شروط الشهادة في سبيل الله
شروط الشهادة في سبيل الله
للشهادة في سبيل الله شروط عدة، نبينها على النحو الآتي:
أن يكون مسلماً موحداً
يُشترط في المجاهد في سبيل الله -تعالى- أوّلاً أن يكون مسلماً؛ ذلك أنّ القتال شُرع من أجل الدّفاع عن الإسلام، ودفع الضّرر عنه، ونشره في الأرض، ولا يُمكن أن تتحقّق هذه الغايات إن لم يكن القائم عليها من المسلمين الموحّدين لله -تعالى- في كلّ أحوالهم، مُضحّين بأنفسهم في سبيل تحقيق ذلك.
كما يشترط أيضاً أن يكون مقتل هذا المسلم قد تم بأحد الوجوه الآتية:
- قُتل على يد كافر.
- أُصيب بسلاح مسلم بالخطأ.
- أُصيب بسلاحه عن طريق الخطأ.
- وقع عن فرسه، وغير ذلك من الأمور التي تُؤدي إلى مقتله.
أن يكون مخلص النية في سبيل الله تعالى
الشهيد هو المقتول في سبيل الله مخلصاً نيّته له-سبحانه وتعالى- ، وهو الذي دخل المعركة وقاتل من أجل إعلاء كلمة الله -تعالى-، والدّفاع عن الإسلام، ودفع الضّرر عنه ونشره في الأرض، أمّا الذي دخل المعركة من أجل تحقيق غايات دنيويّة؛ من مال، أو منصب، أو جاه، أو سُمعة ثمّ قُتل بعد ذلك فلا يُعدّ شهيداً؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَاتَلَ، لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيَا، فَهو في سَبيلِ اللَّهِ).
وتجدر الإشارة إلى أنَّ الشهادة في سبيل الله لا تقتصر على طريقة موت معينة؛ فقد يكون المسلم قُتل على يد كافر، أو سقط عن الدّابة، أو غير ذلك ممّا يؤدي إلى موته، ولكن المهم هو القتال من أجل إعلاء كلمة الله -تعالى-؛ إذ إنَّه هو الميزان الذي تُقاس به الشّهادة التي ينال صاحبها منزلة الشهيد، ويكون حاله كما وصفه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَرْوَاحُهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إلى تِلكَ القَنَادِيلِ).
أن يكون مقبلاً في القتال غير مُدبر
يُشترط في الشّهيد أن يُقبل على عدوّه في القتال وألا يُدبر عنه، ففي الحديث النبويّ لمّا ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه الجهاد في سبيل الله فسأله رجل: (يا رَسولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ، تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: نَعَمْ، إنْ قُتِلْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كيفَ قُلْتَ؟ قالَ: أَرَأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ أَتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: نَعَمْ، وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ).
فضل الشهادة في سبيل الله
حثّ الإسلام على نيل الشّهادة في سبيل الله ، فقال -تعالى-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
وتجدر الإشارة إلى أنَّ الشهادة لا تقتصر على من قُتل في المعركة بل لها أنواع عدة ؛ فالشّهيد كما بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشمل كلاًّ من: المبطون، والميّت بالطاعون، والمحروق، وصاحب الهدم -من يموت تحت الأنقاض-، والمرأة النّفاس التي تموت بسبب الولد، لكنّ أعظمها مرتبة هو الشهيد في المعركة،
وللشهداء فضائل وخصائص عظيمة ، منها ما يأتي:
- أحياء غير أموات.
- تشهد لهم الملائكة بالجنّة.
- يُرزقون عند الله -تعالى- رزقاً حسناً.
- فرحين بما آتاهم الله -تعالى- من فضله.
- يستبشرون بمن جاء شهيداً بعدهم من المؤمنين.