مفهوم الجمال
مفهوم الجمال
تُعتبر كلمة الجمال معقدة وغير محدودة، ويمكن تعريف الجمال بطريقة سطحية على أنّه إرضاء العين عند رؤية شيء ما، ويكمن الجمال حولنا في كلّ شيء، فهو نوع من الفن يوقظ الدهشة والمشاعر وأعمق أحاسيس الإنسانية داخلنا، وينقسم الجمال إلى نوعين هما الجمال الداخلي والجمال الخارجي، أمّا الجمال الداخلي فهو ما يعتقده الشخص عن نفسه، فعندما يكون واثقاً بنفسه يزيد جماله الداخي، أمّا إذا كان غير واثقٍ بنفسه يقل جماله، والجمال الخارجي هو الذي يتغير تعريفه حسب الموضة الحالية، والتي تتغير بدروها طوال الوقت حسب رأي الناس، كما أنّها تختص بالمظهر الشبابي لذا من الصعب العيش ضمن معايير الموضة، وسنتعرف في هذا المقال على هذين المفهومين.
الجمال الداخلي
يُشاهد الناس هذه الأيام المشاهير، وأصحاب الصور المثالية الذين جعلوا مفهوم الجمال يُختزل في المظهر الخارجي، إلّا أنّ مظهر الشيء لا يكفي ليُعبّر عن جماله، فهناك الجمال النابع من الروح، الذي يظهر في الشخصية والمشاعر، فالشخص الجميل هو الذي يترك ابتسامة على الوجه عند تذكره، ويجلب البقاء بجانبه الفخر، ويمكن إطلاق صفة الجمال على الخبرات والتجارب في الحياة، مثل: لحظة ولادة طفل، والعاطفة القوية بين المحبين، ومشاعر العزاء بين الناس عند فقد عزيز، وأيّ شيء يلامس القلب، ولتطوير الجمال الداخلي يمكن اتباع ما يأتي:
- السعي نحو الحكمة: فعند محاولة العيش بالتزام مبادئ الحكمة يمكن تعزيز الجمال الداخلي، ويكون ذلك من خلال التأمل والتفكير بأفعالنا، حيث يمكن تعلم الكثير بالتفكير فقط، أو بكتابة يوميات، أو بالاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية، ويمكن قراءة كتب الحكماء، مثل: المؤرخين، والشعراء، والروائيين، حيث تساعد القراءة على اكتساب المعرفة وتجعل صاحبها قادراً على التعبير عن أفكاره، كما أنّ السعي نحو الحكمة هو عملية مستمرة؛ فدائماً ما يكون هناك شيء جديد لتعلّمه، حيث يمكن الاستماع بعناية لأفكار الأشخاص الذين يمكلون خبرةً واسعة.
- تعلم الكرم: وذلك بالانتظام على التبرع للجمعيات الخيرية، ولا يُشترط أن يكون التبرع نقوداً أو ممتلكات فقط، حيث يمكن إعطاء الوقت أيضاً، مثل: مشاركة الطعام مع الأصدقاء، أو زيارة أحد الأقرباء، أو زيارة الجيران، أو شراء هدية.
- الصراحة: يكون ذلك بالتعبير عما نريد قوله حقاً وبطريقة مهذبة، والعيش وفق المبادئ التي نؤمن بها، وعدم التظاهر أمام الآخرين من أجل المنفعة، لكن يُفضّل الانتباه عند التعامل بصراحة، وذلك من خلال تقدير الوقت المناسب للكلام.
- التخلص من المشاعر السلبية: تقوم المشاعر بشكل عام بإخبارنا بما نحب وما لا نحب لذا فهي مهمة، لكن يجب التخلص من المشاعر السلبية بدلاً من حملها داخلنا فترةً طويلة؛ لأنّها تؤذي من يحملها، ويجب تعلم التحكم بالمشاعر أيضاً.
الجمال الخارجي
جمال الجسم
لا يحتاج الحصول على جسم جميل الركض لعشرة أميال في اليوم، بل يحتاج للانتباه لما يدخل له من طعام وما يقوم به من أعمال، وفيما يأتي بعض النصائح للحفاظ على جسم جميل:
- التمرين: حيث إنّ ممارسة التمارين الرياضية مدّة ثلاثين دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع ستعطي نتائج إيجابية للجسم، وتزيد الإحساس بالرفاهية، ومن أمثلة التمارين الرياضية: اليوجا، والسباحة، والمشي.
- الطعام الصحي: من المهم اتباع حمية غذائية صحية؛ للحفاظ على الجسم من الداخل، والظهور بشكل جيد من الخارج، حيث يُنصح بتناول ثلاث وجبات متوزانة يومياً، والحرص على تناول الخضار والفواكه، ويُخطئ الكثيرون بتخطي تناول وجباتهم عند رغبتهم في فقدان الوزن؛ لأنّ ذلك يتركهم متعبين وجائعين.
- التوازن: عند السعي للحصول على جسم جميل، من المهم عدم المبالغة في التمارين الرياضية، فعند الشعور بالتعب الشديد أو المرض يمكن تخطي التمارين الرياضية أو تخفيف الحمية الغذائية.
جمال البشرة
يُعزز ظهور البشرة بشكل صحي ونظيف شعورنا بطريقة أفضل، ويمكن العناية بالبشرة من خلال تنظيفها واستعمال المرطب المناسب لها، ويُنصح بتجنب البقاء تحت أشعة الشمس فترةً طويلةً بغض النظر عن درجة لون البشرة، ويجب الحرص على وضع كريم واقي من الشمس ويحتوي على عامل وقاية لا يقل عن 15 SPF عند الاضطرار للتعرض للشمس، ويُنصح بشرب الكثير من الماء، حيث يقوم الماء بترطيب البشرة، ومكافحة التقشر والجفاف، ويُنصح أصحاب البشرة الدهنية بغسل بشرتهم مرتين في اليوم واستخدام غسول لمنع ظهور حب الشباب ، وإذا كانت البشرة جافةً يُفضّل استخدام غسول معتدل ثمّ ترطيب البشرة، وينصح باستخدام مرطب الشفاه للعناية بها خاصةً في فصل الشتاء.
الجمال في العصر الحديث
تأثير الصور المُعدلة على مفهوم الجمال
مع الانتشار الواسع لتطبيقات تعديل الصور على الهواتف أصبح الجمال المثالي الذي كان محصوراً على المشاهير وعارضات مجلات الأزياء متاحاً للجميع، ولأنّ تقنية تعديل الصور ترفع مستوى الجمال لحدٍّ لا يمكن الوصول إليه، فقد يكون ضرر هذه الصور أكبر من نفعها، حيث يقول الخبراء أنّ انتشار مفهوم الجمال على أنّه المثالية في المظهر الخارجي يقوم بتغيير تصورات الناس للجمال، وذلك يؤثر بشكل سلبي على نظرة الشخص وتقديره لنفسه، وقد ظهر اضطراب نفسي جديد متعلق بتطبيقات تعديل الصور، يبحث المصابون به عن جراحات تجميلية لمساعدتهم على الظهور مثل النسخ المعدلة لأنفسهم، وتقوم الصور الشخصية المُحسّنة والمُعالجة بإفقاد الشعور بالواقعية، وتجعل الشخص يظن أنّه من المفترض أن يبدو مثالياً مثلها، وتُعدّ أكثر فئة من المجتمع تأثراً بهذه الأفكار هم المراهقين والشباب، ويُعرف اضطراب التشوه الجسمي على أنّه اضطراب عقلي معيق، يقضي بالانشغال بملاحظة العيوب في مظهر الجسم، ومحاولة إخفائها بطرق غير صحية ومبالغ فيها، وزيارة اختصاصي الأمراض الجلدية وجرّاح التجميل بشكل متكرر لتغيير مظهرهم الخارجي، ويصيب هذا الاضطراب 2% من الناس ويُصنّف على أنّه طيف من الوسواس القهري.
الإنفاق على الجمال
تواجه النساء والرجال الكثير من الضغط ليظهروا بأفضل مظهرٍ لهم، حيث وضّح استطلاع في أمريكا أنّ 25% من الرجال و21% من النساء يحتاجون أكثر من نصف ساعة للاستعداد للخروج كلّ صباح، ويتوزع ذلك الوقت ما بين الاستحمام، وتصفيف الشعر، ووضع مستحضرات التجميل ، وتُنفق النساء الكثير من النقود على شراء المكياج، حيث تبيّن في تقرير إحصائي عام 2014م أنّ قطاع صناعة مستحضرات التجميل يربح أكثر من 55 بليون دولار سنوياً، وقد أصبح استعمال مستحضرات التجميل جزءاً من روتين حياتنا اليومي، ولا تظن العديد من النساء أن العيش ممكن دونها، وتأخذ مستحضرات التجميل والعناية بالشعر جزءاً ليس بقليل من المصروف، حيث نشرت شركة متخصصة بالجمال تقريراً أنّ النساء ما بين الأعمار 16 و65 سنة يتسوقن لمستحضرات التجميل خمس مرات في السنة على الأقل، ويُنقفن حاولي 43 دولاراً في كلّ مرة، أي ما يعادل 215 دولاراً في السنة، وبالمعدل تنفق المرأة 15,000 دولار على مستحضرات التجميل طوال حياتها.