تضخم الكبد الدهني
تضخم الكبد الدهني
يُعرف تضخم الكبد (بالإنجليزية: Hepatomegaly) بأنه زيادةٌ في حجم الكبد بحيث يكون أكبر من حجمه الطبيعي، علمًا أن طول الكبد الطبيعي عند البالغين يبلغ تقريبًا 14 سم، وذلك مع وجود القليل من التباين تبعًا للجنس أو حجم الجسم، وبالرغم من تضخم الكبد قد ينجم عن العديد من الأمراض والاضطرابات الصحية؛ إلا أن بعض الأسباب تعزى إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني (بالإنجليزية: Fatty liver disease) بنوعيه، وهما: مرض الكبد الدهني الكحولي (بالإنجليزية: Alcoholic fatty liver disease) ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (بالإنجليزية: Non-alcoholic fatty liver disease)، ويشار إلى أن مرض الكبد الدهني يحدث بسبب تراكم وتجمع الدهون في خلايا الكبد بشكلٍ يفوق الحد الطبيعي، وذلك إمّا لعدم قدرة الجسم على معالجة الدهون بسرعةٍ كافيةٍ وإمّا بسبب إنتاج الجسم لكمية كبيرةٍ من الدهون؛ مما يؤدي إلى تخزين الدهون الزائدة في الكبد والذي قد يؤدي إلى تراكمها.
الأعراض المرافقة لتضخم الكبد الدهني
في معظم الحالات لا تظهر أيّ أعراض على المصاب بمرض الكبد الدهني المسبب لتضخم الكبد، ولكن في حال ظهور الأعراض؛ فإنها غالبًا ما تكون أعراضًا عامةً وغير محددةٍ أي لا تشير بوضوح للإصابة بتضخم الكبد الدهني؛ كالإعياء أو الشعور بالانزعاج وعدم الراحة في الجانب الأيمن من منطقة البطن؛ ولكن في نفس الوقت قد يشير الشعور بالانزعاج في منطقة البطن إلى تضخم الكبد الشديد، أما الأعراض الأخرى؛ ففيما يأتي بيانها:
- الشعور بامتلاء البطن سريعًا بعد تناول الطعام.
- الشعور بالامتلاء في منطقة البطن، وقد يدل ذلك على تضخم الكبد الشديد.
- ظهور أعراضٍ قد تدل عادةً على مرحلةٍ متقدمة من مرض الكبد، ومنها ما يأتي:
- اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، وهو اصفرار بياض العينين والجلد.
- الحمى.
- حدوث تورم في الساقين.
- الشعور بألم في منطقة البطن وحدوث تورمٍ فيها.
- النزيف.
- ظهور الكدمات.
درجات تضخم الكبد الدهني
تعتمد درجة تضخم الكبد الدهني على النسبة التي تشكلها الخلايا الدهنية من إجمالي وزن الكبد ، وبناءً على ذلك يُقسم إلى أربع درجاتٍ، وفيما يأتي بيانها:
- الدرجة صفر: (بالإنجليزية: Grade 0)، تشكل الخلايا الدهنية نسبةً تتراوح بين 0-5 % من وزن الكبد الكلي، ولا تعد هذه الدرجة حالةً مرضية بل يُعدّ الكبد بحالة صحية جيدةٍ.
- الدرجة الأولى: (بالإنجليزية: Grade 1) أو الطفيفة، وتتراوح نسبة الخلايا الدهنية بين 5-33 % من وزن الكبد الكلي.
- الدرجة الثانية: (بالإنجليزية: Grade 2) أو المتوسطة، وتتراوح نسبة الخلايا الدهنية بين 34-66 % من وزن الكبد الكلي.
- الدرجة الثالثة: (بالإنجليزية: Grade 3) أو الشديدة، وتشكل الخلايا الدهنية نسبة أعلى من 66% من وزن الكبد الكلي.
الأسباب وعوامل الخطر
تتمثل وظيفة الكبد بتنقية الدم من المواد السامة، ويُشار إلى وجود العديد من العوامل التي قد تتسبب بتضرر أنسجة الكبد، وبالتالي التقليل من كفاءة الكبد في أداء وظائفه، مما قد يسبب تراكمًا للدهون في خلاياه في حال تفاقم الضرر وازدياده مع مرور الوقت، والذي من المحتمل أن يؤدي إلى التهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis) وتندبه المعروف طبيًا بتليّف الكبد (بالإنجليزية: Liver fibrosis)، وفيما يأتي بيان الأسباب وعوامل الخطر التي قد ترفع خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني المسبب لتضخم الكبد:
- العوامل المرتبطة بنمط الحياة: مثل: الإفراط في شرب الكحول، والزيادة المفرطة في الوزن، واتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكريات، وقلة النشاط البدني.
- الإفراط باستخدام بعض الأدوية: ويشمل ذلك الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا NSAIDs التي تصرف بدون وصفةٍ طبيةٍ، ومنها: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
- الإصابة بالمتلازمة الأيضية: (بالإنجليزية: Metabolic syndrome)؛ يعد حدوث مرض الكبد الدهني شائعًا لدى المصابين بالمتلازمة الأيضية ، وهي مجموعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية التي تشمل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى زيادة تراكم الدهون في الجسم خاصةً حول الخصر.
- المعاناة من انقطاع النفس الانسدادي النومي: (بالإنجليزية: Obstructive sleep apnea)؛ هو انقطاع النفس أثناء النوم وينجم عن انسداد الممرات الهوائية.
- أخذ بعض أنواع الأدوية: وتشمل الأدوية التي تصرف بوصفةٍ طبيةٍ، ومنها: دواء ديلتيازيم (بالإنجليزية: Diltiazem)، أو تاموكسيفين (بالإنجليزية: Tamoxifen)، أو أميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone)، أو الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids).
- عوامل الخطر الأخرى: ومنها ما يأتي:
- فترة انقطاع الطمث لدى النساء.
- الانتماء لأصولٍ آسيوية أو إسبانية.
التشخيص
يستفسر الطبيب بدايةً عن التاريخ المرضي للشخص، ويجري الفحص البدني من خلال لمس منطقة البطن أو النقر عليها برفق لاستشعار ومعاينة حجم الكبد ومدى تماسكه بالإضافة إلى التحقق فيما إذا كان المصاب يشعر بالألم عند لمس موضع الكبد، ثم قد يوصي الطبيب بعد ذلك بإجراء عدة فحوصات، ومنها ما يأتي:
- تحليل الدم: يطلب الطبيب إجراء فحوصات للدم، والتي قد تشمل فحوصات وظائف الكبد لاستبعاد أمراض الكبد الأخرى.
- الاختبارات التصويرية: قد يلجأ الطبيب إلى طرق إضافيةٍ للمساعدة على تشخيص مرض الكبد الدهني واستبعاد الأسباب الأخرى، مثل: التصوير الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، أو التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography) واختصارًا CT، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) واختصارًا MRI.
- خزعة الكبد: (بالإنجليزية: Liver biopsy)؛ إذ تعد الطريقة الوحيدة لتأكيد الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي الذي يسبب تضخم الكبد بعد استبعاد الأسباب الأخرى هي بأن يتم إجراء خزعةٍ للكبد؛ وذلك بأخذ عينة من أنسجة الكبد وفحصها تحت المجهر.
العلاج
يعتمد علاج تضخم الكبد بشكلٍ عام على علاج المشكلة الصحية التي أدت إلى حدوثه؛ ففي حال المعاناة من تضخم الكبد الدهني فإن العلاج سيعتمد على نوع مرض الكبد الدهني فيما إذا كان كحوليًا أم غير كحولي، وفيما يأتي بيان الطرق والتدابير العلاجية المتبعة في كلٍ منهما:
- مرض الكبد الدهني الكحولي: أهم جزءٍ في العلاج هو الإقلاع عن الكحول، ويمكن اتباع بعض الإجراءات التي قد تساعد على ذلك، ومنها ما يأتي:
- الخضوع لعملية إزالة سُميّة الكحول تحت الإشراف الطبي.
- علاج الأمراض المتعلقة بالصحة النفسية إن وُجدت.
- تجربة العلاجات السلوكية، مثل: العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) أو العلاج التحفيزي المعزز.
- تجربة الطرق العلاجية التي ترتكز على مشاركة العائلة في العلاج أو الانضمام إلى جلساتٍ علاجيةٍ تضم عددًا من المصابين.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي: تشمل الخيارات والتدابير التي قد تساعد على علاجه ما يأتي:
- إجراء تغييرات في النظام الغذائي؛ كالتقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول والدهون.
- السيطرة على مستويات السكر في الدم.
- علاج الحالات المرضية المسببة له، مثل: ارتفاع مستويات الإنسولين والسكري من النوع الثاني.
- قد يوصي الطبيب بوقف استخدام أدويةٍ معينة في حال الشك بتسببها بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وقد يتم استبدالها في هذا الحالة بأدويةٍ أخرى، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل وقف أيّ دواء؛ إذ قد تحتاج بعض الأدوية إلى وقفها بشكلٍ تدريجي.