلى الشواطئ مُحدثة فيضانًا.
- الفيضانات النهرية
يحدث الفيضان النهري نتيجةً لارتفاع مستوى المياه في النهر عن معدلاتها الطبيعية، ممّا يدفع المياه للوصول إلى المناطق المحيطة بالنهر محدثة فيضانًا، وتعد الأمطار الغزيرة، وذوبان الثلوج، وإغلاق مجرى النهر بسبب أي عائق مثل النفايات سببًا في حدوث فيضان الأنهار.
- الفيضانات المفاجئة
يحدث الفيضان المفاجئ عادةً نتيجة للأمطار الغزيرة، كما قد يحدث في بعض الأحيان نتيجةَ حدوث خلل في مصدّات المياه أو في نظام الصرف الصحي، والفيضانات المفاجئة سريعة الحركة وغير متوقعة.
- فيضانات المياه الجوفية
يحدث فيضان المياه الجوفية نتيجةً لارتفاع مستوى المياه الجوفية فوق معدلاتها الطبيعية، ممّا يدفع المياه الموجودة في باطن الأرض إلى الوصول لسطح الأرض، وغالبًا ينتج هذا النوع من الفيضانات بسبب استمرار هطول الأمطار لفترات طويلة.
- فيضانات المجاري
ينتج فيضان المجاري بسبب حدوث خلل في أنظمة الصرف الصحي، وذلك عندما لا يمتلك نظام الصرف الصحي طاقة استيعابية كافية لسحب المياه الناتجة من هطول الأمطار الغزيرة أو فيضانات الأنهار.
الأضرار التي تسببها الفيضانات
تُسبّب الفيضانات العديد من الأضرار على البيئة والأفراد، وتختلف هذه الأضرار بناءً على مكان حدوث الفيضان، ومداه، ومن أبرز العواقب التي تسبّبها الفيضانات على البيئة وعلى الإنسان ما يأتي:
أضرار الفيضانات على البيئة
يمكن أنْ تتسبّب الفيضانات بعواقب وخيمة على البيئة، ومن أبرز أضرارها البيئية ما يأتي:
- الإضرار بالغطاء النباتي الموجود حول منطقة الفيضان.
- فقدان العديد من الحيوانات البحرية لمواطنها.
- انخفاض جودة المياه.
- تلوث الموارد الغذائية الساحلية.
- انخفاض الإنتاج الساحلي.
- إدخال الرواسب الزائدة والملوثات مثل؛ المعادن الثقيلة والنفايات والمواد الكيميائية إلى مصدر المياه التي حدث منه الفيضان.
- إلحاق الضرر بالإنتاج البحري، وخاصة إنتاج الأسماك.
أضرار الفيضانات على حياة الإنسان
ينتج عن حدوث الفيضانات العديد من الأضرار على حياة الإنسان، ومن أبرز هذه الأضرار ما يأتي:
- حدوث خسائر في الأرواح البشرية والممتلكات
من أبرز الآثار المباشرة للفيضانات حدوث وفيات بشرية، وإلحاق الأذى بالممتلكات، وبالمحاصيل الزراعية، والماشية، والبنية التحتية، والإضرار بالصحة نتيجة الأمراض التي تنقلها مياه الفيضانات.
- فقدان مصادر الرزق
تزامنًا مع الضرر الذي يلحق بمرافق البنية التحتية مثل الجسور والطرق ، فإنّ النشاط الاقتصادي في مناطق حدوث الفيضان سيتوقف، مما يؤدي إلى تعطيل الكثير من الأعمال التجارية والزراعية والصناعية، وبالتالي فقدان سبل العيش لمدة قد تتجاوز بكثير فترة حدوث الفيضان.
- انخفاض القوة الإنتاجية والشرائية
فالضرر الذي لحق بالنية التحتية ستستمر آثاره على مدى بعيد، مما يؤدي إلى انخفاض القوة الإنتاجية والشرائية، وانخفاض ثمن أراضي السهول الفيضية.
- الهجرة الجماعية
قد يؤدي تكرار حدوث الفيضانات التي تلحق الضرر بمصادر الرزق إلى هجرة السكان من مناطق حدوث الفيضانات إلى المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الفقر في أطراف المدن التي غالبًا ما يلجأ إليها السكان النازحين.
- الآثار النفسية والاجتماعية
تؤدي الاضرار البشرية التي تحدثها الفيضانات إلى إصابة عائلات الضحايا بآثار نفسية سلبية طويلة المدى، بسبب فقدانهم لأحبائهم، كما يؤدي نزوح الأفراد من منازلهم، وفقدانهم لممتلكاتهم وأعمالهم، إلى مهاناتهم من ضغوطات نفسية صعبة للغاية.
- إعاقة برامج التنمية بكافة أشكالها
يؤدي حدوث الفيضانات المدمرة إلى إعاقة تطور التنمية، ويشمل ذلك التنمية البشرية والاقتصادية وغيرها، فبعض الفيضانات المتكررة قد توقف الحركة الاقتصادية، مما يؤثر على الاستثمار، وعلى توفر الأيدي العاملة بسبب هجرتهم.
طرق منع حدوث فيضان
لا يستطيع الإنسان أن يوقف الأمطار من السّقوط، أو أن يمنع المياه من أن تطفح على ضفاف الأنهار، فهذه ظواهر طبيعيّة، ولكن تُوجد العديد من الإجراءات التي يُمكن اتّخاذها لتخفيف آثار هذه الظّواهر:
- جدران الحماية البحريّة
بُنِيَت الجدران البحريّة وبوّابات المدّ والجزر في بعض المناطق لكي تصدّ الأمواج وارتفاع منسوب المياه، وبالتّالي تمنع وصول المياه للشّواطئ عندما تفيضُ عن منسوبها العادي. وفي مناطق أُخرى تُستخدَمُ أكياس الرّمل بعد تجميعها ورصِّها في مناطقَ استراتيجيّةٍ لمنع حدوث الفياضانات. وبعد التّسونامي الأخير الذي ضرب شواطئ اليابان عام 2011 قرّرت حكومة اليابان أن تُشيّد سلسلة جدران بحريّة إسمنتية تمتدّ على مسافة نحو 400 كيلومتر، وستكونُ بارتفاعٍ يُعادل خمس طبقات سكنيّة في بعض المناطق، وذلك لدرء الكوارث المُستقبليّة من أمواج تسونامي على السّاحل الشماليّ الشرقيّ للبلاد.
- تجميع المياه
في بعض المناطق يتمّ تشييد جدران استناديّة، أو بُحيرات صناعيّة، أو سدود، أو خزّانات مائيّة، أو أحواض، وذلك لتجميع مياه الأمطار وتجنُّب تراكُمها بكميّة كافية لتدفُّقها على سطح الأرض.
- التّخطيط العمرانيّ
من المُهمّ أن تحصلَ شركات البناء على تصاريحَ قبل تشييد الأبنية الجديدة، وذلك لضمان أنّ ممرّات التّصريف المائيّة لن تُسَدّ بسبب أبنيتهم. أيضاً، يجبُ أن تُغطَّى شبكات الصّرف الصحيّ وتبقى خالية من أيّ عوائق قد تسدّها أو تُعيق عملها. وبهذه الطّريقة يمكن للماء الجريان بسرعة من خلالها عندَ هُطول المطر، فتتقلَّصُ فرص حدوث فيضاناتٍ في المدن.
- الحياة النباتيّة
الأشجار والشُّجيرات والحشائش تُساعد على حماية الأرض من التّعرية عندما يتدفَّقُ الماء فوقها بسُرعة، فهي تمنع الأتربة من الانجراف معه، ولذا يجبُ تشجيع سُكَّان المناطق المُنخفضة على زرع الكثير من الأشجار للمُساعدة في كسر قوّة تحريك مياه الفيضانات والحفاظ على سلامة التّربة.
- التّوعية
تنسدُّ شبكات الصّرف الصحيّ في العديد من البلدان النّامية بسبب إلقاء القمامة فيها؛ وذلك لأنَّ النّاس قليلو المعرفة بالآثار النّاتجة عن سُلوكيَّاتهم هذه عند هُطول الأمطار. وعندما تُمطر السّماءُ تكون الممرّات المائيّة والقنوات مَسدودةً بقطعٍ ضخمةٍ من القمامة والأنقاض، فتمتلئُ بسرعة، ويجدُ الماء طريقه إلى الشّوارع وبيوت النّاس. ولذا فإنَّ التّوعية مُهمّة جداً، ولا بُدَّ للإعلام من تحذير النّاس من مخاطر الفيضانات وما يُمكن القيام به للحدّ من تأثيرها.
- أحواض تجميع المياه
هي خزّانات صغيرة مَبنيّة ومُرتبطة المجاري المائيّة، وهي تُوفّر مواقع تخزين مَؤقّتة لمياه السّيول، وهذا يعني أنَّه عند وقوع الفيضانات سوف يتجمَّعُ الماء في الأحواض لفترةٍ من الزّمن، ممَّا يمنحُ السُكّان المزيد من الوقت لإخلاء منازلهم وأغراضهم.
فيديو الزلازل لا تقتل الناس !
نعم هذه حقيقة، فهي بحد ذاتها بريئة من قتل الناس، لكن كيف؟ تعرف أكثر على الزلازل هنا: