أضرار بذور التفاح
أضرار بذور التفاح
على الرغم من أنّ تناول فاكهة التفاح يُعدّ آمناً، إلّا أنّ مضغ بذور التفاح يُعدّ أمراً غالباً غير آمن؛ ويجب تجنُّب مضغها أو بلعها، وذلك لاحتوائها على بعض المركبات، ونذكر منها ما يأتي:
- تحتوي على مركّبٍ نباتيٍّ يُسمى الأميغدالين (بالإنجليزيّة: Amygdalin)، والذي قد يتحلّل إلى سيانيد الهيدروجين (بالإنجليزيّة: Hydrogen cyanide) داخل الجسم، وقد يكون له تأثيرٌ سامّ.
- وتجدر الإشارة إلى أنّ مُركّب الأميغدالين يُعدّ جزءاً من الدفاعات الكيميائية للبذور، حيث إنّه يُعدّ غير ضارٍّ عندما تكون البذور سليمة، أمّا في حال مضغ البذور؛ فإنّ مُركّب الأميغدالين قد يتحلّل إلَى سيانيد الهيدروجين كما ذُكر سابقاً، ممّا قد يكون غير آمنٍ وسامّاً، وقد يُسبّب الموت عند تناوله بكمياتٍ كبيرة.
- تحتوي بذور التفاح على زيتٍ أصفر شبه جافٍّ يُدعى جلوكوسيد فلوريزين (بالإنجليزيَّة: Glucoside phlorizin)؛ وهو ذو رائحةٍ شبيهةٍ برائحة اللوز المُّر.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ بذور التفاح وغيرها من بذور الفاكهة الأُخرى تحتوي على طبقةٍ خارجيةٍ تُغلّف بذورها، والتي تُعدّ مقاومةً لعُصارة الجهاز الهضمي ، ولذلك فإنّ بذور التفاح الكاملة دون هضمها وتحلُّلها قد لا يُسبّب ظهور أعراضٍ جانبية، كما يُمكن للجسم أن يكون قادراً على التخلُّص من السموم الناتجة بكمياتٍ قليلةٍ من خلال الإنزيمات الموجودة في الجسم، ومع ذلك فإنّ الكميّات الكبيرة منها قد تكون خطيرةً على الجسم، إلّا أنّها تُعدّ غير آمنةٍ عند مضغها وابتلاعها بكمياتٍ كبيرة.
ويُمكنك قراءة المزيد حول كمية البذور التي تسبب السمية في الفقرة التالية.
ما الكميات السامة من بذور التفاح
قد تُعادل الكمية السامّة أو المُميتة من السيانيد ما بين 1-2 مليغرام لكلّ كيلوغرامٍ من وزن الجسم لشخصٍ يزن 70 كيلوغراماً؛ وتحتوي ثمرة التفاح الواحدة على حوالي 5 بذور، في حين إنّ الجُرعة المُميتة من مضغ وتناول بذور التفاح تحدث عند استهلاك حوالي 150 بذرةً مطحونة، أو 200 بذرة، أو حوالي 40 ثمرة تفاح، فقد يسبب ذلك زيادةً في خطر الإصابة بتسمُّم السيانيد (بالإنجليزيّة: Cyanide poisoning) لدى الأشخاص البالغين.
وعلى الرغم من ذلك؛ فإنّ التعرُّض إلى كميّاتٍ قليلةٍ من السيانيد قد يكون خطيراً؛ إذ إنّه قد يُسبّب الضرر لصحّة القلب والدماغ، ولذلك يجب تجنُّب تناول بذور التفاح وغيرها من الفاكهة، وإزالة البذور منها؛ ومن هذه الفاكهة: الخوخ، والمشمش ، والكرز، ومن المُمكن أن تظهر بعض أعراض التسمُّم بالسيانيد بشكلٍ سريعٍ؛ ومنها: ضيق التنفُّس والنوبات، والذي قد يُسبّب فقدان الوعي.
هل زيت بذور التفاح ضار
يُمكن استخراج الزيت من خلال الضغط على بذور التفاح، وقد يكون هذا الزيت متوفراً في مُنتجات التجميل للاستخدام الموضعيّ، كما يُمكن استخدامه في المُستقبل لعدة أغراضٍ أخرى، وبشكلٍ عام؛ فإنّ محتوى السيانيد في زيت بذور التفاح يُعدّ منخفضاً جداً، وفي الواقع فإنّ زيت بذور التفاح يُعدّ غنيّاً بمُضادات الأكسدة .
وقد أشارت نتائج إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلّة Journal of the Science of Food and Agriculture عام 2013 إلى أنّه يُمكن لزيت بذور التفاح أن يكون مصدراً جيّداً لمُضادات الأكسدة الطبيعيّة.
ولكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الأبحاث لدراسة مدى أمان استخدامه كمُنتجٍ غذائي، من الجدير بالذكر أنّ استخدام زيت بذور التفاح يُعدّ أمراً غير شائع، ولكنّ هذا الزيت قد يكون أحد المكونات الموجودة على مُلصقات مُسلتزمات العناية بالبشرة أو الشعر، ولكن لا داعي للقلق من تكوُّن السيانيد.
الفوائد العامة للتفاح
يُعدّ التفاح خياراً غذائياً جيّداً يُمكن إضافته إلى النظام الغذائي؛ نظراً لاحتوائه على العديد من العناصر الغذائية التي توفر عدداً من الفوائد الضروريّة لصحّة الجسم؛ ومن هذه العناصر الغذائيّة نذكر ما يأتي:
- يحتوي على الألياف الغذائية: يحتوي التفاح على نوعين من الألياف الغذائية ؛ وهما: الألياف الغذائية القابلة للذوبان في الماء (بالإنجليزيّة: Soluble fiber)، والألياف الغذائية غير القابلة للذوبان في الماء (بالإنجليزيّة: Insoluble fiber)، والتي تمتلك دوراً مهماً في تنظيم عملية الهضم داخل الجسم، حيث تساعد الألياف الغذائية القابلة للذوبان على إبطاء عملية الهضم، وبالتالي زيادة الشعور بالشبع لفترةٍ أطول، كما أنّها قد تُبطئ من هضم الجلوكوز، ممّا قد يساعد على التحكُّم في مستويات السكر في الدم.
- وفي الوقت نفسه، فإنّ الألياف غير القابلة للذوبان قد تساعد على تسهيل حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي، ممّا يساعد على تنظيم حركة الأمعاء، والتخفيف من الإمساك، وتجدر الإشارة إلى أنّ من الأفضل تناول التفاح بقشره؛ وذلك لمحتواها العالي من الألياف غير القابلة للذوبان.
- يحتوي على مُضادات الأكسدة: يوفّر التفاح مجموعةً من مُضادات الأكسدة؛ ومنها: الكيرسيتين (بالإنجليزيّة: Quercetin)، والكاتيشين (بالإنجليزيّة: Catechin)، والفلوريدزين (بالإنجليزيّة: Phloridzin)، وحمض الكلوروجينيك (بالإنجليزيّة: Chlorogenic acid)؛ حيثُ إنّ لها دوراً في تحييد الجذور الحرّة (بالإنجليزيّة: Free radicals)؛ وهي جزيئاتٌ نشطة يُمكن أن تتراكم داخل الجسم نتيجةً للعمليات الطبيعية والضغوط البيئية، وقد يُسبّب تراكم هذه الجزيئات حالةً ضارّةً في الجسم تُسمّى الإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative stress)، ممّا قد يؤدي إلى تلف الخلايا، وبالتالي زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض؛ بما في ذلك: السرطان ومرض السكري، وغيرها.
- يحتوي على الفيتامينات والمعادن: يحتوي التفاح على العديد من الفيتامينات والمعادن بكمياتٍ معتدلةٍ نوعاً ما؛ ومن هذه الفيتامينات والمعادن نذكر ما يأتي:
- فيتامين ج: أو ما يُسمّى أيضاً بحمض الأسكوربيك (بالإنجليزيّة: Ascorbic acid)؛ وهو أحد مُضادات الأكسدة الشائعة الموجودة في الفواكه، كما أنّه يُعدّ عنصراً غذائياً أساسياً، ويتميز بالعديد من الوظائف المهمّة لصحة الجسم.
- البوتاسيوم: يُعدّ التفاح غنيّاً بالبوتاسيوم ، والذي قد يكون مفيداً لصحة القلب عند تناوله بكمياتٍ كبيرةٍ.
ولقراءة المزيد من المعلومات حول الفوائد الصحية لفاكهة التفاح يُمكنك قراءة مقال فوائد أكل التفاح .