كيف أعزز ثقتي بالله

كيف أعزز ثقتي بالله

الثقة بالله تعالى

إنّ الثقة بالله هي تفويض كلّ الأمور لله عزّ وجلّ، والتوكّل عليه في الحياة، والبذل في سبيل ذلك جميع الأسباب لتحصيل العبد على ما يريد، والدفع عن النفس كلّ مكروهٍ، ومن ذلك التقرّب إلى الله -تعالى- بالعبادات، وهي نوعان؛ الأول منهما عبادات الجوارح، مثل: الصلاة والصيام، والنوع الثاني العبادات القلبية، مثل: الثقة بالله، والتوكّل عليه، والرضا، فالثقة بالله -عزّ وجلّ- من العبادات القلبية، وهي من صفات الأنبياء والأولياء والصالحين ، فإبراهيم الخليل -عليه السلام- لم تهتزّ ثقته بالله عزّ وجلّ، حيث كذّبه قومه، وألقوه في النار، فقال الله تعالى: (قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ)، فحفظ الله -عزّ وجلّ- الخليل إبراهيم، وأيّده بنصره، وجعل عاقبته النجاة، ولذا فيجب على الإنسان في أصعب الأوقات أن يكون واثقاً بالله عزّ وجلّ، ويحرص على طمأنينة قلبه لكلّ قضاءٍ يقضيه الله عزّ وجلّ، وهو بذلك يكون قد استغنى عن العباد والخلق غنىً لا فقر بعده أبداً، ومَن توجّه إلى الله -عزّ وجلّ- بقلبه كفاه الله كلّ الشرّ، فلا كفاية أعظم من كفاية الله عزّ وجلّ، فمن تحلّى بالثقة أكرمه الله -عزّ وجلّ- بجنة الدنيا، وهي الرضا ، فهو مطمئن إلى أنّ الله -عزّ وجلّ- يراه، ومطّلع عليه، ولا يخفى عليه شيءٌ من الأمور، كما أنّ الثقة مطلوبة من النساء كما أنّها مطلوبة من الرجال، فأمّ موسى -عليه السلام- خير مثالٍ لكلّ المسلمات، فقد وضعت ابنها موسى -عليه السلام- في التابوت، وعملت على تسييره في البحر، حتى وصل إلى قصر الطاغوت فرعون، فتجلّت إرادة الله -تعالى- ليكون الطفل داعياً لفرعون، ويكون على يديه زوال ملكه، وجبروته من الأرضن وكان قضاء الله -عزّ وجلّ- في أن يرفض موسى -عليه السلام- جميع المراضع، ليعود إلى أمّه الصابرة، فتُرضعه، وتضمّه إليهان ليحصل بذلك الاطمئنان لقلبها، حيث قال الله تعالى: (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).

كيفية تعزيز الثقة بالله تعالى

إنّ تعزيز الثقة بالله -عزّ وجلّ- يتحقق بمجموعةٍ من الوسائل، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • أن يطلب الإنسان من الله -تعالى- القوة على ما يريد، ولا يركن إلى نفسه وقوته؛ لأنّه بذلك الفعل يكون هو الخاسر، كما عليه أن يعلم أنّ ما يجري في الكون لا يغيب عن علم الله، وإن كان ظاهر الأمر شراً، لكنّ عواقبه تكون للخير أقرب، فالإنسان محدود العلم والقدرة، فلا يدرك عواقب الأمور، فالواثق بالله -تعالى- يجب عليه أن يؤمن بأنّ جميع الأمور التي تحصل معه من تقدير الله لها، كما أنّها من مصلحة العبد.
  • أن يعلم الإنسان أنّ الثقة بالله وسيلة نجاح يحتاجها المسلم في كلّ الأمور المشروعة، مثل: السعي والعمل لتحصيل الرزق ، وذلك بالاعتقاد بأنّ الرزق بين يدي الله عزّ وجلّ، ودون أن يحسد الناس إذا زادوا عنه بالرزق، لأنّه يعلم أنّ الله -تعالى- هو الذي يبسط الرزق لعباده بعلمه وحكمته، وأنّ الغنى لا يدوم، كما أنّ الفقر لا يبقى.
  • الثقة بالله عزّ وجلّ، والإيمان بقدرته دون إهمالٍ للأسباب الممكنة والمشروعة، ومن ذلك السعي والعمل والجد.
  • التحلّي بالصبر من أكثر الوسائل التي تُعين على تعزيز الثقه بالله، وزيادة التعلّق به، فهو الذي يعلم السرّ.
  • الإقبال على الله، والإلحاح عليه بالدعاء الصادقن فذلك يزيل ويُذهب الهموم والغموم من نفس الإنسان.
  • الثقة بالله تعالى، والأمن به من الأعداء وكيدهم، حيث إنّ العبد العابد لله -تعالى- يكون من الواثقين بربهم، كما أنّ المؤمنين بأمانٍ من الله.

مواطن الثقة بالله تعالى

إنّ الظنّ بالله -تعالى- من أفضل العبادات ، فقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ حُسنَ الظَّنِّ مِن حُسنِ العِبادَةِ)، وهناك العديد من المواطن التي يجب على المسلم أن يحرص على الثقة بالله فيها، منها:

  • الثقة بالله عند الموت ، حيث ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه: (أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظنَّ شرّاً فلهُ).
  • الثقة بالله عند الشدائد والكربات، فإنّ الصحابة -رضي الله عنهم- الذين تخلّفوا عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة تبوك، فلم يُكشف ما بهم من كربٍ إلّا عندما أحسنوا الظنّ بالله، ووثقوا به.
  • الثقة بالله عند الدعاء ، فالدعاء من العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى، فالله -تعالى- قادرٌ على الإجابة، كما أنّه لا يُعجزه أي أمرٍ من الأمور.
  • الثقة بالله عند التوبة، فحريٌ بمن يعصي الله -عزّ وجلّ- أن يُقبل عليه تائباً، طامعاً بما عنده من فضلٍ ومغفرةٍ، فالله -عزّ وجلّ- يحبّ التوابين، حيث قال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
  • الثقة بالله عند ضيق العيش، وذلك باليقين أنّ الله -عزّ وجلّ- قادرٌ على إخراج عبده من الضيق والكدر إلى السعة في جميع أموره.
  • الثقة بالله عند غلبة الدَين، فغلبة الدَين من المواطن التي يشعر فيها الإنسان بالضعف والعجز، فيكون محتاجاً إلى الثقة بالله عزّ وجلّ، والتوكّل عليه وحده، والإقبال عليه بقلبٍ صادقٍ ومؤمناً بقدرة الله تعالى.
  • الثقة بالله عند الدعاء وطاب الحاجات من الله تعالى، والإقبال عليه.
مزيد من المشاركات
بحث حول مدينة وهران

بحث حول مدينة وهران

مدينة وهران مدينة وهران هي واحدة من مدن الجزائر التي تأسّست في العام 903م، ومعنى اسمها الأسد، وتتبع إداريّاً إلى ولاية وهران، وتقسّم إداريّاً إلى اثنا عشر حيّاً هما: حيّ المقري، والصديقيّة، والمنزه، والعثمانيّة، وبوعمامة، ومحي الدين، والبدر، والسعادة، والحمري، والهواريّ، والأمير، كما كان اسمها قديماً مدينة إيفري ومعناه الكهف، وأيضاً لقّبت باسم الباهية. الجغرافيّة والسكان تحتلّ وهران المرتبة الثانية من حيث المساحة من بين المدن الجزائريّة، إذ تبلغ مساحة أراضيها 2.121كم²، وتقع فلكيّاً على خطّ طول
كيف أهتم بطفلي بعمر السنتين

كيف أهتم بطفلي بعمر السنتين

الاهتمام بالتغذية لن يكتسب الطفل الكثير من الوزن في هذا العمر ومن المحتمل أن تنخفض شهيته، لذا لابد من تأسيس عادات غذائية سليمة واتباع بعض الإرشادات الصحيحة ومن أهمها: تطوير عادة تناول وجبة أو وجبتين على الأقل يومياً بشكل جماعي مع العائلة مما يُشجع الطفل على تناول الطعام ويفتح من شهيته. الحرص على جعل وقت الطعام وقتاً ممتعاً بدلاَ من كونه موعداً روتينياً مملاً، بحيث يتم فيه تبادل الأفكار والخبرات والمشاعر. تقديم مائدة طعام متنوعة من الفواكه والخضراوات والحبوب وتجنب الوجبات السريعة والأطعمة
بحث حول التسامح

بحث حول التسامح

تعريف التسامح في الإسلام يعد التسامح من أبرز مظاهر الإسلام، حيث تجده بين الأفراد والجماعات، ويكون التسامح في الإسلام في مختلف مظاهر الحياة الدينية والاقتصادية وغيرها، ويعرّف التسامح بأنّه: التساهل، والجود والكرم والسهولة، وتجد التسامح في العبادات والمعاملات ، ومع الضعفاء، ومع غير المسلمين، وفي ذلك ما يأتي: مظاهر التسامح في الإسلام تتعدد مظاهر التسامح في الإسلام بين تسامح في العبادات والمعاملات، وتسامح مع المسلم وغير المسلم، وفيما يأتي بيان ذلك: التسامح في العبادات قال الله -تعالى-: (لاَ
معنى اسم بسنت

معنى اسم بسنت

ما معنى اسم بسنت؟ اسم بسنت هو من الأسماء الغريبة التي تقل عند العرب، وبسنت هو اسم علم مؤنث، ويقال أن هذا الاسم من الأسماء العربية الأصل ويأتي هذا الاسم بمعنى الزهور وهذا النوع من الزهور يمتلك رائحة جميلة وجذابة ومميزة ومحببة لدى النفوس، وهذه الزهرة ناعمة الملمس وتكثر على جانب النيل حيث تنمو بجانبه، ومنها ما ينمو داخل الماء. ويكثر هذا النوع من الزهور في أمريكا الجنوبية، وهذا الاسم متداول بكثرة عند المصريين، ويقال أيضًا أن اسم بسنت هو اسم يوناني ويعني ايضًا الوردة الجميلة. صفات حاملة اسم بسنت
معلومات عن أزمة الرهن العقاري

معلومات عن أزمة الرهن العقاري

ما هي أزمة الرهن العقاري من أخطر الأزمات المالية التي ظهرت على سطح الاقتصاد بشكل مفاجئ، وكان ذلك بسبب زيادة منح عالية النسب من القروض في البنوك ونتيجة لتراكم المنح المقدمة من البنوك أدى ذلك لتهديد قطاع العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما ودمرت البنوك المانحة للقروض، وتبعتها الأسواق المالية العالمية ؛ مما خلق تهديداً اقتصادياً مالياً عالمياً. أسباب حدوث الأزمة الرهن العقاري حدثت الأزمة المالية بسبب تراكم الكثير من الأعمال المهددة لاقتصاد العالم، ومن أبرز هذه الأسباب: أدى الازدهار لسوق
حلويات صيامى

حلويات صيامى

حلويات صيامى تُعتبر الحلويات من الأغذية المهمة لجسم الإنسان في حال تناولها بكميات مُعتدلة، فهي تزيد من طاقة الجسم وحيويته، كما أن الكثير من أصنافها يوفر الفيتامينات والعناصر الغذائية ذات الفائدة الكبيرة للصحة، ومن الحلويات اللذيذة التي يُقدمها العالم المسيحي والعالم الإسلامي حلويات صيامى التي كانت مُقتصرة على المسيحيين فقط، إلا أنّها أصبحت تُحضر من قبل جميع الأشخاص على اختلاف ديانتهم. ومن أشهى حلويات صيامى التي يُمكن للسيدة أن تحضّرها بسهولة هي تورتة جوز الهند، ذات الطعم اللذيذ الذي لا يحتاج
شرح قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح

شرح قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح

شرح قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح المقطع الأول يقول قيس بن الملوّح في قصيدة المؤنسة: تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا يقول قيس بن الملوّح في هذه
دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية

دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية

التنشئة الاجتماعية هي عبارةٌ عن إعدادِ الأفراد وتأهيلهم عن طريق ربطهم مع المجتمع وجعلهم جزءاً لا يتجزّأ منه ومكوناً من المكونات البشرية فيه، وتعرف أيضاً بأنّها العملية التي يكتسب فيها الإنسان مجموعةً من المهارات الاجتماعية، التي تَعتمد على الخبرة المعرفية والإدراكية المرتبطة بكلِ مرحلةٍ من مراحله العمرية، وتُساعده على التكيف مع البيئة المحيطة بهِ، وتحقيق المعنى الحقيقي للتواصل الاجتماعي بينه وبين الأشخاص الآخرين المحيطين به. دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية تعتبر وسائل الإعلام من أهمّ