كيف ادخل في الاسلام
كيفية الدخول في الإسلام
إنَّ الدخولَ في الإسلام يتحقَّقُ بأنْ يقولَ الشخص الَّذي يُريدُ الدخولَ في الدِّين الإسلاميَّ -وهو الشخص العاقل البالغ ذكراً كان أم أنثى-: "أشهدُ أنْ لا إلهَ إلِّا الله، وأشهدُ أنَّ محمَّداً رسولُ الله"، ولا يحتاجُ الدخول في الإسلام إلى طقوسٍ معيَّنة، بل يحصل بالنطقِ بالشهادتينِ.
ثمَّ يُحقِّقُ معنى الشهادةِ؛ بأنْ يشرعَ باتباع تعاليمِ الدِّين الإسلاميِّ، واجتنابِ نواهيهِ تحقيقاً لصدقِ الاستسلامِ لله -سبحانه وتعالى-، وينبغي التنبيهُ إلى أنَّ التَّلَفُّظَ بالشَّهادتينِ لا بُدَّ أنْ يكونَ باللغة العربيَّةِ، وذلكَ بعد تعريفِ الَّذي يُريد الدخولَ في الإسلامِ بمعناهما، ويُستحبُّ إعلانُ إسلامهِ، كما ينبغي أن يبدأ بتعلُّمِ ما يحتاجُ إلى معرِفتهِ من أمورِ الدِّين، وذلكَ من خلالِ سؤالِ أهلِ العلم.
هل الاغتسال لازم للدخول في الإسلام؟
ذهبَ الفقهاء في مسألةِ حكمِ الاغتسالِ للدخولِ في الإسلام إلى رأيين:
- الرأي الأول: ذهب الحنفيَّةُ والشافعيَّةُ إلى استحبابِ غسلِ غير المسلمِ إذا أرادَ الدخولَ في الإسلامِ، وذلك في حال أنَّه لم يكن مرتكباً لفعلٍ يوجب الغسلَ؛ كأن يكون جنباً، أما إذا كانَ على جنابةٍ، أو كانتِ امرأةٌ حائض وطهرت، فإنَّه يلزم الاغتسال في هذه الحالات لا للدخولِ في الإسلامِ، ولكنْ لحصول ما يوجبِ الغُسلَ من حيض أو جنابة.
- الرأي الثاني: ذهبَ المالكيَّة والحنابلةُ إلى أنَّ الدخولَ في الإسلامِ يوجبُ الغسلَ؛ فمتى ما أرادَ غيرُ المسلمِ الدخولَ في الدِّين فلا بدَّ أن يغتسل.
وتجدر الإشارة إلى أنَّه قد لا يسلمُ غيرُ المسلمِ من حدوثِ جنابةٍ أو موجبٍ آخر للغسلِ حال عدمِ إسلامه، لذا الأحوط له أن يغتسلَ.
الدخول في الإسلام وأهميته
إنَّ الدخولَ في الإسلامِ رجوعٌ إلى الفطرةِ السليمةِ الَّتي فطرَ الله النَّاس عليها؛ فالإسلامُ دينُ السلام والأمانِ، وهو الدِّين الذي يحقِّقُ لأفرادهِ الرَّاحةَ والطمأنينة باتباعِ تعاليمهِ، وتطبيقها في شؤون حياتهم.
كما أنَّه الطريقُ الوحيدُ للنجاةِ عندَ الله، وهو الذي يدعو أتباعهُ إلى توحيدِ الخالق، ومحبَّتهِ، والتَّوجهِ إليه، كما ويتميزُ الدين الإسلامي بخصائصَ كثيرة تُبيِّن أهميته، وتبرزُ حاجةَ النَّاس إلى الدخولِ فيه، ونذكرُ هنا بعضاً من أهمها:
- دينُ الفطرةِ، وهو مِن عندِ الله ليُبيِّنَ للناسِ ما يصلحُ لهم في دُنياهم، ويبيِّنَ الغايةَ التي خُلقَ الإنسان من أجلها، يقولُ تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
- دينٌ كامل، فهو مشتملٌ على العقائدِ الصحيحة، كما أنه اعتنى بجانب المعاملات، والأخلاق، والسلوك المنضبط للأفراد والمجتمع.
- دينٌ يحترمُ العقلَ، ويذمُّ الجهل، ويأمرُ بالتفكُّرِ والتعلُّم، ويحترمُ العلم والعلماء، يقولُ تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
- يحترم العواطفَ الإنسانيّة، ويأمرُ بالمحبّة، والرَّحمة، والرِّفق، ويأمرُ بالعدلِ وإعطاء النَّاسِ حقوقها، كما يدعو إلى الأخوةِ الصادِقةِ، ويذمُّ التفرقةَ التي تكون بسبب اللونِ، أو العرقِ، أو الجِنسِ.
- تكفل الإسلام لمن يتبعه السعادة في الدُّنيا، والنجاة في الآخرة، كما أنَّ فيه حلّاً لكلِّ المشكلات فهو صالحٌ لكلِّ زمان ومكان؛ وذلك لأنَّ شريعته عادلة، وأحكامه ربانيِّة.
- دين الحزم، والجدّ، وهو يحثُّ على العمل، كما أنه أبعدُ ما يكونُ عن التناقضِ، وهو دين سهلٌ يسير بعيد عن الفوضى، ويكسب معتنقيه الراحة النفسية والفكريَّة؛ لأنَّه يتفق مع الحقائق العلميّة، والفكريّة.
- يحفظ الإسلام ضرورات الحياة البشريِّة؛ وهي العقول، والأموال، والأنفس، ويحفظ الصحة والحياة من خلالِ تشريعاته التي تحرم أكل الخبائث، وتحلّ أكل الطيبات من الطعام، والشراب.
- تكفَّل الإسلام لغير المسلمينِ بحقوقهم كاملة، وحرَّم الاعتداء بجميعِ صوره، واعتنى بحقوقِ الفقراءِ، وحقوقِ الأطفالِ والوالدين، وحقوق المرأة، والجيرانِ وغير ذلكَ من كافَّةِ الحقوقِ.
الحالات التي تستلزم الدخول في الإسلام
إنَّ الشَّخصَ الَّذي يولدُ لأبوينِ مسلمينِ لا يلزمه النطقُ بالشَّهادتين ليدخلَ في الإسلام؛ لأنَّه مسلمٌ حكماً، إلا أنَّه يوجد حالتينِ تستلزمان النُّطقَ بالشهادتين ليُصبحَ الشَّخصُ مسلماً، وهاتين الحالتين هما:
- الحالة الأولى: أن ينشأ بين أبوينِ غيرِ مسلمينِ، ويكون معتنقاً لدينهما، أو يكونُ معتنقاً لدينِ آخر غير دينِ أبويه وغير دينِ الإسلامِ، فهنا ينبغي عليه أن يتخلى عن دينهِ وينطق بالشَّهادتين ويتَّبعَ تعاليمَ الإسلامِ، وذلكَ إذا أرادَ الدخولَ فيهِ.
- الحالة الثانية: أن يُولد لأبوين مسلمين، ويعتنق دينهما، أو يكون معتنقاً للدِّين الإسلاميّ، ثمًّ يأتي بناقضٍ من نواقضِ الدِّين؛ كإنكار وجود الله مثلاً، فإنَّه إذا أرادَ العودة إلى الإسلامِ لا بدَّ لهُ من النُّطقِ بالشَّهادتين مرَّةً أخرى، وأن يتبرأ من أيّ دين آخر غير الإسلام، كما ينبغي عليه أن يتراجع عن إنكاره لأي ركن من أركان الدين، أو إتيانه ناقضاً من نواقض الدِّين، وتجدر الإشارة إلى أن المرتد يمهل فترة ثلاثة أيام ويستتاب خلالها، وهذا ما فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أم رومان عندما ارتدت عن الإسلام.
تناول هذا المقالُ بيان كيفيةِ الدخول في الإسلام والتي تتمثل بالنطق بالشهادتين، مع بيان آراء العلماء فيما إذا ما كان يلزم الداخل في الإسلام الاغتسال أم لا، كما أنه تناول أهمية الدِّين الإسلامي وبعضاً من خصائصه، مع بيان الحالات التي تستلزم الدخول في الإسلام.