شرح قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح
شرح قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح
المقطع الأول
يقول قيس بن الملوّح في قصيدة المؤنسة:
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
يقول قيس بن الملوّح في هذه القصيدة متحدِّثًا عن أيّامه الماضية مع ليلى إنّه قد تذكّر ليلى بعد أن سافرت وأيّامنا الماضية معًا، ويقول إنّه قد مرّ في مكان كانت فيه ليلى فرأى نارًا كالتي كان يراها في ديار ليلى، ويقول إنّ أحد رفاق الرحلة شاهد كوكبًا فقال له قيس بل هذه نار ديار ليلى قد لاحت من محل إقامتها الجديد.
المقطع الثاني
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
يقول قيس يا ليت حمولة أهل ليلى لم تقطع أشجار الوادي الذي نسكن فيه معًا، ثمّ يخاطب ليلى ويقول لها إنّه عندما كان يلتقيها ليلًا كان يذهل عن نفسه ولا يعلم ما يريد قوله لها من شدة حبه لها، ويقول لأصدقائه إنّهم إن لم يشاركوه الحزن فسوف يبحث عن أصدقاء يشاركونه همومه وأحزانه ويبكون له أو يواسونه بما يستطيعون.
ثمّ يقول إنّه لا يجول الصحراء ويقطع الفيافي والوديان والجبال ولا يقول الشعر إلا ليروّح عن نفسه، ويختم المقطع برجائه أن يجمعه الله -تعالى- بليلى كما يجمع البعيدين حين يعتقدان أنّهم لن يلتقوا يومًا.
الأفكار الرئيسة في قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح
من أبرز الأفكار الرئيسة في قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح ما يأتي:
- تذكّر قيس أيّامه الماضية مع ليلى.
- حديث قيس عن حاله مع أصدقائه في رحلته صوب ديار ليلى.
- تمنّي قيس لو بقيت ليلى في ديارها ولم تظعَن.
- خطاب قيس لأصدقائه غير المبالين به.
- رجاء قيس بأن يجمعه الله -تعالى- مع ليلى.
شرح الألفاظ في قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح
من الألفاظ التي تحتاج إلى شرح في قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح ما يأتي:المفردة | معنى المفردة |
الخواليا | بمعنى الزمن الماضي الذي خلا ولم تأتِ بشيء. |
الغضى | هو نوع من الشجر يبقى جمره طويلًا. |
المطي | جمع مطية وهي ما يُمتطى من الدواب. |
النواجيا | جمع ناجية وهي الناقة السريعة. |
فردًا | السيف الفرِد هو الذي لا مثيل له. |
صبابة | الصبابة هي حرارة الشوق ورقّته. |