الشخصيّة
الشخصيّة لغة: اسم منسوب من شخص، ولها العديد من المعاني في اللغة، وفي العلوم المُتنوِّعة، فهي تعني في عِلم النفس مثلاً: مجموعة الصِّفات التي تُميِّز الشخص عن غيره، أمَّا في الفلسفة، والتصوُّف، فهي تعني: وحدة الذات بما فيها من وجدان، وفِكر، وإرادة، وحرّية، واختيار. أمّا اصطلاحاً، فيمكن تعريفها بأنّها: "نَمَطٌ سُلوكيٌّ مُركَّب، وثابت إلى حدٍّ كبير، يُميِّز الفرد عن غيره، ويتكوَّن من مجموعة من الوظائف، والسِّمات، والأجهزة المُنظَّمة، والمُتفاعِلة معاً، والتي تضمُّ القُدرات العقليَّة، والانفعاليَّة، والإرادة ، والتركيب الجسميّ، والوراثيّ، والوظائف الفسيولوجيّة، والأحداث التاريخيّة الحياتيّة التي تُحدِّد طريقة الفرد الخاصَّة في الاستجابة، وأسلوبَه المُميَّز في التكيُّف مع البيئة". ويُعتبَر امتلاك شخصيّة قويّة باباً من أبواب النجاح، بل إنّه أكثر من ذلك؛ إذ يُعَدُّ نافذةً تُطِلُّ على كلِّ ما يُنمِّي تفوُّق الفرد، وإبداعه، حيث إنَّ الجميع دون استثناء يُحبِّذون امتلاك شخصيَّة قويَّة، وواثقة، وحكيمة، وقادرة على إيجاد الحلول، والتصرُّف بشكل ناجح، وصحيح في مُختلَف المواقف، ومن الجدير بالذكر أنَّ من يمتلك شخصيَّة قويَّة، تكون له مكانة اجتماعيّة بين الناس، ويكون قادراً على الاستفادة من وقته، وصحَّته، وإمكانيّاته المُختلفة، وحكمته، واختياراته الصائبة، ممَّا يجعله قادراً على التمييز والتفريق بين خَير الأمور، وشرِّها.
ضَعف الشخصيَّة
يختلف ضَعف الشخصيَّة من شخصٍ إلى آخر، ومن الجدير بالذكر أنَّ الإنسان ضعيف الشخصيَّة يكون غير قادر على مُعالَجة عُيوبه؛ لأنَّ ذلك الأمر يعتمد على قوَّة الشخصيَّة، وبالتالي يكون مُعرَّضاً دوماً للفشل ، وعدم المقدرة على تحقيق الأهداف على الرَّغم من وجود الرَّغبة الدائمة في النجاح ، والتقدُّم؛ ولذلك فإنّ ضَعف الشخصيَّة يُعَدُّ عاملاً مُؤثِّراً في حياة الفَرد.
أسباب ضَعف الشخصيّة
إنَّ لضَعف الشخصيّة، وقلِّة تقدير الذات أسبابًا عديدة، منها:
- التعلُّق بالماضي، وتجاربه المُؤذية، والمُؤلِمة التي يَصعُب نسيانها.
- الشعور بعدم الكفاية من قِبَل الأشخاص المُقرَّبين، كالوالدين، أو أيّ شخص آخر له تأثير في حياة الفرد؛ حيث يُؤدّي ذلك إلى تولُّد الشكّ بعدم المقدرتة على إتمام الأمور على النحو الأمثل في نفوس الأفراد.
- اختلاف اللون، أو العِرق للأشخاص مقارَنة بالمُحيط الذي يعيشون فيه.
- الاعتقاد السَّائد في المُجتمعات بأنَّ المظهر يُعبِّر عن الشخص بشكلٍ كامل، دون النظر إلى شخصيّته، أو جوهره.
- التأثُّر الكبير بالتجارب الفاشلة، وتجاهُل قصص النجاح.
- عدم تأديَة المَهامّ اليوميّة التي يجب أن يُؤدّيها الفرد. *الخوف، والقلق من المُواجهة.
- الكسَل، والتأخُّر في التخطيط، والتنفيذ، للمستقبل.
- الاستسلام، واليأس، وعدم تكرار المحاولة عند الشعور بالإرهاق، والتعب.
- إفساد مزاج الفرد؛ بسبب موقف مُعيَّن حصل معه.
علامات ضَعف الشخصيَّة
تُوجد علامات عِدَّة لضَعف الشخصيَّة ، منها:
- ضَعْف الإلهام، والتحفيز.
- ضعف التحكُّم في النفس.
- ضِيق الأفُق، ومحدوديَّة التفكير.
- عدم المقدرة على الاعتذار للأشخاص عند الضرورة.
- عدم المقدرة على تحمُّل المسؤوليَّة، والمَشقَّة.
- عدم المقدرة على الرَّفض.
- عدم المقدرة على الحفاظ على المُمتلَكات الخاصَّة.
- عدم المقدرة على التمسُّك بالأخلاقيّات، والمبادئ الخاصَّة؛ وذلك لنَيل رضا الآخرين.
طُرق التخلُّص من ضَعف الشخصيَّة
إنَّ هنالك طرقاً كثيرة لتقويَة الشخصيَّة، والإرادة، وزيادة الثقة بالنفس، والتخلُّص من ضَعف الشخصيَّة، منها:
- صناعة النفس ، وتقويتها؛ حيث تبدأ هذه العمليّة من الشخص نفسِه، وبناء الثقة بالنفس يبدأ من الصورة المَبنيَّة في ذهن الشخص عن ذاته؛ وحتى يتمّ بناء شخصيَّة قويَّة، وذات ثقة عالية، يجب أن تكون الصُّورة المَبنيَّة في ذهن الشخص عن ذاته إيجابيَّة، وهذه الصورة تدفع الشخص للتغيير نحو الأفضل، وتُحفِّزه على استمراريَّة العمل، والصَّبر على الصِّعاب.
- بناء صورة إيجابيَّة داخل الأشخاص عن ذواتهم؛ حيث يتحقَّق ذلك عندما يُقدِّر الأشخاص أنفُسَهم، ويحبُّونها، وذلك عن طريق النظر إليها بأنَّها تستحقُّ الأفضل، كما يجب عدم وَضْع النفس في مواضع مُهينة، والإساءة إليها أمام الناس.
- الثقة دائماً بأنَّ لكلِّ إنسان صفات تُميِّزه عن غيره، سواء كانت عِلمه، أو طريقته في التفكير، أو الكلام، حيث يجب الاقتناع بأنَّ ما يمتلكه كلُّ شخص، يختلف عمّا يمتلكه الآخرون، كما يجب على الإنسان أن لا يخجل من نفسِه؛ وذلك لأنَّها مُميَّزة بالفعل، ومن الضروريّ أن يعرف كلّ شخص ما هي نقاط ضَعفه، ونقاط قُوَّته، فإذا تمّ إدراك ذلك، فإنّ الإنسان يبدأ بالوصول إلى هدفه وغايته بشكل أسرع.
- إعطاء العقل، والذَّات فُرصَة للتعرُّف على الأشياء الجديدة، وتجربة كلّ ما هو جديد من الهوايات التي يمتلكها الفرد ولم يسبق له أن مارسها، فكلَّما زادت التجارُب، زادت قوَّة الإنسان، وثقته بنفسه.
- زيادة التفاعُل، والتواصُل مع المُجتمع، والأفراد، فكلّما ازداد التواصُل، والتشارُك مع الجماعة، ازدادت قوَّة الشخصيّة، وثقة الفرد بنفسه.
- مُرافَقة الأشخاص الإيجابيّين ، والمُتفائِلين دومًا، والابتعاد عن الأشخاص السلبيّين، ودائمي الشكوى؛ حتى يبقى تصوُّر الشخص عن الحياة إيجابيّاً دوماً.
- بناء مقدرَة الشخص على اتِّخاذ القرارت، فكلَّما ازدادت مقدرة الفرد على اتّخاذ قراراته بنفسه، ازدادت قُوَّته.
- تجنُّب القلق، والخوف، ومُحاولة تشجيع النفس بأنَّ القادم أفضل.
- تجنُّب مُقارنة النفس بالآخرين؛ حيث إنَّ لكلّ إنسان صفةً تُميِّزه عن غيره من البَشَر، وعلى كلِّ فرد معرفة ما يُميِّزه، والبَدء بتطويره.
عبارات عن الثقة بالنفس
هناك العديد من الاقوال والعبارات التي تُحفِّز الثقة بالنفس، وتُقوِّيها، وفيما يأتي ذِكرٌ لبعض هذه الأقوال:
- "إنّ ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو، أمّا الدنيء فيسعى لما لدى الآخرين".
- "من يعش في خوف لن يكون حرّاً أبداً".
- "لعله من عجائب الحياة، أنّك إذا رفضت كلّ ما هو دون مستوى القمة، فإنّك دائماً تصل إليها".
- "يجب أن تثق بنفسك .. وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك !؟".
- "إذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد ممّا قد أتقنته .. فإنّك لا تتقدّم أبداً".