كيف تتخلص من الرياء
كيفية التخلص من الرياء
الرياء من كبائر الذنوب التي تحبط الأعمال، وتجعل المسلم يقصد الناس من دون الله، فتخلو العبادة من روحها، ويغيب المقصد منها عن أذهان الناس ومعاملاتهم، وللتخلص من الشرك العديد من الطرق، ومنها:
استحضار مراقبة الله تعالى
هذه المرتبة هي مرتبة الإحسان أي أن تعبد الله كأنك تراه، وقد ذكرها الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)، فالمسلم الذي يؤمن بأنّ الله معه ويراقبه لن يهتم لأنّ يراه أحد من البشر.
استحضار غنى الله عن عملك
إذا استحضر المرء أن الله غني عن أعمال عباده، ولا يحتاج إليها، وأن طاعاتهم إنما هي لهم، تنفعهم ولا تنفع غيرهم، وأن الناس الذين يقصدهم ليروا عمله لا ينفعون ولا يضرون، وأن مدحهم أو ذمهم لا يفيده عند الله بشيء، حينها لا يُعجب المرء بعمله ولا يسعى لقصد الناس به.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: (يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ من عمِل لي عملًا أشرك فيه غيري فهو له كلُّه أنا منه بريءٌ وأنا أغنَى الأغنياءِ عن الشِّركِ).
الاستعانة بالله تعالى
يكون ذلك بالتوجه إلى الله بالدعاء بأن يبعد من قلبك النفاق والرياء، وأن يجعل عملك خالصاً لوجهه عزّ وجلّ، قال صلّى الله عليه وسلّم: (يا أيُّها النَّاسُ اتَّقوا هذا الشِّركَ ، فإنَّهُ أخفَى من دَبيبِ النَّملِ فقالَ لَهُ من شاءَ اللَّهُ أن يقولَ : وكيفَ نتَّقيهِ وَهوَ أخفَى من دبيبِ النَّملِ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : قولوا اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من أن نُشْرِكَ بِكَ شيئًا نعلمُهُ ، ونستَغفرُكَ لما لا نعلمُهُ).
النظر في عقوبة الرياء
إن عدم المعرفة بعاقبة الرياء تجعل المرء يتمادى فيه، حيث يجب أن يعرف المسلم أنّ للرياء الكثير من العواقب، فالرياء يجلب غضب الله عزّ وجلّ، كما أنه يحبط العمل.
ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الآخرة ما أخبرنا به صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى إذا كانَ يومُ القيامةِ نزلَ إلى العبادِ ليَقضيَ بينَهُم، وَكُلُّ أمَّةٍ جاثيةٌ، فأوَّلُ مَن يَدعو بِهِ رجلٌ جمعَ القُرآنَ، ورجلٌ يُقتَلُ في سَبيلِ اللَّهِ، ورَجلٌ كَثيرُ المالِ، فيقولُ اللَّهُ للقارئِ: ألَم أعلِّمكَ ما أَنزلتُ على رَسولي؟ قالَ: بلى يا ربِّ قالَ: فماذا عمِلتَ فيما عُلِّمتَ؟ قالَ: كنتُ أقومُ بِهِ أثناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ، فيَقولُ اللَّهُ لَهُ: كذبتَ، وتَقولُ الملائِكَةُ: كذبتَ، ويقولُ اللَّهُ: بَل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ قارئٌ، فقَد قيلَ، ويؤتَى بصاحِبِ المالِ فيقولُ اللَّهُ: ألَم أوسِّع عَليكَ حتَّى لَم أدَعْكَ تحتاجُ إلى أحَدٍ؟ قالَ: بلَى قالَ: فَماذا عمِلتَ فيما آتيتُكَ؟ قالَ: كنتُ أصِلُ الرَّحمَ، وأتَصدَّقُ؟ فيقولُ اللَّهُ: كَذبتَ، وتقولُ الملائِكَةُ: كَذبتَ، فيقولُ اللَّهُ: بل أردتَ أن يقالَ: فلانٌ جوَّادٌ، فقد قيلَ ذاكَ، ويُؤتَي بالَّذي قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ، فيقالُ لَهُ: فيمَ قُتِلتَ؟ فيقولُ: أُمِرتُ بالجِهادِ في سبيلِكَ، فقاتَلتُ حتَّى قُتِلتُ، فيقولُ اللَّهُ: كذَبتَ، وتقولُ الملائِكَةُ لهُ: كذبتَ، ويقولُ اللَّهُ لَهُ: بل أرَدتَ أن يقالَ: فلانٌ جريءٌ: فقد قيلَ ذلِكَ، ثمَّ ضربَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ على رُكْبتيَّ، فقالَ: يا أبا هُرَيْرةَ، أولئِكَ الثَّلاثةُ أوَّلُ خلقِ اللَّهِ تُسعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يومَ القيامةِ).
إخفاء العبادة وعدم إظهارها
أي أن يبعد نفسه عن المكان الذي فيه إظهار لعمله الصالح، وأن يبتعد عن أماكن تجمع الناس حتى لا يحبب له الشيطان مدح الناس وثناؤهم عليه، ومن الأمور التي يمكن إخفاؤها من العبادات، قيام الليل والصدقة ونوافل الصلوات، حيث يستحب إخفاؤها عن أعين الناس وأن تبقى بين العبد وبين ربه، أما الأمور الأخرى مثل صلاة الجماعة والأذان فلا يمكن القيام بها سرًّا.