كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة
كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة
تُعرّف صلاة الاستِخارة بأنّها طلب المُسلم الخِيرَة من ربّه، وتكون في الأُمور المشروعة أو المُباحة، وقد شرعها النبي -عليه الصلاة والسلام- لأُمّتِهِ ليطلبوا الخير في أمور حياتهم، وذلك عِوَضاً عمّا كان يُفعل في الجاهليّة من التطيُّر، والاستفهام بالأزلام والقداح. وتُعدّ الاستخارة طاعةً وعبادةً وامتثالاً لأمر الله ورسوله.
كيف تعرف نتيجة الاستخارة
وتُعرف نتيجة الاستِخارة من خلال ما يُقدّره الله -تعالى- للإنسان بعد فِعلِها، وليس شرطاً كما يعتقدُ البعض حُصول رؤيا في المَنام، ولكن تُعرف بتيسير الله -تعالى- له لذلك الأمر أو منعه عنه، فهو يُقدّر له الخير وإن لم يعلمْه الإنسان، وفي ذلك اتباعاً للنبي -عليه الصلاة والسلام- في الاستِخارة والاستِشارة.
كما أنّ الإنسان يعرف نتيجه استِخارتِهِ من خلال الشُّعور النّفسيّ بعد الاستِخارة، وما يُيسّره الله -تعالى- له في عمله، والاستخارة لا تخلو من ثلاث حالات، وبيانُها فيما يأتي:
- الحالة الأولى
الشّعور بالنشاط والارتياح للعمل الذي استخار له المسلم، فيُشرع له المُضيّ فيه.
- الحالة الثانيّة
الشّعور بالنُّفور والانصراف عن العمل، فيُشرع له عدم المُضيّ فيه.
- الحالة الثالثة
عدم الشّعور بأي شيءٍ جديدٍ، والبقاء متردّداً، ففي هذه الحالة يُشرع له المُضيّ في العمل إن رأى فيه خيراً، مع إحسان ظنّه بالله -تعالى- بأنّه سيختار له الخير.
كيفية صلاة الاستخارة
- تُصلّى صلاة الاستخارة ركعتين.
- ثُمّ يدعو المسلم بعد السلام، أو قبل السّلام وبعد الانتهاء من التشهُّد بالدُّعاء الوارد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»).
- وتكون هاتان الرّكعتان نافلةً، ويُفضّل أن يقرأ المسلم في الرّكعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الكافرون، وفي الرّكعة الثانيّة بعد الفاتحة سورة الإخلاص.
وذهب بعض العُلماء إلى استحباب قراءة قول الله -تعالى- في الرّكعة الأولى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ* وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ* وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
وفي الرّكعة الثانية يقرأ قوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا). ويجوز القراءة بغيرِهما.
- ويُستحبّ افتتاح الدُّعاء بالحمد لله، ثُمّ الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويختم المسلم دعاءه بذلك.
- ويكون مُستَقبِلاً القبلة، ورافعاً يديه .
- وأما دعاء الاستخارة يكون قبل السّلام أو بعده.
حكم تكرار صلاة الاستخارة
الأصل عدم تكرار صلاة الاستخارة في حال تبيّن للإنسان شيءٌ بعد الاستخارة، وإذا لم يتبيّن له شيءٌ وبقي مُحتاراً؛ فيُشرع له تكرارُها، وأمّا ما يفعله المسلم بعد صلاة الاستخارة، فيُقْدِم على العمل ولا ينتظر شيئاً من العلامات.
وقال بعض أهل العلم إنّ الإنسان يبقى يُصلّي الاستخارة ما دام لم يتبيّن معه شيءٌ، وقيل يُخالف الإنسان ما تهواه نفسه قبل الاستخارة؛ لأنّ ذلك من الأُمور المحمودة، وسبب اختلاف العُلماء في ذلك هو عدم ورود دليلٍ صريحٍ يُبيّن العلامات التي تعقب صلاة الاستخارة.
فقد تعدّدت آراء أهل العلم في تكرار صلاة الاستخارة على قولين، وهما كما يأتي:
- القول الأول
لا يُشرع تكرارها، واستدلّوا أنّه ورد تحديدها في السُّنة ركعتين فقط، كما أنّ المطلوب من الإنسان أن يؤدّي صلاة الاستخارة دون انتظار شيء آخر، بل يمضي في الأمر، وما يُقدّره الله -تعالى- فهو خيرٌ له.
- القول الثاني
لا بأس بتكرارِها، واستدلّوا بفعل الصحابيّ ابن الزُّبير في قوله: "إني مستخيرٌ ربي ثلاثًا"، واستدلوا بأنّها من قبيل الدُّعاء، ويجوز تكرار الدُّعاء ثلاثًا.
ثمرات الاستخارة
إنّ للاستخارة العديد من الثمرات، ومنها ما يأتي:
- حُصول الخير والبركة
بامتثال سُنّة النبي -عليه الصلاة والسلام-، بالإضافة إلى السّعادة في تطبيقها، وانشراح القلب.
- تربية المؤمن على التوكّل على الله -تعالى-
وتفويض الأمر إليه، وتعظيمه، فهو القادر والعليم، ويُدرك المسلم منزلة علم الله -تعالى- المُحيط بكلّ شيء.
- شُعور المؤمن بِمعيّة الله -تعالى-
وفيها إثبات صفتي العلم والقُدرة لله -سبحانه-.
- شُعور المؤمن بالطمأنينة
وانقطاع الأوهام عنه، وشُعوره بالحاجة إلى الله -عز وجل-، واللجوء إلى الصلاة عند الكرب والفزع؛ حيث إنّها صلةٌ بينه وبين خالقه.